فى الأول من نوفمبر عام 2025، سطّرت مصر صفحة جديدة فى سجلّ حضارتها الخالدة بافتتاح المتحف المصرى الكبير، أضخم متحف أثرى فى العالم، وأيقونة تجمع بين الماضى العريق والمستقبل الواعد. ذلك اليوم لم يكن مجرد احتفال أثرى أو ثقافى، بل كان مشهدًا وطنيًا مهيبًا يُجسّد روح الدولة المصرية الحديثة، ويُبرز قدرتها على تنظيم حدثٍ عالمى بمستوى من الانضباط والرقى يُضاهى أعرق الأمم. ومع بزوغ هذا الحدث الاستثنائى، كانت وزارة الداخلية – كعادتها – فى قلب الصورة، تنسج خيوط الأمان بحرفية مدهشة، وتُعيد التأكيد على أن الأمن فى مصر لا يعرف المصادفة، بل هو ثمرة تخطيط، وانضباط، وعقيدة راسخة تؤمن بأن «الأمن رسالة مقدسة لا تقل أهمية عن البناء والتنمية». منذ اللحظة الأولى، وضعت الوزارة خطة أمنية متكاملة ومُحكمة، شملت جميع محاور التأمين من موقع المتحف ومنطقة الأهرامات وحتى الطرق المؤدية إليه، تأمينًا للشخصيات الدولية والوفود المشاركة، وضمانًا لانسيابية حركة المرور والتنقل فى كل الاتجاهات.. انتشرت قوات الشرطة فى كل بقعة كنسيج متكامل، لا يراه المواطن إلا فى صورة الهدوء والنظام، لكنها فى العمق كانت تعمل ليلًا ونهارًا، بعينٍ ساهرةٍ لا تنام. اللواء محمود توفيق جعل من وزارة الداخلية نموذجًا فى الانضباط والفكر الاستراتيجي، فبقيادته تحولت الوزارة إلى مؤسسة عصرية حديثة، تُدار بمنهج علمى ورؤية إنسانية تُقدّر المواطن وتحميه، وتضع أمن الوطن فوق كل اعتبار. هو الوزير الذى لا يبحث عن الأضواء، بل يصنعها من خلال رجاله، ويغرس فيهم قيم الشرف والواجب والانتماء. إن ما تحقق فى افتتاح المتحف المصرى الكبير لم يكن نجاحًا عابرًا، بل كان تتويجًا لمسيرة من العمل المتواصل والإصلاح البنيوى الذى قادته الوزارة على مدى سنوات، انطلاقًا من مبدأ «الوقاية قبل المواجهة»، وتأكيدًا أن الأمن الحقيقى يبدأ من التخطيط والفكر قبل أن يصل إلى الميدان.