تحت عنوان "الإنذار العسكري في مصر"، تناولت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية في افتتاحيتها عواقب التدخل العسكري في الحياة السياسية المصرية ثانية، ووصفته بأنه سيكون نكسة عظيمة للديمقراطية في مصر. واستهلت الصحيفة افتتاحيتها قائلة:" بعد أكثر من عامين، نجح المصريون في التخلص من النظام السلطوي، ودعم الجيش "محمد مرسي" كأول رئيس منتخب ديمقراطيًا، ولكن يبدو أنه من المحتمل أن تواجه مصر مزيدًا من التغيير من قبل الجيش، فالبلاد تمر حاليا بلحظات حرجة خاصة في ظل غياب الضمان في أن الجيش سينقل السلطة بسلاسة وبسرعة مثلما فعل سابقًا". واستجاب الجيش أمس للموجة المتزايدة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة العنيفة، وهدد بفرض "خارطة طريق" غير محددة في حال عدم حسم الحكومة وقوات المعارضة الأزمة السياسية خلال 48 ساعة. وقالت الصحيفة:" إن الجيش لعب دورًا في السياسة المصرية لعقود لكنه خرج قبل 10 أشهر تحت ضغط من مرسي، وعلى الرغم من أن العديد من جماعات المعارضة صفقت؛ استعدادًا لتدخل الجيش ثانية في السياسة؛ إلا أن ذلك من شأنه أن يكون نكسة كبيرة للديمقراطية المصرية". وتساءلت الصحيفة: هل سيكون فعالا أن نقحم الجيش كلما تعرضت مصر لأزمة سياسية؟، فمن المؤكد أن مصر ستعاني من المزيد من الأزمات إذا أردات أن تسير على طريق الديمقراطية الحقيقية". وترك إنذار الجيش عددًا قليلًا من الخيارات أمام مرسي، فإما إجراء انتخابات مبكرة، وتقاسم السلطة مع معارض سياسي يتولى منصب رئيس الوزراء أو النتيجة الأسوأ، وهي الدخول في معركة من أجل السلطة في الشوارع. ومن أجل جميع المصريين، فالحكومة والمعارضة بحاجة إلى العمل معًا في نهاية المطاف. ورأت الصحيفة أن الفوضى والغضب والعنف في الشوارع الذي أجبر الجيش على إصدار الإنذار يعد شهادة على مدى فشل جميع الأطراف في قيادة وتوجيه مصر نحو مكان أفضل بعد الأيام المظلمة التي عاشتها في ظل حكم الرئيس السابق "حسني مبارك". وألقت الصحيفة اللوم بشكل كبير على مرسي وأنصاره من جماعة الإخوان المسلمين. فبعد اضطهادها واستبعادها من الحياة السياسية لعقود من الزمان، رفضوا فهم ما هو مطلوب لقيادة أكبر دولة عربية في العالم. وحاولوا استغلال الانتخابات لاحتكار السلطة، وتشويه سمعة الخصوم، وترسيخ العلاقات مع الإسلاميين المتشددين. ولكنها فشلت في تحقيق أي تقدم حقيقي نحو تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي طالب بها المصريون اليائسون مثل: الأمن، والوظائف، والتعليم، والتضخم. وفي الوقت نفسه، أثبتت جماعات المعارضة نجاحها بشكل كبير في استغلال السخط في إشراك الشعب في المظاهرات. وأنهت الصحيفة افتتاحيتها قائلة:" لا يوجد أي مبرر للعنف من الجانبين، فلن يفوز أحد إذا ظلت مصر في حالة اقتصادية متدهورة وفي حالة حرب مع نفسها".