قامت الدنيا ولم تقعد بعد فى تل أبيب حول الإشارة التى وردت فى مشروع القرار الأمريكى المقدم لمجلس الأمن حول الدولة الفلسطينية، حتى وإن كانت اشارة ليست مباشرة ولا محددة ولا واضحة بالقدر الكافى، والسبب وراء ذلك ان «بنيامين نتنياهو» رئيس وزراء اسرائيل، لا يطيق ولا يريد ولا يحب أن يسمع كلمة «الدولة الفلسطينية» فى أى مكان أو من أى أحد على الاطلاق، فهو يكره هذه الكلمة سواء كانت مكتوبة أو مقروءة أو على أى صورة من الصور، وكذلك ايضا لا يطيق ولا يريد ولا يحب أن يسمع كلمة «حل الدولتين»، لأن ذلك يعنى بالضرورة دولة فلسطينية بجوار دولة اسرائيل، وهو فى ذلك يعرف ويعلم جيدا ان الكيان الذى ينتمى إليه هو والعصابة التى معه، لم يكن لهم وجود على خريطة العالم قبل عام 1947 فى أى مكان على رقعتها الممتدة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وأن هذا الكيان المسمى «إسرائيل» الآن قام وتأسس على نهب وسرقة الأراضى الفلسطينية، والاستيلاء عليها بعد اغتصابها من أهلها بالقتل والتدمير والطرد والتهجير، وأنهم لولا هذه السرقة وهذا الاغتصاب ما كان لهم وجود أو كيان فى هذا العالم. لذلك.. وفى ظل هذه الحقائق يعارض «نتنياهو» وأعضاء عصابته الارهابية من القتلة واللصوص الذين يشكلون «حكومة إسرائيل» كل الأفكار وكافة المبادرات، التى تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية صراحة ومباشرة، أو حتى تلميحا وإشارة، كما يعارضون أيضا أى ذكر لحل الدولتين، لأنه يؤدى بالضرورة إلى الدولة الفلسطينية.. وبنيامين نتنياهو.. لا يخفى ذلك الموقف أو ينفيه.. بل على العكس من ذلك تماما فهو يعلنه ويؤكده فى كل المناسبات وكل الأماكن وفى كل المحافل سواء فى مجلس الأمن أو فى الأممالمتحدة أو غيرها. وفى هذا السياق نراه يؤكد رفضه القاطع ومعارضته القوية لإقامة الدولة الفلسطينية فى غزة والضفة أو فى أى مكان آخر.. وانطلاقا من ذلك فهو يرفض أى صيغة ترد فى مشروع القرار الامريكى المقدم لمجلس الأمن حول ما يتصل بقيام الدولة الفلسطينية.. حيث ورد فى المشروع الأمريكى اشارة إلى الدولة الفلسطينية لأول مرة تقول.. إنه بعد تنفيذ برنامج اصلاح السلطة الفلسطينية وإحراز تقدم فى إعادة تعمير وتطوير غزة.. قد تتهيأ الظروف أخيرا لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطينى.. وإقامة الدولة الفلسطينية.. ورغم أن هذه الإشارة ليست مباشرة بصورة محددة الا انها كانت كافية لإثارة مخاوف نتنياهو، وكراهيته الشديدة لكل ما يشير إلى دولة فلسطينية.. لذلك راح يؤكد رفضه ومعارضته لوجود مثل هذه الاشارة فى مشروع القرار الأمريكى.. كما راح ايضا كل اعضاء الحكومة الإسرائيلية يؤكدون معارضتهم ورفضهم لهذه الإشارة.. حيث أعلن «يسرائيل كاتس» وزير الدفاع ان سياسة إسرائيل واضحة.. لن يكون هناك دولة فلسطينية.. ووزير الخارجية «جدعون ساعر» أكد هو ايضا أن إسرائيل لن توافق على وجود دولة فلسطينية فى قلب إسرائيل.. وهكذا قامت الدنيا فى إسرائيل ولم تقعد، وبدأت إسرائيل تكثف قواها لإزالة هذه الإشارة من المشروع الأمريكى المقدم لمجلس الأمن، والسؤال الآن.. هل تستجيب أمريكا لرغبة إسرائيل؟!