يمثل المتحف المصري في ميدان التحرير علامة بارزة في تاريخ العمارة والثقافة في مصر الحديثة، ليس فقط بما يحتويه من آثار فريدة، بل أيضًا بما شهدته عملية بنائه من جهود هندسية وتنظيمية امتدت لسنوات. وتوثّق الصور التاريخية لموقع المتحف مراحل التشييد منذ وضع حجر الأساس وحتى اكتمال معالمه المعمارية، في مشروع شكّل نقطة تحول في إنشاء المتاحف القومية في الشرق الأوسط. ◄ الموقع واختيار المساحة تقرر إنشاء المتحف المصري في منطقة ميدان الإسماعيلية (التحرير حاليًا)، وهو موقع استراتيجي يقع بين نهر النيل والمواقع العسكرية البريطانية آنذاك. اختيرت هذه المنطقة لما تتمتع به من انفتاح ومساحة كافية تسمح بإقامة مبنى متحف ضخم يليق بآثار مصر القديمة. وقد بلغت مساحة الأرض المخصصة للمشروع 15 ألف متر مربع، فيما قدرت تكلفة البناء بحوالي 240,000 جنيه، وهو مبلغ كبير بمقاييس نهاية القرن التاسع عشر. ◄ وضع حجر الأساس وبداية العمل بدأت أولى مراحل إنشاء المتحف مع وضع حجر الأساس، وهي لحظة موثقة في العديد من الصور التاريخية التي تُظهر مراسم الاحتفال الرسمية وبداية الأعمال الإنشائية. وقد جاءت هذه الخطوة إيذانًا بإطلاق أحد أهم المشاريع الثقافية في العصر الحديث. اقرأ أيضا| أوجست مارييت وبداية الحلم.. كيف وُلد أول متحف للآثار المصرية؟ تظهر الصور المحفوظة للمتحف مجموعة من المشاهد التي ترصد عملية البناء في مراحلها المختلفة، وتشمل: أعمال الحفر وتجهيز الأساسات. - بناء الهياكل الخرسانية والجدران الرئيسية. - تشييد الواجهات وتثبيت العناصر المعمارية. - متابعة تطور المباني الداخلية وتشكيل القاعات. وتتيح هذه الصور لمحة بصرية دقيقة عن الجهد الكبير الذي بذله المهندسون والعمال لإقامة المبنى بالصورة التي يظهر عليها اليوم. ◄ الطابع المعماري للمبنى رغم أن هذا التقرير يركز على الصور التاريخية للموقع، فإن تلك الصور تعكس ملامح تصميم المتحف الذي ينتمي إلى الطراز الكلاسيكي الحديث، والذي يوازن بين البساطة المعمارية والفخامة الملائمة لعرض الآثار. تعد الصور التاريخية لموقع المتحف ثروة وثائقية مهمة، إذ تبرز: - التطور العمراني لمنطقة التحرير. - مراحل تنفيذ أحد أكبر المشروعات الثقافية في مصر. - الجهود الهندسية التي وضعت أساسًا لصرح أثري ما زال قائمًا حتى اليوم.