يصادف اليوم ال 15 من ديسمبر الاحتفال باليوم العالمي للافتاء، تلك المناسبة التي تؤكد على مكانة الفتوى ودورها المحوري في توجيه المجتمعات وبناء الوعي الرشيد لمواجهة الفكر المتطرف. وتزامنًا مع هذا اليوم، نستعرض مسيرة أول مفتٍ للديار المصرية ورائد التجديد في الفقه الإسلامي، وأحد دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي، الذي ساهم بعد التقائه بأستاذه جمال الدين الأفغاني في إنشاء حركة فكرية تجديدية لإحياء الأمة الإسلامية وتحرير العقل من الجمود «الإمام محمد عبده» في السطور التالية: اقرأ أيضًا| في اليوم العالمي للإفتاء.. مسيرة مفتي الديار المصرية وُلد الإمام محمد عبده في عام 1849 في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت محافظة البحيرة، التحق للدراسة في الأزهر عام 1866 ليحصل على العالمية بعدها ب 10 سنوات، وفي عام 1879 عمل مدرسًا للتاريخ بمدرسة دار العلوم. اشترك محمد عبده في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز، الأمر الذي أدى إلى إلقائه بالسجن ثم النفي إلى بيروت لمدة 3 سنوات، وسافر بعدها إلى باريس بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني عام 1884، ثم أسس صحيفة هناك باسم "العروة الوثقى". تولى عبده منصب قاضيًا في محكمة بنها عام 1889، وبعدها انتقل إلى محكمة الزقازيق ثم محكمة عابدين، إلى أن أصبح مستشارًا في محكمة الاستئناف في عام 1891. صدر مرسوم وقعه الخديوي عباس حلمي الثاني بتعيين الإمام محمد عبده مفتيًا للديار المصرية عام 1899، إلا أن منصب الإفتاء استقل لاحقًا، وبذلك أصبح الشيخ محمد عبده أول مفتي مستقل لمصر بأمر صادر من الخديوي. أصدر عبده نحو 944 فتوى استغرقت المجلد الثاني من سجلات دار الإفتاء بأكمله، وفي عام 1890 أصبح عضوًا في مجلس شورى القوانين. أسس الإمام جمعية إحياء العلوم العربية لنشر المخطوطات، وظل في إنجازاته العريقة حتى رحل عن عالمنا في 11 يوليو عام 1905.