قال إتحاد شركات التأمين المصرية، برئاسة علاء الزهيري، خلال نشرته الأسبوعية، إن الذكاء الاصطناعي، أصبح أحد أهم القوى التحويلية التي تُشكل صناعة التأمين العالمية بدءًا من الاكتتاب وإدارة المطالبات، وصولًا إلى كشف الاحتيال وخدمة العملاء، تُحقق الأدوات والخوارزميات المُدارة بالذكاء الاصطناعي كفاءةً ودقةً وابتكارًا غير مسبوقين. ومع ذلك، فإن دمج الذكاء الاصطناعي يُثير أيضًا مخاوف أخلاقية مُلحة تتعلق بالعدالة والشفافية والمساءلة والخصوصية، واحتمال اتساع فجوة التفاوت الاجتماعي والاقتصادي. وتابع، ويُعتبر قطاع التأمين حساسًا بشكل خاص للمخاطر الأخلاقية نظرًا لاعتماده على البيانات وتقييم المخاطر واتخاذ القرارات، مما يؤثر بشكل مباشر على الاستقرار المالي للأفراد وحصولهم على الحماية. وعلى عكس القطاعات الأخرى التي قد تُسبب فيها الأخطاء المتعلقة بالذكاء الاصطناعي إزعاجًا، يُمكن أن تؤدي هذه الأخطاء في قطاع التأمين إلى تسعير غير عادل، أو رفض المطالبات، أو التمييز في الحصول على التغطية الأساسية. لذلك، فإن الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي ليست مجرد متطلب تنظيمي، بل هي حجر الزاوية في بناء الثقة بين شركات التأمين وحاملي الوثائق. تتناول هذه النشرة الأبعاد الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة التأمين، وتستكشف المخاطر والتحديات، وتقترح مجموعة من المبادئ والتوصيات الأخلاقية لتوجيه التبني المسؤول للذكاء الاصطناعي. الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين تشهد تطبيقات الذكاء الاصطناعي توسعًا متزايدًا عبر سلسلة قيمة التأمين، مدفوعةً بالحاجة إلى الأتمتة، وخفض التكاليف، وتحسين تجربة العملاء. تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين الاكتتاب الآلي تُحلل نماذج تعلم الآلة مجموعات البيانات الضخمة لتسعير المخاطر بدقة أكبر، مما يُقلل من العمل اليدوي ويُحسّن الاتساق. تقييم وتسوية المطالبات تُسرّع أدوات الذكاء الاصطناعي عملية معالجة المطالبات من خلال التعرّف على الصور، والتحليلات التنبؤية، واتخاذ القرارات تلقائيًا. كشف الاحتيال تكشف نماذج الذكاء الاصطناعي عن السلوكيات والأنماط المشبوهة التي قد تُشير إلى نشاط احتيالي. إدارة علاقات العملاء تُقدّم روبوتات الدردشة والمساعدون الافتراضيون دعمًا على مدار الساعة، وتوصيات مُخصّصة، وتفاعلات سلسة. منع المخاطر والنمذجة التنبؤية يساعد الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بأحداث مثل الحوادث، وتدهور الصحة، أو أضرار الممتلكات، مما يُتيح تقديم المشورة الوقائية والتدخل في الوقت المناسب. ورغم أن هذه التطبيقات نحقق فوائد كبيرة، إلا أنها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام تحديات أخلاقية تتطلب تقييمًا منهجيًا. التحديات الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة التأمين التحيّز الخوارزمي والتمييز قد تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل غير مقصود بتعزيز التحيّزات الموجودة في البيانات المستخدمة لتدريبها. فإذا كانت البيانات التاريخية تعكس أشكالاً من التمييز — سواء كانت مرتبطة بالنوع الاجتماعي أو العمر أو الموقع الجغرافي أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي — فإن نموذج الذكاء الاصطناعي قد يعيد إنتاج هذه الأنماط أو حتى يزيد من حدّتها.