ما عُبد العِجل إلّا حين غاب موسى؛ وصار الذهب إلهًا. فعُبد المال حين غابت القيم. بداية أود أن أؤكد على احترامي وإيماني للدين اليهودي، ونبي الله موسى عليه السلام، تجنّبًا لأي التباس أو إساءة غير مقصودة وقبل أن اتهم بمعاداة السامية. لكني لم أشهد من قبل قوما تغنوا عبر كل العصور، مثلما أشاع بني إسرائيل بلحن الاضطهاد ودموع التماسيح، متجاهلين بكل تجبر أفعالهم التي تسوقهم دوما إلى قدر الله المحتوم. منذ قديم الأزل... سجل التاريخ ما عاشوه.... طاردتهم المآسي، لاحقتهم اللعنات، حُبسوا داخل ما صنعوه بأيديهم. والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا الإصرار على لعب دور الضحية دائمًا؟ "وإلقاء الأباطيل على الآخرين، وتبرئة أنفسهم من تبعات أفعالهم. فالحقيقة واضحة وضوح الشمس. برع اليهود في مجال الاقتصاد، إذ يقرضون المال بالربا. في مخالفة للشريعة اليهودية "الهالاخاه" التي تحظر الفائدة.، كما ورد في النص التوراتي: «لا تضع فائدة على أخيك» تثنية 23:20. لكنها تسمح بالقرض بفائدة لغير اليهود. تلك هي شروحهم للتوراة..... أما بعض التفاسير والكتب القديمة، فترى أنَّ من يُقرِض غيره بالربا، يصبح في موضع قوة وسُلطة على المقترض؛ لأن الدَّين المتراكم يجعل الدائن خاضعًا، عاجزا عن التخلص من الدين. رغم أن العقيدة اليهودية تحرم الربا بين بني جنسهم، استحلوه على غيرهم!!!! فجاءت مشاكل اليهود في كل الأوطان التي سكنوها.، لكنهم آثروا الربا سبيلا للقوة والسلطة وإخضاع الآخر لسلطانهم. فسكنت الريبة والشك قلوب المحيطين بهم، وغالبا ما اجتنبوا التعامل معهم إلا من رحم ربي. كانت المعايير الأخلاقية هي التي تحدد السلوك الاقتصادي في القرون الوسطى.، ومع بدايات القرن الثامن عشر، طرأ تغيرا جذريا على الرأسمالية، حيث انفصل السلوك الاقتصادي عن فلسفة الأخلاق والقيم الإنسانية، تلك التي أسس لها المفكر أدم سميث، واضع علم الاقتصاد الحديث، وصاحب نظرية "الفرد الذي يسعى لمصلحته الشخصية، غالبًا ما يساهم في المصلحة العامة." وهو ما عبر عنه في كتاب "ثروة الأمم" 1776 الذي كان ركيزة للرأسمالية كما نعرفها اليوم. ومع مجيء البروتستانتية، قدم الفيلسوف ماكس فيبر، أفكاره عن أن الربح علامة على النجاح الروحي أو "النعمة الإلهية" كما جاء في كتابه «الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية ". فوضع اللبنة الأولي لدينً الجديد، دين المال والرأسمالية، ليست بوصفها نظام اقتصادي، بل نهج له معتقدات وقيم وطقوس وقداسة وعقائد خاصة بها كما في الأديان. تلقف اليهود تلك الأفكار بقوة. جذبتهم البلدان التي انتصرت فيها البروتستانتية. ساهمت تلك الأفكار في ظهور الرأسمالية الحديثة في أوروبا الغربية. أصبح الربح وسيلة لتحقيق الغايات الدنيوية، ظهرت عائلات المال والمصارف اليهودية الشهيرة أمثال روتشيفيلد، وفاربورج، مندلسون، في ألمانيا اللوثرية. وكما قال الحجّاج بن يوسف الثقفي، مهددا أهل العراق، "إني أري رؤوسا قد أينعت وحان قطافها". بَدا لبعض الطامعين ضرورة في سقوط الإمبراطورية الروسية التي استمرت 370 عاما. مذكرات المستشار الألماني جورج فون هير كلاين، تؤكد أن ما جرى في روسيا هو نتيجة النشاط الذي قاموا به خلف خطوط الجبهة الروسية، وتشجيع النزاعات الانفصالية ومساندة البلاشفة. العقيد إدوارد هاوس مستشار الرئيس الأمريكي ودرو ويلسون، كتب في مذكراته أيضا: يجب إلغاء جميع المعاهدات السابقة. وإعادة تشكيل خريطة جديدة للعالم. فجاءت مهمة ليو تروتسكي، ذلك الخطيب اليهودي المفوه، إذ شغل منصب المفاوض الشعبي للشؤون الخارجية بعد ثورة البلاشفة، لإزاحة الستار عن كل المعاهدات السرية التي وقعتها روسيا مع حلفائها. أما الجائزة الكبرى فكانت وضع اليد على الاحتياطي من ذهب الإمبراطورية الروسية والمقتنيات الثمينة وتحويله إلى الخارج. علي أطلال الإمبراطوريات القديمة، تكونت إمبراطوريات العصر الحديث والرأسمالية الجديدة، التي تدين بالولاء لبصمات ماكس فيبر، وأفكاره عن أن الربح علامة على النجاح الروحي أو "النعمة الإلهية.. لا ننكر على أبناء العم الدهاء والذكاء الشديدين، إذ استوعب اليهود أخطاء الماضي الذي طاردهم منذ الشتات على يد الرومان 153:66 م، وصولا إلى محرقة هتلر والهولوكوست. فتحولت بوصلة اليهود إلى الولاياتالمتحدة بوصفها أرض الميعاد، شدوا الرحال إلى القارة البكر. بعد أن نفضوا أيديهم من الإمبراطورية الروسية والقارة الأوروبية العجوز. أصبحت أمريكا قبلة الهجرة الجديدة ومركزاً للرأسمالية والسيطرة على خزائن الأرض. والسؤال الذي يطرح نفسه هل تتكرر مأساة اليهود مع الولاياتالمتحدة، هل يدفع الجشع وحب السيطرة وعبادة العجل بالجميع إلي حافة الهاوية مثلما حدث من قبل؟ من الصعب التكهن بالمستقبل، لكن من البديهي إذا ما تكررت وتشابهت الأحداث فغالبا ما تكون النتائج متشابهة. العقل يقول إن انهيار الأمم يكون بسبب عدد من العوامل في مقدمتها عدم المساواة الاقتصادية والصراعات والانقسامات والفساد الداخلي إلى أخره. والحقيقة ......حتى وقت قريب كانت الحياة بالولاياتالمتحدة تهنأ بالهدوء والاستقرار إلى أن ظهرت "نظرية المساهمين"، أو "عقيدة فريدمان" التي تحمل اسم صانعها، وهو الاقتصادي اليهودي الذي تفتأ عن ذهنه نظرية خبيثة، مفادها، التركيز على مصلحة أصحاب رأس المال دون أي وزنً لغيرهم. والذي ساهم في توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء. وعلى مدار خمسين عاما هي عمر تلك الفكرة الشيطانية، تبدل الواقع الأمريكي بشكل مجنون. أما مظاهر سيطرة قبضة إسرائيل وأذنابها على مفاصل الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهي لا تعد ولا تحصي، وبعيدا عن نفوذ اللوبي الصهيوني "إيباك" على معظم رجال الكونجرس والسياسيين، وبعيدا عن المساعدات العسكرية السنوية بقيمة 3.8 مليار دولار فضلا عن المساعدات الطارئة في الأزمات. انقسم الشارع الأمريكي وحركة MAGA مؤخرا بسبب العديد من القضايا كتأييد إسرائيل في الإبادة الجماعية للفلسطينيين، تجاهل مشاكل أمريكيا داخلية، وانشغال مجلس النواب بقرارات تتعلق بإدانة معاداة السامية أو لإدانة خصوم إسرائيل ودعمها. كل تلك البوادر جعلت الغالبية العظمي يتساءلون هل أمريكا أولا أم إسرائيل؟ فضلا عن أصابع الاتهام التي تشير إلى علاقة إسرائيل بحادث اغتيال تشارلي كيرك، وصلة جيفري إبستين بالموساد. كل هذه الملابسات وغيرها كثير .......جعلت المواطن الأمريكي ينتبه إلى أنه مواطن من الدرجة الثانية في وطنه وإسرائيل أولا، ودفعت المفكرين والعقلاء ينظرون إلي أن سيطرة اليهود علي أمريكا قد يدفعها للهاوية.