تشهد المهرجانات السينمائية المصرية تطورًا ملحوظًا عاما بعد الآخر، حيث يعتبر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، ويدخل ضمن التصنيف الدولي للمهرجانات الكبرى فى العالم، ويشهد المهرجان مشاركة فنية كبيرة وفعاليات ترفيهية وثقافية موازية في قلب القاهرة.. هنا تحدثنا إلى عدد من النقاد عن مدى أهمية المهرجان، وهل سيقدم شىء جديد ويحقق طفرة خلال هذه الدورة، هذا ما نعرفه في سياق السطور القادمة.. في البداية تقول الناقدة الفنية خيرية البشلاوي: "يعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حدث قومي ثقافى، فهو جزء لا يتجزأ من مصر، كل ما يصيب الحالة الاجتماعية والثقافية التي نعيش فيها ينعكس على أي حدث حي، فالمهرجان معبر جماعي يكشف عن حالة وجدان الجمع الثقافي، فلا يجوز أن أفصل مهرجان القاهرة عن ما يدور في المجتمع المصري ككل والجانب الثقافي منه تحديدا، فهناك تراجع في التعليم لا أحد ينكره، وكذلك التعليم وصناعة الترفيه بالمقارنة بسنوات كثيرة قبلها، فمهرجان القاهرة ليس بمعزل عن المجتمع المصري وتطوره ونموه في جوانب كثيرة، منها الجانب الثقافي والإعلامي والترفيهى، فلا أستطيع أن أتخيل أن هذا الحدث الكبير الجماعي والثقافي يكون في معزل عما يجري في مجتمعنا". وأضافت البشلاوي : "المهرجان هو كائن حي ويرتبط برباط سري مع حركة المجتمع ككل، ومع النشاط المهم الذي يؤديه المجتمع في جانبه الثقافي والإعلامي والترفيهى، المهرجان هو ابن هذا الجانب، فلا يجوز فصله عن كل الظواهر التي تصب في بنية العقل الجمعي والوجدان الجمعي لشعب مصر". بينما يقول الناقد طارق الشناوي : "المشكلة التي تواجهها المهرجانات السينمائية ليس فقط في السنوات الأخيرة ولكن في الألفية الثالثة تضاؤل الإقبال الجماهيري فى فترة تقترب من ربع قرنأ أى أن المهرجانات أصبحت منعزلة عن جمهورها الحقيقي، بمعني أنه لايصح أن يقام مهرجان لأجل النقاد والصحفيين والفنانين وطلبة معاهد السينما، فليس هذا الهدف، ولكن المستهدف هو رجل الشارع، ومن هنا أصبحت مهرجاناتنا بعيدة عن المواطن، فمثلا عند إقامة مهرجان في مدن غير القاهرة لا يحضره جمهور أهل المدينة". وتقول الناقدة ماجدة خيرالله : "بالطبع المهرجانات سواء القاهرة أو الجونة تثري الحياة الثقافية والسينمائية وتعطى انتعاشة فنية واقتصادية أيضا، وتثير اهتمام الناس". وأضافت : "أحب أن تحتوى المهرجانات دائما على أحدث الأفلام المتنوعة من كل دول العالم، وتستضيف فنانين ومخرجين كبار من حول العالم ليراهم كل محب للسينما، فهذا شى جيد ويسعد الناس كثيرا". واختتمت خيرالله حديثها عن الدورة ال 46 من عمر مهرجان القاهرة، قائلة : " هذه الدورة تشهد تنوع الأفلام من كل دول العالم، وأهم ما أسعدني في هذه الدورة أمرين، الأول هو تواجد المخرج التركي لكونه يعد من أهم المبدعين في المجال، والآخر هو ترميم بعض الأفلام القديمة، وهى فكرة عظيمة لأن الجيل الحالي لم يشاهد الكثير من الأفلام، فستكون هناك فرصة لمشاهدة أفلام من أهم إنتاجات السينما المصرية بشكل وصورة حلوة بعد الترميم". وفي حين يقول الناقد عماد يسري: "رغم عقبات التمويل التي تُمثّل عائقًا، شهد المهرجان تطورًا وتغييرًا في السنوات الأخيرة لمواكبة التحديات والمنافسة الإقليمية. كما لا يزال المهرجان يمثل منصة حيوية لدعم صناعة السينما العربية من خلال مسابقات مثل "آفاق السينما العربية" وفعاليات "أيام القاهرة لصناعة السينما" (Cairo Industry Days). وأيضا اختيارات الأفلام في مسابقة أسبوع النقاد". ويضيف: "تؤكد التطورات في الدورات الأخيرة سعي المهرجان لتقديم محتوى وبرامج جديدة تعزز من دوره وتأثيره، معتمدًا على فريق عمل يتمتع برؤى مختلفة. ومن الأمور التي تُحسب لفريق عمل المهرجان الاستمرار في عرض نسخ مرممة من الأفلام الكلاسيكية المصرية والعالمية لتكون بمثابة جسر بين تاريخ السينما ومستقبلها". كما تشير المؤشرات والتفاصيل المعلنة عن الدورة ال 46 إلى محاولة حقيقية لتحقيق طفرة نوعية وتنظيمية، حيث تتنوع البرامج بين الكلاسيكيات والاكتشافات الجديدة، إضافة إلى تعزيز الشراكات الإستراتيجية. وتوحي المؤشرات الأولية، مع وجود أقسام جديدة، بأنها ستكون دورة ناجحة ومنظمة وثرية فنيًا ومهنيًا، وقد تحقق قفزة مهمة على مستوى التنظيم والبرمجة". اقرأ أيضا: خالد محمود يكتب : وجبة سينمائية دسمة من العالم إلى المهرجان .. 10 أفلام يجب أن تشاهدها