أنا طفل... حياتى انتهت قبل أن تبدأ، وبراءتى دُمرت قبل أن أفهم معنى العالم، لم أخطئ، لم أفعل شيئًا، لكن حياتى سُرقت على يد من يُسمى «طفلًا» فى القانون، فمَن أطلق القانون عليه وصف «طفل»، استطاع أن يقتلنى، وآخر اغتصب طفلة بريئة، وآخر هتك عرض طفل أضعف وأصغر منه جسديًا وسنًا... وكل هذا، والقانون يصف هذا المجرم ب «الطفل»؟ أرى عائلتى تغرق فى بحر من الدموع والليالى المظلمة، انتهت حياتى، وأحلامى أن أكون طبيبًا أو ضابط شرطة، وانهارت آمال أسرتى وهم يشاهدون الجانى يعيش بحرية، يضحك، ويذهب إلى مدرسته، وكأن شيئًا لم يحدث. هل تعرفون شعور أن تُسرق حياتك مرتين؟ المرة الأولى حين تُقتل أو يُعتدى عليك، والمرة الثانية حين ترى الجانى ينعم بالحياة بلا شعور بالذنب، بينما أنت لم تعد موجودًا لتطالب بحقك؟ العدالة الحقيقية ليست حماية الجانى فقط، بل حماية الضحايا الصغار الذين لم يقووا على الدفاع عن أنفسهم، الذين تلاشت براءتهم وتحطمت حياتهم قبل أن تبدأ. كل يوم أرى آثار الجرائم على أسرتى: الأطفال الذين يكبرون بلا أمان، الأسرة التى تنهار كل لحظة، الدموع التى لا تجف، والقلوب التى تنزف، وكل هذا بينما الجانى يتمتع بحياة طبيعية، بلا أى عقاب حقيقى، وكأننى أنا لم أكن أبدًا. القانون بحاجة لتغيير جذرى وفورى، لا يمكن أن يكون العمر وحده سببًا لتخفيف العقوبة فى جرائم قتل، اغتصاب، هتك عرض، أو استغلال الأطفال، يجب تعديل سن الحدث ليصبح 13 عامًا فقط، بحيث لا يسمح لأى قاتل أو مُغتصب أو مُعتدٍ مهما كان صغير السن بالنجاة بعقوبة مخففة إذا ارتكب جريمة مروعة، العدالة الحقيقية تتطلب أن يُواجه الجانى عواقب أفعاله كاملة، وألا يكون هناك ظلم مُضاعف للضحايا وعائلاتهم. أنا مجرد طفل، لكن صوتى الصامت يصرخ لكل مَن يسمعنى: لا تقتلوا حياتى مرتين، ولا تتركوا الجانى يعيش مرتاحًا، بينما أنا وأهلى ندفع الثمن، تعديل سن الحدث إلى 13 سنة لن يحمى الضحايا فقط، بل سيُعيد للعدالة كرامتها ويوقف تكرار المآسى، العدالة ليست مجرد قانون، العدالة حماية الأبرياء، وضمان ألا يكون أحدٌ فوقها مهما كان عمره.