يعد الخوف هو العدو الأعظم للإنسان، فهو السبب الرئيسي في الفشل والمرض، وخلل العلاقات الإنسانية. ويخاف ملايين الناس من الماضي، المستقبل، الشيخوخة،الجنون، والموت، ولكن الخوف ما هو إلا فكرة في العقل الباطن، وهذا يعني أن الإنسان الذي يخاف يخشى من أفكاره. فالطفل الصغير قد يشله الخوف عندما يقال له أن هناك وحشاً مخيفاً أسفل سريره، وأن هذا الوحش يخطفه في الليل، وعندما يضيء والده النور، ويريه أنه لا يوجد أي شيء، فإنه يتحرر من الخوف. إن الخوف في عقل الطفل كان حقيقيا كما لو كان هناك فعلا وحش مخيف،فالشيء الذي يخافه لا وجود له، وبالمثل معظم مخاوفنا لا وجود لها وليست حقيقية، فهي مجرد مزيج من الأوهام المشئومة، والأوهام ليست حقيقة. "افعل الشيء الذي تخافه" قال فيلسوف وشاعر القرن التاسع عشر "رالف والدو إمرسون": "افعل الشيء الذي تخشاه، وبذلك يصبح موت الخوف مؤكداً". فموت الخوف يصبح مؤكدا عند وجود ثقة بأنك ستتغلب على مخاوفك، وتصل إلى هذا القرار الحاسم بعقلك الواعي، بذلك تطلق قوة عقلك الباطن التي تستجيب وفقا لطبيعة تفكيرك. "الخوف من الفشل من وقت لأخر" يعيش طلبة الجامعة الذين غالبا ما يبدو أنهم يعانون من النسيان الإيحائي أثناء الامتحانات، وكانت الشكوى دائما واحدة :إنني أكون على دراية بالمادة قبل دخولي الامتحان، لكن عند وجودي في قاعة الامتحانات وعندما تكون أمامي ورقة الأسئلة فإن عقلي يصبح خاليا تماما من كل المعلومات"!. الكثير منا مروا بمثل تلك التجربة، وتفسير ذلك يكمن في أحد القوانين الأساسية للعقل الباطن، وهو أن الفكرة التي تتحقق من تلقاء نفسها هي التي نعطيها القدر الأكبر من انتباهنا، وعندما تحدث مع أولئك الطبلة نجد أنهم يركزون انتباههم على فكرة الإخفاق والفشل، ففكرة الإخفاق تخلق تجربة الإخفاق من خلال حالة فقدان الذاكرة المؤقت. "وسيلة بارعة للتغلب على أي نوع من الخوف" هناك وسيلة للتغلب على الخوف، فحاول تجربتها، لنفرض أنك تخاف من السباحة، ابدأ بالجلوس ساكناً لمدة 5 أو 10 دقائق 3 مرات يوميا، ضع نفسك في حالة من الاسترخاء التام، والآن تخيل أنك تسبح، من مفهوم عقلك الباطن وتخيل أنك ألقيت نفسك في الماء من الناحية الذهنية، أنت الآن تشعر ببرودة الماء المنعشة، إن هذا النشاط الذهني المبهج يعد تجربة حقيقة مليئة بالحياة، إن هذا ليس حلم يقظة، فأنت تعلم أن ما تراه في خيالك سوف ينطبع في عقلك الباطن الذي سيجسده كتجربة واقعية في حياتك تطابق ما تخيلته بالضبط، وعندما تحاول السباحة في المرة التالية سوف تشعر بالفرحة وليس الخوف، هذا هو قانون عقل الباطن. يمكنك أن تطبق نفس الطريقة إن كنت تعاني من الخوف من الجبال أو الأماكن المرتفعة. "أنواع الخوف" - الخوف الطبيعي: وهو الخوف الذي يولد مع الطفل الرضيع، وهو نوعان: الخوف من السقوط، والخوف من الضوضاء، وهما أمر طبيعي، فهذا يعد نوعا من نظام الإنذار الذي زودك به الله كوسيلة للحفاظ على النفس، وبذلك الخوف الطبيعي فانك عندما تسمع صوت سيارة قادمة تبتعد عن طريقها كي تنجو وتعيش. والخوف الوقتي من كونك ستتعرض لحادث تتغلب عليه بتصرفك وابتعادك عن الخطر، أما باقي أنواع الخوف الأخرى فتعتبر غير طبيعية، ربما تكون قد نتجت على تجربة معينة في الماضي، أم قد تم نقلها وراثيا عن طريق الوالدين أو الأقارب ، أو حتى من خلال الأشخاص المؤثرين في حياة الطفل المبكرة كالمعلمين. - الخوف الغير الطبيعي: الخوف غير الطبيعي يحدث عندما يترك الإنسان خياله يجمع، إذا وجدت نفسك سجينا للشعور بالخوف الغير طبيعي عليك أن تقاوم ذهنيا من خلال التفكير في شيء مضاد له، إذا ظللت على تلك الحالة من الخوف الفرط فإنك سوف تعاني من التبلد والتدهور الجسدي، لذلك عندما تشعر بالخوف سوف يرغب عقلك الباطن في شيء مضاد للشيء الذي تخافه، وذلك طبقا لأحد قوانين العقل الباطن الأساسية. "طرق التحرر من الخوف" - افعل الشيء الذي تخافه وتخشاه، وسيكون موت الخوف أكيدا. - قل لنفسك بثقة وإيمان: "أنا سأقهر هذا الخوف". - الخوف هو فكرة سلبية في عقلك، استبدلها بالتفكير الإيجابي. - قاوم إيحاءات الخوف بالعكس، إذا كنت تخاف من الأماكن المغلقة كالمصعد، تخيل أنك تستقل مصعدا وامدح كل أجزاءه ووظائفه.