وصلت أكثر من 1,100 خيمة عائلية ممولة من المملكة المتحدة إلى قطاع غزة اليوم الثلاثاء 2 ديسمبر، في خطوة تهدف إلى توفير المأوى لنحو 12 ألف مدني من الفئات الأكثر ضعفًا، بعد أشهر من التأخير على الحدود. وتأتي هذه الشحنة في وقت حرج مع تدهور الأحوال الجوية خلال فصل الشتاء، حيث تمثل شريان حياة للعائلات النازحة التي تكافح للبقاء تحت أسقف متهدمة وفي العراء. تستطيع كل خيمة من الخيام الواصلة استيعاب عائلة مكونة من خمسة أفراد، وتضم مساحة معيشة ومقصورات بثلاث غرف نوم، مما يوفر حماية أساسية من البرد القارس والأمطار الغزيرة التي تحول الأنقاض إلى طين. ومن المتوقع وصول المزيد من الخيام خلال الأسبوع الجاري، ضمن التزام المملكة المتحدة بدعم المدنيين في غزة وضمان حصول المجتمعات الأكثر ضعفًا على مأوى آمن وكريم. وصفت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر الوضع في غزة بأنه "كارثي"، مشيرة إلى أن الأحوال الجوية المتدهورة تفاقم المشكلات الحرجة الناجمة عن البنية التحتية المدمرة وأكثر من عامين من الصراع. وقالت كوبر: "كان الآباء يحاولون حماية أطفالهم تحت أسقف متهدمة وتحت السماء المفتوحة. هذه الخيام ستوفر شريان حياة لآلاف الأشخاص الذين يحتاجون إلى مأوى، وتحميهم من الرياح الباردة والأمطار الغزيرة". وأضافت: "هذه أخبار سارة، لكنها ليست سوى خطوة واحدة. هناك حاجة ماسة إلى العمل الرئيسي لإعادة الإعمار، وكذلك إلى مزيد من الدعم الإنساني الفوري". وأشارت الوزيرة البريطانية إلى أنها شاهدت في وقت سابق من العام شحنة أخرى من المساعدات عالقة على الحدود في الأردن، مؤكدة أن "هذا الوضع لا يمكن السماح باستمراره". وتعهدت المملكة المتحدة بمواصلة الضغط من أجل إدخال شحنات أخرى من المساعدات الممولة بريطانيًا والتي لم تتمكن من الوصول إلى السكان بسبب مشاكل تدفق المساعدات وإغلاق الطرق المؤدية إلى غزة. ودعت كوبر إلى "وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وفتح جميع المعابر، وتنفيذ خطة السلام، ورسم طريق نحو السلام". تشير التقارير الى تضرر أو تدمير 92% من منازل غزة في أعقاب الحرب، وتشريد الآلاف من سكانها. ودخلت الخيام، التي تُشكل جزءًا من دعم المملكة المتحدة لليونيسف، غزة بعد نقلها إلى معبر كرم أبو سالم الحدودي، بعد أشهر من التأخير. من جانبه، قال جوناثان فيتش، الممثل الخاص لليونيسف في دولة فلسطين: "الوضع في غزة مُدمر، حيث لا يزال البرد والأمطار الغزيرة يؤثران على العائلات التي تعيش في ظروف بالغة الصعوبة". وأضاف: "حتى مع وقف إطلاق النار، لا تزال الحياة اليومية صعبة للغاية على الأطفال في قطاع غزة. دخلت الخيام المدعومة من المساعدات البريطانية إلى غزة الآن، وستوفر المأوى المُلحّ لمساعدة العائلات على مواجهة برد الشتاء القارس"، مشددًا على أن "هناك حاجة إلى المزيد". ويمثل وصول هذه الخيام ثمرة أشهر من العمل المستمر من قبل المجتمع الدولي للضغط من أجل وصول أكبر للمساعدات، وجهدًا موحدًا بين المملكة المتحدة والشركاء للاستفادة من الفرصة الجديدة التي أتاحها وقف إطلاق النار.