منذ أن أعلنت الهيئة الوطنية للصحافة عن إطلاق جوائز التميز الصحفى، بدا واضحًا أننا أمام خطوة تحمل فى جوهرها رسالة عميقة تؤكد أن الصحافة القومية رائدة وقادرة على أن تجدد نفسها، وتعيد الاعتبار لدورها فى تشكيل الوعى العام فى مصر والمنطقة بأسرها، إذا ما أُتيحت لها أدوات التحفيز والتقدير. فإطلاق هذه الجوائز يعكس إدراكًا عميقًا لأهمية تحفيز الصحفيين والعاملين فى المؤسسات القومية على الإبداع والتميز، ويمنحهم شعورًا بأن جهودهم محل تقدير رسمى وموضوع، ولذلك يمكن القول إنها ستثرى المحتوى وتنهض بالمؤسسات الصحفية القومية وتعيد لها مكانتها المستحقة، فتلك المبادرات ستحفز عملاق الصحف القومية على الإبداع، وتحتفى بالموهوبين والمتميزين مهنيًا ولعل الفترة المقبلة ستشهد جوائز أخرى للبوابات والمواقع الإلكترونية أسوة بالصحف ضمن مخطط النهضة التحريرية للمؤسسات القومية، التى تجلت فى عدد من الأحداث الكبرى والمناسبات الوطنية مثل مؤتمر افتتاح المتحف المصرى الكبير والانتخابات البرلمانية، ومن قبل مؤتمر السلام التاريخى فى شرم الشيخ. لعبت «الهيئة» فى عهد المهندس عبد الصادق الشوربجي دورًا محوريًا فى الحفاظ على استمرارية المؤسسات، ولم يكن الأمر مجرد إدارة مالية أو تنظيم إدارى، بل رؤية شاملة تهدف إلى إعادتها إلى مكانتها الطبيعية كصوت وطنى ومرجع ثقافى وإعلامى، خاصة فى مواجهة ما تعانيه المؤسسات الصحفية من تحديات اقتصادية ومهنية كبيرة. حيث اتجهت إلى استراتيجية واضحة تقوم على تعظيم الاستفادة من الأصول القومية، ودعم المحتوى الصحفى، وإطلاق مشروعات تعليمية وتنموية، إدراكًا بأن بقاء تلك المؤسسات يتطلب موارد مالية مستقرة، فأطلقت خطط استغلال أراضٍ وأصول مملوكة لمؤسسات كبرى مثل «الأهرام»، «أخبار اليوم»، «روزاليوسف»، «دار الهلال»، و«وكالة أنباء الشرق الأوسط». وتبنت الهيئة استراتيجية اقتصادية واضحة في تعظيم استثمارات المؤسسات القومية، والآن تجني ثمارها وحان وقت قطافها. ففي مؤسسة «الأهرام» على سبيل المثال، تم وضع حجر الأساس لأول نادٍ اجتماعي رياضي لمؤسسة صحفية فى الشرق الأوسط، وفي مؤسسة «دار الهلال»، وافقت الهيئة على زيادة رأس المال بقيمة الدعم المالى لتعزيز استقرارها. ولم يقتصر دور الهيئة على الاستثمار المالي فقط، بل امتد إلى التعليم والتأهيل، مثل إنشاء جامعة أخبار اليوم (نيو إيجيبت) بمدينة 6 أكتوبر، وتطوير أكاديمية «أخبار اليوم»، كما حصلت جامعة الأهرام الكندية على موافقات لإنشاء 3 كليات جديدة بينها كلية طب، ما يعكس توجه الهيئة لدعم التعليم بجانب علوم الصحافة. وأخيرًا، فالقيادة المهنية والاقتصادية الجديرة بالاحترام للمهندس عبدالصادق الشوربجي وازنت بين التحديات الاقتصادية والضغوط المهنية، ووضع كل المؤسسات القومية على طريق الاستقرار والقدرة على المنافسة، لاسيما أنها قادرة على النهوض إذا توافرت لها الرؤية والإدارة الحكيمة والدعم المستمر وهو ما يحدث الآن بكل اقتدار.