تحت قيادة الفنان والمخرج مازن الغرباوى، وبالشراكة والدعم المتواصل من د. إنجى البستاوى، شريكة الحياة والحلم، استطاع مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى خلال عشر سنوات أن يتحول إلى منصة عربية رائدة لدعم المواهب الشابة وتطوير الحركة المسرحية، وتنطلق الدورة الجديدة من المهرجان الأربعاء المقبل بقصر ثقافة شرم الشيخ، بما تُمثله من احتفاء بمسيرة عقد كامل من الإنجازات والنجاحات. منذ بدايته، وكنت شاهدًا عليها، تبنّى المهرجان رؤية مختلفة تقوم على خلق بيئة مسرحية حاضنة للإبداع الشبابى، عبر تقديم الدعم للمخرجين والمؤلفين الجدد وإتاحة الفرصة لعرض أعمالهم أمام جمهور واسع ونقاد متخصصين، وقد تحوّل المهرجان لمنصة تسمح بتجارب فنية جريئة تعكس قضايا الشباب واهتماماتهم، وتجمع بين الطرح الفنى والبعد الإنسانى والاجتماعى. إلى جانب العروض، أولى المهرجان اهتمامًا كبيرًا بالجانب المعرفى، من خلال ورش العمل والماستر كلاس والندوات النقاشية التى تُنظم سنويًا، هذه الأنشطة أسهمت فى تطوير أدوات المشاركين وصقل مهاراتهم، وفتحت المجال أمام تبادل خبرات حقيقية بين شباب المبدعين وكبار المسرحيين، مما ساهم فى بناء جيل يمتلك الثقة والرؤية. وخلال عشر سنوات، نجحت عروض المهرجان فى تناول قضايا اجتماعية وإنسانية متنوعة، من الهوية والحرية إلى تحديات الواقع المعاصر، كما قدم تجارب تعتمد أساليب مسرحية مختلفة، مثل المسرح الجسدى والتجريبى والتفاعلى، ما جعله مساحة رحبة لتجارب فنية غير تقليدية. إقليميًا، أصبح مهرجان شرم الشيخ جسرًا للتواصل بين المسرحيين العرب، ونقطة التقاء للتجارب المسرحية المستقلة، حيث أسهم فى تحفيز حركة مسرحية أكثر جرأة وتحررًا، وأتاح مساحات للتعاون الفنى والثقافى بين الفرق والهيئات من مختلف الدول العربية. أما دوليًا، فقد شهد المهرجان خلال العامين الأخيرين نقلة نوعية جعلته يتحول إلى «براند» عالمى هو الأول من نوعه بين المهرجانات المصرية، من خلال شراكات مع مؤسسات ومهرجانات أوروبية، أسفرت عن إطلاق SITFY Poland بمدينة كراكوف البولندية كأول امتداد رسمى للمهرجان خارج الحدود المصرية، كما قدّم نسخة خاصة فى مدينة سينايا برومانيا، وأطلق مشروع TIMF بمدينة تورينو الإيطالية، المتخصص فى فنون المونودراما، ما أكد الحضور العالمى للمهرجان وقدرته على خلق تأثير يتجاوز المنطقة العربية. ومع انطلاق الدورة الجديدة، يمكن القول إن العقد الأول من عمر المهرجان قد رسّخ مكانته كمنصة فاعلة تُصدر الإبداع المصرى وتبنى جسور التعاون مع العالم، ويبقى التحدى القادم فى الحفاظ على هذا الإرث، وتعزيز عنصر الابتكار، واستمرار دوره فى رسم مستقبل المسرح الشبابى فى مصر والمنطقة بأكملها.