ربما لا يعرف الكثير من المصريين مع كل مباراة للمنتخب المصري ضد أى دولة أخرى ضمن تصفيات الصعود لكأس العالم، سوى "الهدف" التاريخي الذى سجله اللاعب مجدى عبدالغني نجم المنتخب فى التسعينات ولاعب خط الوسط السابق في النادي الأهلي حينها، والذي أخذ صيتًا إعلاميًا منذ 27 عامًا، لكونه الهداف الذي أحرز الهدف الوحيد في شباك المنتخب الهولندى؛ ليمنح المنتخب المصري الهدف الوحيد بكأس العالم. ومن حينها، اتخذ هذا الهدف الذى كان عبارة عن ركلة جزاء كسبها النجم حسام حسن حينها، طريقه للشهرة والفضائيات والاعلانات بل والدراما احياناً للاعب مجدي عبدالغني، والذى كان دائماً يفخر بل ويعاير الكثير من "المشجعين" بأنه الوحيد من نوعه بل والأوحد. إلا أن النبش في ذلك التاريخ واستخراج الجواهر المدفونة في أرضه، بالتزامن مع المباريات المصرية ضمن تصفيات التأهل لكأس العالم، جاء لنا بهداف آخر، لم يحظ بنفس الصيت الإعلامي، أو التاريخي، إلا أنه كان أبرز وأثقل من أدخل مصر التاريخ الرياضى بعد تسديده لهدفين لن ينساهما التاريخ فى بطولة العالم لكرة القدم بإيطاليا، فى شباك منتخب المجر حينها. 27 عامًا ظن فيها المصريين - بل لن نبالغ إذا قلنا العالم بأكمله- أن منتخب مصر لم يسجل المنتخب المصري فى كأس العالم سوى على يد "عبدالغني" طوال حياته، إلا أن هناك اللاعب "عبدالرحمن فوزي" ابن نادي الزمالك، وصاحب أول هدف للاعب أفريقي في بطولات كأس العالم، والمونديال الحقيقي الذي لقب ب"أبو رجل دهب"، وأحرز هدفين عام 1934. التاريخ نساه، والإعلام تعمد طمس هويته وحقه مقابل تركيز الصورة على "عبدالغني" فقط. ولكننا لم تنساه لكونه هداف مصر الأول في كأس العالم، حين واجه المنتخب المصري في تصفيات الكأس نظيره الفلسطيني، ونجح في التغلب عليه ذهابًا وإيابًا بنتيجة 7 - 1 في القاهرة، و4 - 1 في القدس، ونجح عبدالرحمن في إحراز جميع أهداف الفراعنة في المباراتين بواقع 11 هدفًا، وواصل تألقه مع المنتخب حتى قاده في المونديال بالمباراة الوحيدة أمام المنتخب المجري، والتي انتهت لصالح الأخير بأربعة أهداف مقابل هدفين، وكان الهدفين من نصيب الهداف الأول لكأس العالم "فوزي عبدالرحمن".