لم تكن رانيا تعرف أن حظها العاثر سيجعلها تقع ضحية لذئبين بشريين هتكا عرضها بلا شفقة أو رحمة، لمجرد أنها كانت تجلس في أحد المطاعم بصحبة خطيبها، ظنا انها مجرد فتاة تخرج للتنزه مع أحد الشباب، ليقررا نهش لحمها بعد أن اعتديا على خطيبها بالضرب وخطفاها. المتهمان في تلك القضية ارتكبا جريمتهما على طريقة الافلام، حيث انتحلا صفة ضباط شرطة، وذهبا إلى الفتاة وخطيبها وأوهماهما بأنهما سيقومان بالقبض عليهما لارتكابهما فعلا فاضحا، وبالفعل ينجحان في خطف رانيا وخطيبها ليقوما بهتك عرض رانيا والاعتداء بالضرب على خطيبها وإلقائهما في احدى المناطق النائية بعد أن انتهيا من جريمتهما، وبعد ارتكاب جريمتهما يفران هاربين ظنا منهما أن الضحية وخطيبها لن يبلغا عنهما وسيفلتان من العقاب، لكن رجال المباحث استطاعوا كشف الجريمة والقبض على مرتكبيها وتسليمهما للعدالة لتحال أوراقهما لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامهما، تفاصيل القضية مثيرة ترويها السطور التالية. رانيا وأحمد نشأ سويا منذ صغرهما، اسرتيهما كانت تربطهما علاقة الجيرة والود والحب، فمنذ صغرهما والطفلان يلعبان معًا حتى شب الاثنان وانتهيا من تعليمهما الثانوي، لتقرر الاسرتان أن تتم خطبة رانيا واحمد حتى ينتهيا الاثنان من تعليمهما الجامعي، وهذا ما تم في حفل عائلي حضره الأهل والأصدقاء، وفي أحد الأيام طلبت والدة رانيا من ابنتها أن تشتري لها حقيبة يد ولم تتردد أن تطلب من احمد أن يرافق ابنتها الى أحد الأسواق بمنطقة الهانوفيل بالإسكندرية نظرًا لتأخر الوقت، وبالفعل نزلت رانيا مع خطيبها وبعد أنا اشترت الحقيبة دخل الاثنان ليرتاحا سويا في أحد "الكافيهات" وتناول كل منهما مشروبًا، بعدها قرر الاثنان أن يسيرا سويا على الكورنيش، وأثناء ذلك فوجئ الاثنان بشخص ذو بنية قوية يأتي إليهما ويعرفهما بنفسه على أنه ضابط شرطة وأنه يحقق في بلاغات تخص شباب وفتيات، وطلب منهما التحرك معه إلى السيارة، لكن احمد رفض وطلب منه أن يطلعه على هويته، ليتعدى ذلك الشخص عليه بالضرب ومعه شخص آخر، وقام بتفتيشه والاستيلاء على المبالغ المالية التي بحوزتهما وهواتفهما، مهددا إياهما بإيذائهما. توسلت رانيا وأحمد إليهما أن يتركاهما، وعدم الاعتداء على خطيبها بالضرب، إلا أن ذلك الشخص ومعه آخر استمرا في الاعتداء عليهما واقتادوهما الى سيارة ميكروباص كانت بحوزتهما، تحت تهديد السلاح، تم اقتياد احمد إلى المقعد الخلفي، ورانيا في المقعد الأمامي بجوار من يقود السيارة، لتبدأ رحلة أخرى من العذاب لرانيا أمام خطيبها؛ حيث هتك المتهم الاول تحت تهديد السلاح الأبيض عرض رانيا وتصويرها بكل خسة وندالة وهي تصرخ وتبكي، ثم ذهب ليجلس في المقعد الخلفي مهددًا احمد ليهتك المتهم الثاني عرض رانيا بشكل وحشي، بعدها ألقى الاثنان رانيا وخطيبها في إحدى المناطق النائية، ليبدأ الاثنان في الاستغاثة بالناس، حتى وقفت لهما إحدى السيارات ويتم توصيلهما لأقرب قسم شرطة ليحرر محضر بالواقعة ويدلي المجني عليهما بأوصاف تفصيلية للمتهمين ويحال المحضر للنيابة العامة والتى قررت سرعة تحريات المباحث وسرعة ضبط وإحضار المتهمين وإحالة المجنى عليهما للطب الشرعي لبيان ما بهما من إصابات. القبض والقصاص ما هي إلا ساعات قليلة وتم القبض على المتهمين وإحالتهما للنيابة والتى قررت حبسهما على ذمة التحقيقات وفور انتهاء التحقيقات قررت النيابة العامة إحالتهما إلى محكمة جنايات الإسكندربة برقم 19517 لسنة 2025 جنايات قسم شرطة الدخيلة، قالت النيابة العامة في قرار الإحالة: أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية تلقت إخطارًا من ضباط قسم شرطة الدخيلة يفيد بقيام المتهمين بخطف المجنى عليهما ليلا بدائرة القسم. حيث أنه أثناء تواجد المجنى عليها الأولى رانيا 17 سنة طالبة، والمجنى عليه الثانى احمد 17 سنة طالب، بمنطقة كورنيش الهانوفيل، حضر إليهما المتهم "ع.س.ع" سائق، مدعيا أنه ضابط شرطة، فقبض عليهما بذريعة الاشتباه فيهما، متعديًا بالضرب على رفيقها، وتحفظ على هويته وما بحوزته من مبلغ مالى، فانصاعا له خوفا من سلطانه المزعوم، واقتادهما إلى سيارة، واحتجزهما بها مواليا بث الرعب فى نفسيهما بسبابه واعتدائه، ضربا على المجنى عليه الثانى، ثم قاد السيارة إلى وجهات مبهمة فأبعدهما عن أعين الرقباء مختطفا إياهما، كرهًا عن إرداتهما، كما استولى على مبلغ مالى مملوكًا لها لشراء المتهم علية سجائر، فما أن خلا سبيل خطيبها المجنى عليه الثانى من السيارة، حتى استخلص المجنى عليها لنفسه متوجهًا بها إلى دروب دامسة بعد أن أجبرها على الجلوس بالمقعد الأمامى، وهتك عرضها بالقوة بأن جعل اعتداءه عليها هو شرط الخلاص من بطشه، والتقط لها مقاطع مصورة أثناء التعدى، واستفحالا لجرمه اتصل بالمتهم الثانى "م.م.ف" سائق، فتقابلا حيث اتفقا، ليتولى المتهم الثانى قيادة السيارة ليكمل المتهم الأول من تعديه ثم تبادل المتهم الثانى التعدى على المجنى عليها، وبعد ذلك اطلقا سراحها وفرا هاربين، وبتقتين الإجراءات ألقى القبض على المتهمين والسيارة المستخدمة، وامام محكمة جنايات الإسكندرية مثل المتهمان برئاسة المستشار هانى كمال غبريال رئيس المحكمة، وبعضوية كل من المستشارين محمود الشربينى محمود، ومحمد محمد عبد الفتاح، ومحمد محمد عبد المقصود قنطوش، وبحضور محمود غالى رئيس نيابة العامرية أول، وامانة سر أحمد السيد. حاول المتهمان إنكار الاتهامات الموجهة إليهما إلا أن كافة الأدلة كانت ضدهما؛ لتقرر هيئة المحكمة إحالة أوراق كل من المتهمين "ع.س.ع" و"م.م.ف" إلى فضيلة مفتى الجمهورية لإبداء الرأى الشرعى وحددت دور الانعقاد فى شهر ديسمبر المقبل للنطق بالحكم، فى اتهامهما فى خطف المجنى عليهما وهتك عرض المجنى عليها الأولى. اقرأ أيضا: بعد أن قيدت ضد مجهول.. الأجهزة الأمنية تكشف سر الجثة المدفونة بمقابر الصدقة