«هنا أستند إلى ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسى «لا أحد فوق القانون. القانون فقط فوق القانون. والحق فقط فوق الحق»» دائمًا ما أسأل نفسى، هل حقًا «مفيش فايدة»؟! وما هو أصل الكلمة المعبرة عن اليأس والقنوط!. الكلمة منسوبة إلى زعيم الأمة سعد زغلول. لكن فى أى مناسبة قالها؟!. الصحفى المخضرم الراحل حافظ محمود أكد أنه قالها لزوجته أم المصريين صفية زغلول حين حاولت إعطاءه الدواء بينما دنا أجله وقال عبارته الشهيرة. بينما كاتبنا الكبير الراحل أحمد بهاء الدين أكد أنه قالها فى لحظة يأس من الاتفاق على استقلال مصر عن الانجليز. أيًا كانت حقيقة الكلمة، أرجو أن نغير المفهوم الشائع الذى يدعو إلى الإحباط واليأس إلى «لأ.. فيه فايدة». نحن فى أشد الاحتياج إلى هذه الكلمة لنعيد إلى مصرنا رونقها وعزتها وقيمها وأخلاقها. وأن لا يرتكن أحد فيصمت عن الإصلاح والتغيير تحت دعوة «مفيش فايدة». لدينا من التشريعات والمواثيق واللوائح والأكواد ما يمكننا من الارتقاء بمستوى بلدنا. لكننا نتغافل عنها كسلًا وتقاعسًا، وأحيانًا عمدًا!. هذه آفة المصريين. بالطبع ليس كل المصريين. لدينا الكثير من المواطنين الذين يحبون ويفضلون العيش وفق النظام. ولدينا البعض ممن يحبون الفوضى، وللأسف هؤلاء هم الطاغون فى حياتنا اليومية. هم المنتشرون على الساحة العامة. هم الذين يعطون الصورة السيئة عن مجتمعنا. وعلاج هؤلاء ليس عندى، إنما فى البحوث والدراسات التى يجب أن تهتم بها المراكز المتخصصة، كالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية. وعلاج هؤلاء العقاب الرادع وفق القانون، ولو تصل إلى البتر من المجتمع. لا يكون هذا الا بتطبيق سيادة القانون عليهم مهما كانت حيثياتهم ومراكزهم. وهنا أستند إلى مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسى «لا أحد فوق القانون. القانون فقط فوق القانون. والحق فقط فوق الحق». ما أود أن أقوله وفقًا للمثل العامى «النار تأتى من مستصغر الشرر». الكوارث التى نراها فى حياتنا اليومية، تبدأ صغيرة، نتجاهلها فتكبر يومًا بعد يوم، حتى تصبح كارثة كبرى، تخلف وراءها مصائب عديدة، سواء فى خراب وتدمير أو قتل ومأساة إنسانية. نموذج للفوضى هنا انوه إلى أننا يمكننا تلافى مثل هذه الكوارث فى مهدها، لو التزمنا بالقانون وسيادته على الجميع من دون مجاملات على حساب بلادنا. ولو نفضنا الكسل والإهمال والتقاعس من عقولنا، وأخذنا كل الأمور بجدية ونزاهة وشفافية. وهناك دور مهم لا يغفل من جانب الحكومة وأجهزتها، وهو أن تتحرك بكل حسم وجدية لتنفيذ القانون. أذكر أن مخالفات المواطنين لنظم المحليات انتشرت بعد تقاعس الحكومة عن دورها. وهكذا نرى فوضى البناء والمرور والطرق والأرصفة والأسواق وسرقات الكهرباء والمياه والبترول وغيرها. ومؤخرًا شاهدنا كارثة السباحة التى راح ضحيتها الطفل يوسف محمد من نادى الزهور، بسبب إهمال وتقاعس المسئولين باتحاد السباحة، لتحدث فوضى فى المسابقات، ويضيع بطل مستقبلى لمصر. ليس هذا فقط بل أعلن الكثير من السباحين امتناعهم عن التدريب والاشتراك فى المسابقات حتى يعود حق شهيد السباحة. وهذه سهير فرج، سباحة /حكم سباحة معتمد تعلن تعليق مشاركتها فى أى بطولة أو نشاط رسمى تابع للاتحاد المصرى للسباحة. تقول: «يأتى هذا القرار الحاسم والملزم انطلاقاً من مسئوليتى الأخلاقية والمهنية تجاه مجتمع السباحة المصرى». موعظة السلطان سيرة سلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد تستهوينى. فقد كان حاكمًا فريدًا فى قومه، ونموذجًا طيبًا فى أمته العربية والعالم. أبسط شيء أنه لم يكن يفكر فى إيذاء أحد. وكان يسير بالحكمة الشهيرة سيسألنى الله عن شعبى ولابد أن أجيب!. وقد قرأت على مواقع التواصل رسالة منسوبة إليه يقول فيها: لقد أمضيتُ على كرسى الحكم نصف قرن (50 عامًا)، وخرجت كما ولدتنى أمى. ووضِعت فى قبر متواضع، اخترته لنفسى بنفسى بين التراب، كما رأيتم بأم أعينكم. على مدى 50 عامًا كسلطان، لم يشغلنى سوى شعبى وسلامته، وأمنه وراحته وسكينته وسعادته ورفاهيته، واجتهدت قدر ما استطعت. على مدى 50 عامًا لم أتدخل، ولم أحشر أنفى فى شئون الآخرين. ولم أخطط ولم أتآمر على حلم. ولم أقم بأعمال عنترية، ركزت على مهام وظيفتى، واجتهدت لأكون بحق خادم لشعبى، لا متعالٍ عليه، فعشقنى شعبى كما رأيتم. كان شغلى الشاغل طوال تلك السنوات ترسيخ منظومة القيم وتقديم القدوة، لبناء إنسان ومجتمع عمانى متصالح مع نفسه ومع من حوله، لدرجة أن كل مواطن عمانى صار يتصرف كما كنت أتصرف، فاحترم العالم بأثره العُمانيين أينما حلوا. وداع الشعب خمسون عامًا لم يراق فيها دم لمواطن عمانى فى الداخل أو فى الخارج. لهذا لم يعرف بلدى التطرف وأهله، بعد أن تجنبت بحكمة أسبابه، فظلت بلادى لعشرات السنين واحة للسلام، يشهد بذلك من شرفنا به بيننا من العرب والعجم. خمسون عامًا أمضيتها دون صخب أو مواكب فارغة، لا تزيد إلا الناقصين، حتى لحظة وفاتى ومراسم دفنى، فكما رأيتم، لم يشغلنى أن يحضرها ملك أو رئيس، بل حرصت على أن يودعنى شعبى. أستطيع أن أقول بأننى حافظت على شعبى فلم أهنه، وعلى بلدى فلم أخنه، فاجتهدت لتطويره اقتصاديًا وصحيًا وتعليميًا وقبل كل شيء قيميًا وأخلاقيًا، وذلك انطلاقًا من قول حديث رسول الله «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. اعلموا أن رحلتكم وإن طالت فهى حتمًا ستنتهى، فإما أن يدعى لكم أو أن يدعى عليكم.. انتهزوا الفرصة، وصححوا أوضاعكم، وإياكم أن تغرنكم الدنيا والسلطان ونفاق المنافقين والحواريين.. الدوام لمن له الدوام، والتاريخ لن يرحم.. نعم لن يرحم. أفلا يتدبرون تبت يد من يروج للديانة الإبراهيمية، ومن خلالها يدعو إلى الاتفاقيات الإبراهيمية مع الصهاينة الملاعين. لنقرأ ما قاله سبحانه وتعالى فى محكم تنزيله القرآن الكريم من سورة الأعراف. «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِى أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو يُحْيِى وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِى يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)» صدق الله العظيم.