قلوب لا تعرف الانكسار، وعزائم لا تهزمها الظروف، يكتبون قصصهم بأنفسهم، وينقشون أسماءهم في صفحات الأمل، متحدين الإعاقة التي لم تكن يومًا حاجزًا أمام طموحاتهم، بل كانت بوابة عبور نحو قوة أكبر وإصرار أعمق، وفي كل خطوة يخطونها، يثبت ذوو الهمم أن القدرات الحقيقية تسكن العقول، وأن النجاح لا يصنعه الجسد بل تصنعه الإرادة. وعبر التاريخ، كانت مصر ولا تزال مهدًا لرموز وأبطال من أصحاب الهمم، قدموا نماذج مضيئة في الأدب والفن والرياضة والإعلام، بدءًا من طه حسين وعمار الشريعي وسيد مكاوي، وصولًا إلى أبطال الحاضر من المبدعين والرياضيين الذين رفعوا اسم الوطن عاليًا. اقرأ ايضا| وزير الأوقاف: الاهتمام بذوي الهمم واجب ديني وإنساني وبمناسبة الاحتفال باليوم باليوم العالمي لذوي الهمم، الذي يوافق الثالث من ديسمبر من كل عام، تُسلط بوابة أخبار اليوم الضوء على نماذج مصرية تحدت الصعاب، وواجهت الواقع بثبات، وحوّلت الإعاقة إلى طاقة أمل وإنجاز. هذه القصص ليست مجرد حكايات نجاح، بل رسائل ملهمة تؤكد أن الطريق إلى الحلم يبدأ بخطوة، وأن الإرادة الصادقة قادرة على صنع المستحيل. ◄ إحصائيات يبلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر نحو 12 مليون مواطن، أي ما يقارب 15٪ من إجمالي عدد السكان، وحسب منظمة الصحة العالمية، يوجد في أنحاء العالم كافة أكثر من 1000 مليون شخص من ذوي الإعاقة وهم يشكلون نسبة 15٪ من سكان العالم تقريباً «أي شخص معاق من كل 7 أشخاص». ◄ أول إعلامية على كرسي متحرك «الإعاقة في العقول».. كانت هذه العبارة دائماً ما ترددها شيماء فوزي بعد تعرضها لحادث سير أفقدها القدرة علي المشي، لكنها لم تقف عند هذا الحادث الأليم وذللت إعاقتها لتكون بداية لحياة جديدة مختلفة مليئة بالتحديات. أصبحت شيماء فوزي، أول مراسلة تليفزيونية على كرسي متحرك في مصر وصاحبة برنامج «فسحة على كرسي»، صنعت فارقًا عبر تقاريرها التي سلطت الضوء على قضايا ذوي الهمم، وبفضل إصرارها، استطاعت تغيير واقع العديد من الأماكن لتصبح مؤهلة لهم. ◄ الطفلة المعجزة برعت موهبة الطفلة رانيا، في البرمجة والكمبيوتر ولقبت ب«الطفلة المعجزة»، رغم كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة «الداون»، وأصبحت الوحيدة على مستوى العالم من فئة الداون الحاصلة على الرخصة الدولية للحاسب الآلي وصاحبة مركز لتعليم الكمبيوتر بالمجان. ◄ اتعلم مع رانيا نجحت في تصميم برنامجا يحمل اسمها «اتعلم مع رانيا»، وحصلت على العديد من الجوائز منها مسابقة المبرمج الصغير لصناعة البرمجيات، التي تنظمها الوزارة بالاشتراك مع «ميكروسوفت» ووزارة الاتصالات لعدة سنوات متتالية، ومسابقة المبدع العربي الصغير فى النشر الإلكتروني. ◄ الطفل المعجزة عبد الله عمار تغلب علي فقدان بصره بحفظه للقرآن الكريم وجعل منه نوراً يضئ دربه ويسير على هديه، هكذا يخبرنا عبدالله عمار ابن محافظة الشرقية، بأن العواقب تزول أمام الإرادة، ألحقه والده بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم كاملاً خلال 100 يوم فقط، وهو في عامه الثامن، مما جعل الجميع يندهش من تفوقة في إجادة وإتمام حفظه لكتاب الله. عشق إذاعة القرآن الكريم، ومن خلالها تعلق قلبه بالقرآن الكريم، وكرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرة الثانية فى احتفالات ليلة القدر، حيث كانت المرة الأولى فى 2016، تقديرا له لحفظه القرآن الكريم فى 3 شهور ونصف، والمرة الثانية في 2018 خلال الاحتفال بليلة القدر بشهر رمضان المبارك، وحصل على المركز الأول فى المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم، التى أقيمت بالقاهرة، وقام الرئيس بمنح الطفل المعجزة مبلغًا ماليا كبيرًا، وشهادة تقدير. ◄ رحمة خالد بطلة عالمية في السباحة فازت بأكثر من 240 ميدالية متنوعة، منها 13 ميدالية عالمية. مثلت بلدها مصر في العديد من المنافسات التي جرت في العديد من الدول حول العالم، مثل سوريا ولبنان وكوريا. استطاعت «رحمة» أن تكسر المألوف، وتتحدت كل العقبات، لتصبح بطلة رياضية مميزة توجت بالعديد من الألقاب والميداليات، ثم باتت إعلامية متألقة، وأصبحت أول مذيعة مصابة بمتلازمة داون، واعتبرت الفتاة الأصغر سنا في قائمة النساء المصريات المميزات. ◄ أول شخص من ذوي الهمم يعبر المانش أستطاع السباح محمد الحسيني، أحد أبطال متلازمة داون، عبور بحر المانش كأول سبّاح من ذوي الهمم، إلا أنّ طموحه لم يقف عند حد إعاقته أو محاولاته المتكررة، لكنه عكف على التدريب والتأهيل، حتى أصابت خطواته في تلك المرة ونجح في عبور المانش كاملا في 12 ساعة متواصلة ودقيقتين. لُقب ب«نيمو»، في مصر تقديراً لشجاعته وتحديه لعبور بحر المانش ورفع اسم مصر في المحافل الدولية، و حصد العديد من الميداليات الذهبية والفضية في مسابقات دولية، وهو لا يزال مستمراً في تحقيق أهدافه ليصبح بطلاً عالمياً.