في مشهد يجمع بين الحس الإنساني والرؤية التسويقية، استطاع اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر أن يحوّل واقعة أثارت الجدل عالميًا إلى فرصة مميزة للترويج للمحافظة ومصر عمومًا، من خلال دعوته للفنانة الدنماركية ليزا لاك نيلسن لزيارة الغردقة بعد أزمة سرقة لوحاتها الفنية. جاءت الدعوة بمثابة لفتة دبلوماسية وثقافية ذكية، إذ لم يكتفِ المحافظ بالتعاطف مع الفنانة التي تصدّر اسمها وسائل الإعلام العالمية بعد اتهامها بسرقة أعمالها، بل استغل الحدث ليقدّم صورة مختلفة عن مصر، بلد الفن والتسامح. فبينما انشغلت وسائل الإعلام بتفاصيل القضية، نجح المحافظ في تحويل الأنظار نحو الغردقة، التي أصبحت مسرحًا لحدث إنساني وثقافي يجذب الاهتمام العالمي ويعزز صورتها كعاصمة للجمال والانفتاح. الفنانة الدنماركية عبّرت عن سعادتها بالتجربة قائلة: "لم أكن أعرف الكثير عن مصر من قبل، لكن منذ وصولي شعرت بحفاوة كبيرة. الناس هنا لطفاء جدًا، والغردقة مليئة بالحياة والفن، إنها المكان المثالي لي." كلماتها جاءت كأجمل دعاية غير مباشرة لمصر، حيث نقلت صورة إيجابية عن المجتمع المصري وحفاوة الاستقبال وروح التسامح، وهي عناصر نادرة أن تجدها في ترويج مدفوع، لكنها خرجت بصدق من تجربة إنسانية. زيارة نيلسن لم تكن مجرد استضافة بروتوكولية، بل خطوة ضمن رؤية متكاملة تستثمر في القوة الناعمة لمصر. فقد حول المحافظ قصة "اللوحة المسروقة" إلى منصة عالمية تدافع عن الملكية الفكرية وتؤكد أن مصر تحترم الفن وتحمي المبدعين. وأكدت الفنانة خلال لقائها ببرنامج "الحكاية" أنها لا تحمل أي مشاعر غضب تجاه الواقعة، قائلة: "لا أكنّ أي مشاعر سيئة تجاه أحد، لكن أتمنى أن تكون هذه الحادثة درسًا لتقدير حقوق الفنانين حول العالم." بهذه الزيارة، قدّمت محافظة البحر الأحمر نموذجًا جديدًا في الترويج السياحي الثقافي، فبدلًا من الاكتفاء بالحديث عن الشواطئ والشعاب المرجانية، أصبحت الغردقة منصة تفاعلية تجمع بين الفن، التسامح، والحضارة. خطوة المحافظ لم تكن مجرد دعوة، بل رسالة ذكية إلى العالم: أن مصر ليست فقط بلد التاريخ، بل بلد الإنسانية التي تعرف كيف تحوّل الأزمات إلى فرص، وتستبدل الجدل بالتقارب، والفن بالتسامح. اقرأ أيضا | محافظ البحر الأحمر لرؤساء المدن: لا تهاون في الانضباط الميداني ومتابعة المشروعات والخدمات