ما شدنى إليها وأجبرنى على احترامها أنها كانت دائمًا تنزع رداءها السياسى على سلم النقابة لتؤدى دورها النقابى فقط. نقابة الصحفيين تحولت إلى خلية نحل.. الاستعدادات تجرى على قدم وساق لاحتفالية ذات طابع خاص يوم السبت القادم.. رسميا هى احتفالية لتوزيع جوائز المسابقة السنوية للتفوق الصحفى لكنى أراها ذات طابع خاص لسببين الأول أنه سيتم فيها تكريم وتسليم الجائزة التقديرية للعام الحالى لشخصية استثنائية هى بحق أيقونة الصحافة المصرية الأستاذة أمينة شفيق التى تحتل مكانة خاصة فى قلوب جميع الصحفيين.. سيدة من جيل العظماء.. نقابية وكاتبة وسياسية تعتز دائمًا بانحيازها للفقراء والعمال والفلاحين وقضايا المرأة والقضية الفلسطينية. هذه الجائزة التقديرية تفوز بها وهى فى سن التسعين (من مواليد 1935) بعد حياة حافلة -ومازالت- بالعطاء والإنجازات على كل المستويات المهنية والنقابية والسياسية لهذا أعترف بأننى تشرفت بعضويتى فى مجلس أمناء جوائز الصحافة المصرية على مدى العامين الماضيين والذى خصص آخر اجتماعاته منذ أسبوعين لهدف وحيد هو ترشيح قامة صحفية للفوز بالجائزة التقديرية للنقابة لهذا العام وجاء ترشيحنا للأستاذة أمينة شفيق بالإجماع. السبب الثانى الذى أراه مهما لاعتبار هذه الاحتفالية ذات طابع خاص أنها ستشهد منح جائزة حرية الصحافة لشهداء الصحافة الفلسطينية.. والجديد أن اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامى برئاسة د.عمرو الليثى قرر رعاية هذه الجائزة فى إطار جهوده لدعم القضية الفلسطينية. تشهد الاحتفالية أيضاً توزيع جوائز الصحافة المصرية «دورة محمود عوض 2025» كما تقرر الاحتفال هذا العام بمرور 150 عامًا على صدور صحيفة الأهرام.. والاحتفال بمئوية مجلتى المصور وروزاليوسف.. وبهذه المناسبة سيتم إعلان تكريم خاص للكاتب الصحفى عبدالقادر شهيب بمناسبة مئوية المصور، والكاتب الصحفى رشاد كامل بمناسبة مئوية روزاليوسف. كما تقرر -لأول مرة- إعلان تكريم خاص لأحد أقدم شيوخ المصححين والمراجعين اللغويين بناء على توصية من مجلس أمناء جوائز الصحافة المصرية حيث تم اعتماد الترشيح الوارد من رابطة المراجعين فى النقابة بتكريم الكاتب الصحفى نجيب محمد يعقوب أحد أقدم شيوخ المصححين والمراجعين فى «أخبار اليوم». أعود إلى نجمة الاحتفالية الأستاذة أمينة شفيق التى شدتنى إليها منذ أول تعارف بيننا فى انتخابات النقابة عام 84 حيث تشاركنا فى قائمة المتنافسين لكنى وجدتها تخوض المعركة الانتخابية بكل احترام وتقدير لجميع المتنافسين معها ولهذا كانت تفوز دائمًا بأعلى الأصوات وظلت عضوًا بمجلس نقابة الصحفيين لمدة 28 عامًا اعتبارًا من انتخابات 1971 وشغلت عدة مواقع مهمة منها أمين الصندوق والسكرتير العام للنقابة. 28 عامًا فى عضوية مجلس النقابة هى السنوات الأكبر بين جميع أعضاء مجالس النقابات المهنية اقتنصتها أمينة شفيق لتتفوق على الذكور والإناث من جيلها ومن الأجيال السابقة واللاحقة لها.. وقد أرجعت أمينة شفيق نجاحها المتكرر إلى خدماتها لجميع الصحفيين رغم الاختلافات السياسية والفكرية.. وهذه كلمة حق فقد كان أكثر ما شدنى إلى أمينة شفيق وأجبرنى على احترامها أنها كانت تنزع دائمًا رداءها السياسى «اليسار» على سلم النقابة لتؤدى دورها النقابى فقط.. وهى تعترف بفضل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى هذا فبعد انضمامها لأسرة تحرير الأهرام وفوزها فى أول انتخابات نقابية عام 1971 قال لها: «أنتِ هنا محررة صحفية.. عايزة تبقى زعيمة.. فى النقابة.. فاهمانى».. كررها بعصبية وهو يدق على مكتبه!! تقول أمينة شفيق «استفدت كثيرًا من درس الأستاذ هيكل وفصلت بين عملى المهنى ودورى النقابى». وإذا عدنا إلى بدايات أمينة شفيق نجدها نشأت فى أسرة متوسطة لكنها حريصة على قراءة الصحف والمجلات فأحبت الصحافة وتعلقت بها حتى التحقت بالجامعة الأمريكية لتدرس الصحافة وتخرجت عام 1957 لكنها بدأت العمل الصحفى وهى طالبة فى مجلة الجيل ثم فى جريدة المساء حتى دعاها هيكل للانضمام إلى الأهرام عام 1959. هنيئا لأمينة شفيق بهذه الجائزة التى تفوز بها وقد بلغت التسعين ولا تزال حريصة على الوفاء بالتزاماتها المهنية وكتابة مقالها المتميز فى الأهرام بشكل منتظم لتؤكد أن العمل حياة وأن الصحافة مهنة تراكم خبرات.