تسببت جلابية الأخ رشاد القادم من قنا - مسقط رأس والدى رحمه الله - لزيارة المتحف الكبير ومشاهدة آثار أجداده العظام مع زوجته فى أزمة بدون لازمة، كان من الممكن ان تمر الزيارة مرور الكرام لولا أن أحد المصورين لم يفوت الفرصة والتقط اللقطة التى تحولت لترند على السوشيال ميديا، وكأن ابن العم رشاد هبط على المتحف من كوكب فضائى خارج المجرة، ولم يهبط عليه مع زوجته المصون من محافظة قنا الشهيرة بأصولها وآثارها المصرية القديمة! لقطة ابن العم رشاد وزوجته لقطة اعتيادية، نراها يوميا فى ريف مصر وصعيدها لأن الطاقية والصديرى والجلابية والكوفية واللاسة من مكونات الزى المصرى الرسمى المتوارث من قدماء المصريين، وجميعنا صعايدة وفلاحون من أرباب الجلاليب، لكن الإعلامية سمر فودة أطلت على السوشيال ميديا لتبدى استغرابها ودهشتها واستنكارها لاختراق جلابية ابن العم رشاد لساحة المتحف، وأخذت الحمية كل سكان مجرة السوشيال ميديا للدفاع عن جلابية الاخ رشاد التى تحمل الهوية المصرية الوطنية، مما جعل ذات الإعلامية تطل مرة أخرى مبديه اعتذارها للجلابية ولابس الجلابية ويا ليتها صمتت عند هذا التوضيح المتبوع بالاعتذار، إلا أنها انتقلت من جلابية رشاد لجلابية زوجته، متناسية أن المثّال العظيم محمود مختار استلهم جلابية وطرحة الفلاحة المصرية فى تمثال نهضة مصر المقابل لحديقة الحيوان! وخرج علينا الإعلامى عمرو أديب فى برنامجه يرتدى جلبابا صعيديا أسفله صديرى وعلى كتفه شال أنيق ليركب الترند هو الآخر، مبينا عظمة وطراوة الجلابية، وظل يمدح إلى أن اقترح عمل « جلابية بارتى « هو لا يدرى أنه لبس الجلابية بالمقلوب ! أسبوع كامل لم تهدأ خلاله مناوشات جلابية المتحف المنتشرة على أجساد مالكى الأحصنة والجمال فى منطقة الأهرام، وباعة الآثار المقلدة فى الأقصر وأسوان، وكان يرتديها بطل الحرب والسلام محمد أنور السادات كلما تواجد فى المنوفية مع أهل قريته، وتحيا الجلابية.