متحف فريد من نوعه هو باختصار «ذاكرة الريف وحياة الفلاحين البسطاء».. حرص مؤسسه على أن يكون بمثابة متحف للحياة الاجتماعية المصرية.. قام بجمع أدوات تلك الحياة التى كانت منتشرة بريف مصر واندثرت حالياً، لتظل ماثلة فى أذهان الأجيال ترسم لهم صورة نابضة بالكفاح لحياة الفلاح الأصيل ببساطته ومثابرته، ليخرج من أرض مصر الطيبة الخير الوفير. اقرأ أيضًا | «الفلاح» فى ليلة عيده .. دعم ومساندة المزارعين فى مقدمة أولويات «الجمهورية الجديدة» أقيم «متحف الإنثوجرافيا» الذى أسسه عالم الاجتماع المصرى الدكتور محمد أحمد غنيم، العميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة المنصورة، وعضو المجلس الأعلى للثقافة، داخل الكلية، ليرتاده طلاب قسم الاجتماع وباقى طلاب الجامعات المصرية. ويقول د.غنيم: «مصر مهد الزراعة، وهى أول دولة فى العالم يعرف أبناؤها الزراعة، وأول من ابتكر أدواتها، كما ظل الفلاح المصرى عماد الحضارة الفرعونية لعشقه لأرضه وارتباطه بها. كما نجح فى غرس حب الزراعة ورعاية الأرض فى نفوس أسرته».. وأشار إلى أنه لاحظ اندثار كثير من الأدوات التى كان يستخدمها المصريون، ولازمتهم فى حياتهم لقرون طويلة، كأدوات الزراعة مثل النورج والمحراث والحصير اليدوى الذى كان يستظل به تحت الشجرة، والبلاص للشرب وغيرها.. بجانب أدوات المعيشة كوابور الجاز ولمبة الجاز وطاسة الخضة التى كان يلجأ لها الكثيرون عند هلعهم أو خوفهم من المجهول.. وسلال الخوص التى كان يتم الاحتفاظ بالخبز وبعض أنواع الطعام بها. ويضيف أنه قام مع فريقه البحثى بالبحث عنها بعشرات القرى حتى نجح فى جمع معظم هذه الأدوات وتنظيمها داخل المتحف الكائن بمبنى كلية الآداب، مشيراً إلى أن البحث لن يتوقف، وسيتم إضافة ما يتم العثور عليه، مع شرح مبسط لكل أداة من تلك الأدوات. من جهته أكد الطبيب المصرى العالمي، د.أسامة حمدى مدير معهد جوبلز للسكر بجامعة هارفارد، والفنان التشكيلى، على أنه فى كل عصر من عصور مصر تظهر «فلتات» من الصعب تكرارها، تثرى حياتنا المصرية بفنها الناعم أو أدبها الراقى أو موسيقاها المبهجة.. وأشار إلى أنه خلال زيارته للمتحف، وحواره مع مؤسسه د.غنيم، شعر فورًا بالجهد الكبير المبذول فى هذا العمل المتميز. فيما أشار د.محمود الجعيدى، عميد كلية الآداب، إلى حرص الكلية على الاهتمام بهذا المتحف الفريد، وأكد د.محمد عبد العظيم نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وخدمة المجتمع، أن الحفاظ على هذا التراث المهم سيكون نواة لمتحف أكبر لعرض هذه الثروة على أبناء المحافظة وزوارها.