سمير مرقص : أي نظام لا يستوعب الطبقة الوسطى يؤدى لقيام الثورة

نهلة جمال
حذر المفكر السياسي سمير مرقص من أن استمرار الحال بمجرد تغيير الأفراد لا يصلح وأن أي نظام لا يستوعب الطبقة الوسطى ستتحول الثورة الرقيقة إلى ثورة خشنة يقوم بها العمال بالمعنى الصريح للثورة .
جاء ذلك خلال اللقاء الذي أجرى معه في إطار البرنامج الثقافي لمصر بمعرض تونس الدولي للكتاب وحضره د.أيمن مشرفة السفير المصري ، ومجموعة من المثقفين والكتاب من الجانبين المصري والتونسي.
وقال سمير مرقص أن ثورة 25 يناير هي ثورة الطبقة الوسطى وهى أيضا العامود الفقرى للدولة الحديثة، وأن قبل عصر محمد على كان يمكن أن تطلق الطبقة الوسطى على التجار ومع بداية عصر محمد على بدأت بالفعل الطبقة الوسطى وكانت في إطار الدولة.
وقال أن هذه الطبقة هي نفس الطبقة التي تدافع عن مصر فهذه الطبقة استفادت من الحاكم ودافعت عن مصر، وبشكل أو بآخر هي المحور الرئيسي في ثورة 19 أيضا ، .
وأشار إلى أنه عندما جاءت ثورة يوليو كانت نتاج لتحالف الطبقة الوسطى بأشكاله ، ولذلك قرارات يوليو كانت جميعها قرارات داعمة تصب في مصلحة الطبقة الوسطى التي كانت تحظى بدعم الدولة اجتماعيا وسياسيا ، ثم جاء السادات وسياسة الانفتاح الاقتصادي التي كانت قائمة على قانون رأسمالي بامتياز وكانت هذه هي النقطة الفارقة التي أدت إلى شتات الطبقة الوسطى ،ثم جاء نظام مبارك ليكمل المسألة، مضيفا أن كل القوانين التي صدرت كانت في صالح شبكة امتيازا وأن الاقتصاد كان قاصرا على مجموعة منتقاة من النظام السياسي .
وتابع "كل ذلك تكشف وظهرت الحركات الاحتجاجية وتجلى كل ذلك فى25 يناير وتحددت مطالبها في مطالب الطبقة الوسطى في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ، وتحركت أولاً الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة "الطليعة الشبابية" ثم لحق بهم الشريحة الوسطى من الطبقة الوسطى ثم الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى .
وكان هذا جرس إنذار من الطبقة الوسطى وهى ثورة ناعمة ورقيقة إذا جاز التعبير وقد استعادت الطبقة الوسطى عافيتها وخرجت هذه الصراعات التي كان مضغوط عليها بحزب حاكم وأمن الدولة ".