فى أطراف القاهرة الكبرى، حيث كانت مقابر السيارات تتكدس لعقود طويلة بمركبات مهملة ومضبوطات شرطة صدئة.. بدأت ملامح مشهد جديد تتشكل، مخططات هندسية تُنفذ بدقة لإنشاء أول حضانة للسيارات المضبوطة بمحافظة القليوبية، فى مشهد يعكس توجهًا جديدًا للدولة المصرية فى إدارة أصولها غير المُستغلة وتحويلها إلى روافد تنموية تُعيد الروح إلى مساحات ظلت خارج دائرة الاهتمام. هذا التحول لا يأتى صدفة، بل هو ثمرة توجيهات القيادة السياسية وتكليفات واضحة من رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، وضعتها وزارة التنمية المحلية فى صدارة أولوياتها، تنفيذًا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بضرورة تعظيم الاستفادة من كل شبر من أراضى الدولة. د.منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، أشارت إلى أن الوزارة تعمل على إخلاء وتنظيم مقابر السيارات داخل الكتل السكنية بالقاهرةوالمحافظات، بالتعاون مع وزارة الداخلية ومكتب النائب العام، بهدف تحويلها إلى مشروعات خدمية وتنموية تعود بالنفع المباشر على المواطنين. وتضيف الوزيرة، أن العمل يُجرى الآن أيضًا فى مقبرة سيارات مدينة 15 مايو على مساحة 24 فدانًا، حيث بلغت نسبة الإنجاز نحو 60%، وتم إعداد تصميم فنى جديد لتنظيم مضبوطات 43 قسم شرطة على مساحة 4 أفدنة فقط من إجمالى الأرض، مع تخصيص الباقى لمشروعات تنموية مستقبلية، بعد اعتماد التصميم من الجهات المعنية.. وفى الوقت نفسه، تشهد محافظة القليوبية، تنفيذ مشروع نوعى يُعد الأول من نوعه بالمحافظات، وهو وحدة احتجاز المضبوطات والمركبات المجمعة النموذجية بتكلفة تصل إلى 210 ملايين جنيه. هذا المشروع، ليس مجرد مكان لتجميع السيارات المضبوطة، بل حاضنة متكاملة لإدارة الأصول والمركبات بطريقة مؤمنة ومنظمة تضمن الحفاظ على المال العام وتحقيق أعلى مستويات الأمان والتنظيم، وصلت نسبة التنفيذ حتى الآن إلى 40%، ضمن خطة الوزارة لإنشاء نماذج موحدة فى باقى المحافظات لاحقًا. وتؤكد د.منال عوض، أن المشروعين فى القاهرةوالقليوبية يمثلان نقطة تحول فى إدارة الموارد غير المُستغلة، موضحة أن فرق العمل الميدانية بقطاع الإدارة الاستراتيجية والتنمية المحلية تتابع التنفيذ على مدار الساعة لضمان الالتزام بالجداول الزمنية وجودة الأداء.. وتشير الوزيرة إلى أن الهدف لا يقتصر على إخلاء المساحات، بل يمتد إلى تحسين المظهر الحضارى والقضاء على التكدس والعشوائية فى قلب المدن، ورفع كفاءة الخدمات المرورية والبيئية بما يحقق نقلة نوعية فى جودة الحياة اليومية للمواطن المصرى.