يسابق مجلس إدارة نادي الزمالك الزمن لوضع حلول جذرية للأزمات المتراكمة التى تضغط على النادي وصارت تشبه «حقل الألغام»، وبخاصة تلك المرتبطة بقطاع كرة القدم، باعتباره الملف الأكثر حساسية وتأثيرًا على استقرار القلعة البيضاء ومسارها خلال المرحلة المقبلة. وتتحرك الإدارة على عدة مسارات متوازية بهدف إعادة ترتيب البيت من الداخل واستعادة القدرة على المنافسة، وسط إدراك كامل بأن أي تأخير في معالجة هذه الأزمات سيضع الفريق فى موقف بالغ الصعوبة قبل انطلاق فترة الانتقالات الشتوية. ويأتي ملف فك القيد على رأس الأولويات، بعدما تحول إلى العقبة الأكبر أمام خطط الإدارة الفنية.. ويواجه الزمالك إيقافًا جديدًا في القيد نتيجة تراكم ست قضايا مالية تتجاوز قيمتها الإجمالية 800 ألف دولار، تشمل مستحقات البرتغالي جوميز وثلاثة من مساعديه، إضافة إلى الديون الخاصة بالمدرب السويسري كريستيان جروس، وصولًا إلى ملف التونسي فرجاني ساسي الذي انضم مؤخرًا إلى قائمة الأزمات لتكتمل بذلك القضايا الست التى تمنع النادى من تسجيل لاعبين جدد. وتضع الإدارة هذا الملف تحت المتابعة اليومية بحثًا عن تسوية عاجلة، باعتبار أن استمرار الوضع الحالي يهدد خطط التدعيم فى يناير ويقيد رؤية الجهاز الفني. ولا يقل ملف مستحقات اللاعبين أهمية عن أزمة القيد، إذ تدرك الإدارة أن أى تأخير في صرف المستحقات قد ينعكس مباشرة على الحالة النفسية والعطاء داخل الملعب. ◄ اقرأ أيضًا | رفع الحمل البدني للاعبي الزمالك قبل مواجهة كهرباء الإسماعيلية وتمكنت إدارة النادي بالفعل من إغلاق جزء كبير من المستحقات القديمة وسداد نسبة معقولة من الجديدة، لكن الهدف إنهاء الملف نهائيًا خلال أسابيع قليلة، منعًا لظهور توترات قد تؤثر على الأداء وتضع الفريق في دائرة ضغط إضافية. ويؤمن المجلس بأن الاستقرار المالى عنصر أساسي لضبط غرفة الملابس والحفاظ على تركيز اللاعبين فى هذه المرحلة التي تحتاج لأقصى درجات الانضباط. أما ملف تدعيم الفريق، فيرتبط بشكل مباشر بملفى القيد والمستحقات، حيث تتطلع الإدارة إلى إبرام صفقات نوعية تعالج النقص العددى الذى يعانى منه الفريق حاليًا، لكن ذلك يتطلب توافر سيولة مالية وحل أزمة القيد فى أسرع وقت. ويُنتظر أن يمنح المجلس مدير التعاقدات جون إدوارد ميزانية خاصة فور الانتهاء من الملفات العالقة، من أجل الدخول فى مفاوضات جادة مع اللاعبين المستهدفين وضم عناصر قادرة على رفع مستوى الفريق والمنافسة على البطولات. وتدرك الإدارة أن الانتقالات الشتوية المقبلة قد تكون نقطة تحول، إلا أن نجاحها مرتبط أولًا بإنهاء القضايا الست التي تمنع النادي من تسجيل لاعبين جدد. وبين هذه الملفات الثلاثة، يتحرك الزمالك في سباق مع الزمن لمحاولة عبور المرحلة الحرجة التى يمر بها، وسط تفاؤل داخل المجلس بأن حلحلة الأزمات المالية والإدارية ستفتح الطريق أمام بداية أكثر استقرارًا للفريق، وتُعيد للقلعة البيضاء قدرتها على المنافسة بالصورة التى ينتظرها جمهورها.