يعٌتبر فيروس الهربس الفموي من أكثر الفيروسات انتشارًا بين الأطفال، ويتسبب في التهابات شديدة ومؤلمة داخل الفم وحوله، ما يجعل الطفل يعاني من صعوبة واضحة في الأكل والبلع. يؤكد د. أحمد بشير، أستاذ أمراض الصدر والحساسية وأمراض النوم بجامعة الأزهر، أن الهربس من العدوى الشائعة جدًا في مرحلة الطفولة، ومع ذلك يتم تشخيصه بشكل خاطئ في كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى تأخر العلاج المناسب. ويوضح د. أحمد أن بداية الإصابة تكون عادة بارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة لمدة يوم أو يومين، يعقبها ظهور قرح والتهابات شديدة في اللثة والفم، وقد تنتشر أيضًا حول الشفاه، هذه المرحلة تسبب ألمًا كبيرًا للطفل، مما يؤدي إلى فقدان الشهية وصعوبة في البلع، وهو ما يقلق الأهل ويجعلهم يظنون أن الطفل يحتاج مضادًا حيويًا. اقر أ أيضًا | فيروس «الهربس الفموي HSV1».. تعرف على الأعراض وطرق الوقاية ويشير الطبيب إلى أن فيروس الهربس شديد العدوى، وينتقل بسهولة عبر ملامسة اللعاب أو الإفرازات التي تتجمع حول الفم بسبب التقرحات ولهذا إذا أصيب طفل واحد في المنزل، فغالبًا ما تنتقل العدوى لباقي الأطفال إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة. ويشدد د. أحمد بشير على أن الهربس عدوى فيروسية، وبالتالي لا يحتاج لمضاد حيوي، بل إن استخدام المضادات الحيوية دون داعٍ قد يؤدي لآثار جانبية غير مرغوبة. ويوضح أن التشخيص الدقيق ضروري قبل البدء في أي علاج، وفي حالة تأكيد الإصابة يعطى الطفل مضادًا للفيروسات، وهو العلاج الصحيح الذي يخفف شدة الأعراض ويسرّع الشفاء. وبحسب الطبيب، فإن الهربس عادة يلتئم من تلقاء نفسه خلال 7 إلى 14 يومًا حسب مناعة الطفل، ومع العلاج المبكر تقل حدة الألم والتقرحات، كما يمكن أن تتكرر الإصابة في بعض الأطفال، وتختلف وتيرتها من حالة لأخرى.