مع اللحظات الأولى بعد ولادة الطفل، تظل سرته محور اهتمام الأم حتى يسقط الحبل السري ثم تبدأ مرحلة جديدة من العناية، وفي هذا التوقيت قد تلاحظ بعض الأمهات وجود صديد بسيط أو رائحة غير مألوفة، وهو أمر قد يحدث طبيعيًا، لكنه يحتاج إلى متابعة دقيقة لضمان عدم تطور أي التهابات. يقول د. محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، إن العناية بالسرة بعد سقوط الحبل السري من أهم خطوات الحفاظ على صحة الطفل في أيامه الأولى، مؤكدًا أن أي إهمال بسيط قد يؤدي إلى التهابات تحتاج لعلاج فوري. ويوضح د. محمود أن النظافة اليومية للسرة هي خط الدفاع الأول ضد الالتهابات، ويمكن للأم استخدام الماء والصابون اللطيف أو محلول مطهر مخصص للأطفال، مع الحرص على التجفيف الجيد بقطنة نظيفة، لأن الرطوبة تعد بيئة مناسبة لنمو البكتيريا. اقرأ أيضًا | نصائح مهمة لحماية الأطفال من أمراض الشتاء ويشدد الطبيب على ضرورة مراقبة سرة الطفل يوميًا، لأن ظهور أي من هذه العلامات يتطلب التدخل الطبي العاجل: احمرار واضح أو تورم حول السرة. ارتفاع حرارة الطفل أو سخونة موضعية في منطقة السرة. خروج صديد أصفر أو أخضر. رائحة قوية وغير معتادة. ويوضح أن هذه الأعراض قد تدل على التهاب يحتاج إلى مضاد حيوي، سواء موضعي أو فموي، وهو ما يقرره الطبيب حسب درجة الالتهاب. ويحذر د. محمود كامل من محاولة تنظيف السرة بشدة أو الضغط عليها لإخراج الصديد، لأن ذلك قد يزيد الالتهاب سوءًا ويؤخر عملية الشفاء، مؤكدًا أن التعامل مع السرة يجب أن يكون بمنتهى اللطف. ويختتم الطبيب نصائحه بالتأكيد على أن معظم التهابات السرة تكون بسيطة وتتحسن سريعًا مع الاهتمام اليومي والمتابعة، مشيرًا إلى أن نظافة السرة ليست فقط خطوة روتينية، بل هي جزء أساسي من ضمان صحة وسلامة الطفل في أيامه الأولى.