قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن جماعة الإخوان الإرهابية تتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي باعتبارها أداة مدروسة لشق الصف العربي، حيث توظف هذه المنصات في إثارة النزاعات بين الشعوب والدول الشقيقة، عبر نشر رسائل تستهدف ضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات بلده من جهة، وبين الدول العربية بعضها البعض من جهة أخرى، بما يخلق بيئة خصبة للفتن و الاصطفافات الوهمية. وأشار إلى أن الجماعة تعتمد على صناعة محتوى مضلل وموجه، يظهر في صورة نقاشات عفوية أو آراء عامة، بينما هو في الحقيقة جزء من خطة ممنهجة لإعادة إنتاج الانقسام داخل المجتمعات العربية، بما يخدم أجندتها القائمة على هدم مؤسسات الدولة الوطنية وتفكيك الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الشعوب العربية. اقر أ أيضًا | قوة مصر الأمنية.. دحرت الإرهاب وأشار فرحات إلى أن الجماعة استغلت الانتشار الواسع لوسائل التواصل بين الشباب تحديدا، باعتبارهم الفئة الأكثر تفاعلا وانفتاحا على المحتوى الرقمي، فعملت على إنتاج خطاب إعلامي يستثمر العاطفة ويستغل القضايا اليومية لتوجيهها سياسيا، بعيدا عن أي مضمون تنموي أو وطني لافتا إلى أن الإخوان تعتمد على ثلاث آليات أساسية في استخدام الإعلام الاجتماعي: الأولى صناعة المحتوى التحريضي القائم على التهويل وإثارة الغضب، سواء عبر مقاطع مفبركة أو أخبار مشوهة أو تعليقات مدفوعة والثانية استخدام الذباب الإلكتروني من خلال حسابات وهمية ولجان منظمة تعمل على إعادة نشر وتكرار الرسائل بشكل مكثف، لإعطاء انطباع بوجود رأي عام شعبي بينما هو في الواقع رأي مصطنع أما الآلية الثالثة فهي استغلال قضايا إقليمية حساسة لإثارة الانقسام بين الشعوب العربية، خاصة في ملفات مثل القضية الفلسطينية، أو العلاقات بين الدول العربية، ومحاولة تصوير الحكومات العربية على أنها متعارضة أو متنافسة، بهدف ضرب أي شكل من أشكال التضامن العربي. وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر أن الجماعة لا تتحرك بشكل عشوائي، بل وفق خطة ذات طابع نفسي إعلامي مدروس، تقوم على إضعاف الثقة بين المواطن ومؤسسات دولته، ثم الانتقال إلى مرحلة التشكيك في جدوى العمل الوطني، وصولا إلى محاولة إعادة تقديم نفسها كبديل سياسي وهذا هو جوهر مشروع الإخوان التاريخي الذي يسعى لخلق ولاءات عابرة للحدود، تهدد الدولة الوطنية ذاتها. وأضاف أن مواجهة هذا المخطط لا تتم فقط عبر الإجراءات الأمنية أو القانونية، بل عبر تعزيز الوعي المجتمعي و إعلاء قيمة المعلومات الموثقة، ودعم الإعلام الوطني القادر على التواصل مع الناس بلغة بسيطة وواضحة، والتنبيه إلى خطورة الانسياق وراء المحتوى السريع والمثير مؤكدا أن الشعوب العربية تمتلك اليوم خبرة واسعة في كشف مثل هذه الحملات، وأن الوعي الجمعي أصبح أكثر قدرة على التمييز بين النقد الموضوعي وبين التحريض الهادف لهدم الدولة وليس إصلاحها.