فى 20 نوفمبر من كل عام يحتفل العالم بيوم الطفولة العالمى الذى يصادف اعتماد الأممالمتحدة لإعلان حقوق الطفل عام 1959 لكن جحيم الحروب حوّل هذه المناسبة إلى ذكرى للألم الذى يغتال الأطفال الذين يدفعون فى كل ثانية ثمن الجرائم الوحشية للكبار. وفى غزة التى دمرتها حرب الإبادة الإسرائيلية، كان الجزء الأكبر من الألم من نصيب الأطفال الذين حرموا من أبسط حقوقهم فى الحياة والعلاج والتعلم وحتى اللعب. اقرأ أيضًا| تعرف على سبب الاحتفال باليوم العالمي للطفولة وكشفت وزارة التربية والتعليم العالى الفلسطينية فى بيان أمس أن أكثر من 19 ألف طفل وطفلة من طلبة المدارس استشهدوا فى حين أصيب 28 ألفاً آخرون كما تضررت مئات المدارس ورياض الأطفال ومراكز الطفولة ودور الحضانة والملاعب بشكل كامل أو جزئى سواء فى غزة أو الضفة المحتلة. ورغم وقف إطلاق النار فى القطاع، لا تزال الأوضاع كارثية خاصة مع دخول فصل الشتاء الذى يؤدى إلى تفاقم معاناة الأطفال بسبب المزيج القاتل من البرد والأمطار، وسوء الصرف الصحى، الذى يؤدى إلى انتشار الأمراض إضافة إلى استمرار سوء التغذية وفقًا لتيس إنغرام المتحدثة باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف). وفى جريمة أخرى بحق الطفولة، يمارس الاحتلال عمليات تدمير جسدية ونفسية بحقّ الأسرى الأطفال وفقًا لما ذكرته مؤسسات الأسرى (هيئة شئون الأسرى والمحررين، ونادى الأسير الفلسطينى، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان). ووثقت المؤسسات فى بيان لها أكثر من 1٫630 حالة اعتقال لأطفال فى الضفة المحتلة إضافة إلى عشرات الأطفال من غزة، الذين اعتقلوا أثناء الحرب ومورست بحقهم جرائم منظمة، وإخفاء قسرى، ومنع من الزيارات التى حالت دون معرفة أعدادهم الدقيقة. وأشار التقرير إلى أن 350 طفلًا ما زالوا معتقلين فى سجون الاحتلال بينهم طفلتان، فى ظروف تتعارض تمامًا مع كل المعايير الدولية الخاصة بحماية القاصرين، ويواجهون جرائم التعذيب، والتجويع، والجرائم الطبية، والعزل. واتهمت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال (فرع فلسطين)، قوات الاحتلال الإسرائيلى، باستهداف الأجزاء العليا من الجسد بشكل ممنهج إما بقصد القتل أو بقصد ترك عاهة دائمة. وفى تقرير لها، كشفت منظمة «أنقذوا الطفولة»، أن الصراع الأكثر حصدًا لأرواح الأطفال فى السنوات الأخيرة كان فى غزة، حيث قُتل 20 ألف طفل منذ أكتوبر 2023. وقالت المنظمة إن الأسلحة المتفجرة بمقتل أو إصابة عدد قياسى من الأطفال العام الماضى، مع انتقال الحروب بشكل متزايد إلى مناطق حضرية خاصة فى غزة والسودان. ووفقًا لإحصاءات الأممالمتحدة، قتل أو أصيب حوالى 12 ألف طفل العام الماضى فى نزاعات حول العالم وذلك فى أعلى حصيلة منذ بدء التسجيل عام 2006. ومع استمرار جرائم «الدعم السريع» فى السودان، تشير تقارير الأممالمتحدة عن واحدة من أسرع أزمات النزوح نموا فى العالم مما يجبر الأطفال على قطع مئات الكيلومترات مشيا مع عائلاتهم وسط معاناتهم من سوء التغذية والأمراض وغياب التعليم. ويحتل السودان صدارة الدول التى تفاقمت فيها الانتهاكات ضد الأطفال خلال العامين الأخيرين، مع انقطاع معظم الخدمات الأساسية فى مناطق واسعة.