نظم معرض جدة للكتاب 2025 ورشة عمل متخصصة حول الترجمة الرياضية، حملت عنوان «الترجمة الرياضية: الدقة والسرعة في نقل الأحداث»، قدّمها المترجم والإعلامي سعود العصيمي، بحضور عدد من المهتمين بالترجمة والإعلام الرياضي. وأوضح العصيمي أن الترجمة الرياضية تُعد من أكثر مجالات الترجمة حيوية وتسارعًا، نظرًا لارتباطها المباشر بالأحداث الحيّة التي تتغير في ثوانٍ معدودة، ما يتطلب من المترجم امتلاك مهارات عالية في الاستماع والتحليل وسرعة الاستجابة، لضمان نقل الحدث بدقة ووضوح لحظة بلحظة دون تأخير. وأشار إلى أن مجالات الترجمة الرياضية تشمل التغطيات المباشرة للمباريات، والمؤتمرات الصحافية، والمقابلات التي تلي اللقاءات، إضافة إلى التحليل الرياضي، مبينًا أن هذا المجال يضم أنواعًا متعددة من الترجمة، من بينها الترجمة الفورية أثناء المباريات، والترجمة التتبعية في المؤتمرات الصحافية، والترجمة التحريرية للأخبار والتقارير، إلى جانب الترجمة التحليلية المتخصصة، ولكل نوع أدواته ومتطلباته المهنية. وتناول العصيمي عنصري الدقة والسرعة بوصفهما الركيزتين الأساسيتين في الترجمة الرياضية، حيث ترتبط الدقة بإتقان المصطلحات الصحيحة، وفهم قوانين الألعاب، ومعرفة أسماء اللاعبين والمدربين والفرق، في حين تعتمد السرعة على القدرة على الترجمة الآنية دون تردد، مع استيعاب مجريات الحدث المتسارعة. كما استعرض مهارات المترجم الرياضي، وأساليب الاستعداد المسبق قبل الفعاليات، وطرق التعامل مع ضغط الوقت، مؤكدًا أهمية الاستعانة بأدوات مساعدة، مثل قوائم المصطلحات الخاصة بكل لعبة، ومواقع النتائج المباشرة، وشاشات العرض الواضحة، وقواعد بيانات أسماء اللاعبين. وفي ختام الورشة، حذّر العصيمي من أخطاء شائعة في الترجمة الرياضية، أبرزها الترجمة الحرفية، والتوقف الطويل، وفقدان نبرة الصوت، أو التحوّل إلى التعليق بدلًا من الترجمة، مشددًا على أن الاحترافية الحقيقية تتحقق من خلال تحقيق توازن دقيق بين السرعة والدقة، والالتزام الصارم بدور المترجم. وتأتي هذه الورشة ضمن جهود معرض جدة للكتاب 2025 لتنويع برامجه الثقافية والمعرفية، ومواكبة تطورات الإعلام الرياضي، والإسهام في رفع كفاءة المترجمين والمهتمين بهذا المجال الحيوي.