في حوار هادئ مع نيافة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حاولنا خلاله اختراق عقل وقلب البابا الجديد لنعرف ما يدور في خلده ودور الكنيسة خلال المرحلة المقبلة والتي تعد من أهم المراحل الحاسمة في تاريخ مصر. وأجاب البابا على عدد من التساؤلات التي تشغل الرأي العام في مصر.
في البداية ما رأى نيافة البابا في مسودة الدستور الجديد؟ الدستور لا يزال مسوادات ومناقشات ولم يأخذ صورة نهائية، موضحا أن تعريفه للدستور بأنه مجموعة تعابير عن مواطنة الإنسان المصري دون النظر إلي جنسه ولا دينه ولا سنة ولا لونه، ويصنع لكي يبقي، مؤكدا أنه لو ظهر الدستور بدون مظلة المواطنة سيصبح دستورا قصير العمر تنتهي تاريخ صلاحيته بلغة الصيدلة خلال عام أو اثنين. ما رأى البابا في لجوء الأقباط إلى الكنيسة وعدم لجوؤهم للحكومة ؟ الأقباط تعرضوا لتمهيش دورهم طيلة 50 عاما، جعلهم يلجئون للكنيسة بدلا من اللجوء إلي الدولة، كما أن البابا شنودة قد أجبر علي ممارسة هذا الدور، ولكن بعد صورة 25 يناير فقد تغيرت نظرة الشباب وأصبحت لهم وجهة نظر مختلفة، ويذهبون الآن إلي مجلس الشعب بدلا من اللجوء إلي الكنيسة. ما هي طلباتكم من الرئيس محمد مرسى وهل سيحضر حفل التنصيب؟ أرحب بالرئيس مرسي لحضور حفل التنصيب طبقا لظروفه، وأنه ليس له طلبات يقدمها له، وأن والمجتمع يجب أن يقوم بدوره في بناء الكنائس، وحفظ الأمن وإنفاذ القانون، ولو قصر المجتمع في دورة سيسبب حرجا كثيرا في مشاعرنا. وحول أزمة اختفاء الفتيات؟ هذا يجعلنا نشعر بالإحراج عندما يقوم الأجانب بسؤالنا عنه، وأن موضوع حقوق إنسان أولا وأخيرا، قائلا أن بعض مسؤولي الدولة يقومون بمحاولات لعلاج المشكلة لكنها غير كفاية، واصفا المشكلة بأنها عار علي المجتمع فأي إنسان لا يقبل أن تؤخذ ابنته من بيته ويحدث ما حدث. وعن عدد الأقباط في مصر؟ التعداد مسؤولية أجهزة الدولة، وأي جهة تقوم بالتعداد من نفسها ترتكب جريمة، لكن كل أب من الآباء يحفظ أهل رعيته. وحول منح كوتة الأقباط في البرلمان أو المناصب التنفيذية؟ أرفض أن تكون للكنيسة كوته في أي مواقع تنفيذية جملة وتفصيلا واصفا ذلك بأنه صورة من صور التمييز فكلنا مصريون، كما رفض فكرة تقسيم الوطن إلي جماعة دينية ومدنية موضحا أن مصر وطن واحد منذ عهد مينا موحد القطرين وهو الوطن الوحيد مربع الشكل في العالم. وعن تنامي التيار السلفي؟ لا نخشى أحد. • وعن إعلان اختيار الحرية والعدالة لبعض الأقباط ضمن قائمتهم الانتخابية • هذا اتجاه طيب. • وحول علاقته بدمنهور دمنهور ومحافظة البحيرة، تحتل مكانة كبيرة في قلبي، ففيها دفن قداسة البابا شنودة بدير الأنبا بيشوي، واختار المجمع المقدس للأنبا باخوميوس مطران البحيرة قائما مقام للكنيسة، وشاءت الأقدار أن يتم اختياري كبابا من البحيرة. • وحول انتخابه بابا ؟ اختياري كبابا لم يدر في خلدي يوما ما ولم أحلم به، ولم تكن لي رغبة فيه، لكن الله له كلمة ثانية ونحن تحت أمر ربنا. • وحول المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر الآن واختياره في هذه الظروف؟
أؤمن بأن الله يقود حركة الكنيسة، ومصر فيها مخاض وتغيرات وتحولات كثيرة، لكن صاحب كل هذه التحولات عبر العصور هو الله، ودور الكنيسة عبر العصور هو كصانع للسلام مع الله وسلام للإنسانية مع المجتمع، ولاستمرار هذا الدور وسط هذه التحولات ينبغي أن يزداد دور الكنيسة بنظر الإنسان إلي الله في حياته اليومية، وأن يستمر دورها كمؤسسة روحية. وأطالب بالبعد عن التعصب والتعصب المضاد ، وأن تعود إلي نفوسنا فكرة البساطة والسلام الداخلي وإعادة بناء الإنسان داخليا متقبلا الآخر، باعتباره أحد الفضائل العظمي التي جاء بها المسيح إلي الأرض، وأضاف قائلا نؤمن بأن الخطيئة بكل أشكالها تسحب السلام والوداعة من الإنسان وإنسانيته. وعبر البابا تواضروس الثاني عن تفائله قائلا" بكرة أحسن من النهاردة". وعن قرار سيتخذه عقب تنصيبه رسميا؟ استمرار لجنة ترشيحات البابا التي تضم 9 من الأساقفة ومثلهم من الأراخنة في عملها لوضع مسودة اللائحة لاختيار بدلا من لائحة 57. • وحول الفترة القادمة وما تحمله؟
• سيتم إعادة ترتيب البيت من الداخل عن طريق اختيار 3 آباء كهنة مسؤولين عن مكاتب السكرتارية بصفة أولية ومكاتب أخري لم يتم اختيار شخصياتها للاتصال بالكنائس بالخارج التي يبلغ عددها 300 كنيسة وتسهيل وسائل الاتصال. • وحول دور الأنبا باخوميوس خلال المرحلة المقبلة ؟ نيافة الأنبا باخوميوس عامود في الكنيسة ومطران جليل، وخزان خبرات ولا يمكن الاستغناء عن دورة ومشورته وخبراته ومهاراته، رغم كونه لا يحب المناصب ويحب الخدمة والكنيسة والوطن.