«مصر دائمًا مُبهرة.. لكنها فى السنوات الأخيرة أصبحت أكثر إبهارًا» بمشروعات أثرية وسياحية قومية عملاقة جذبت أنظار العالم إليها، وأعادت للسياحة نشاطها بعد ركود دام لسنوات، وكان افتتاح المتحف المصري الكبير دُرة التاج في هذه السلسلة العظيمة من المشروعات والافتتاحات والاحتفالات الأثرية التي أعادت رسم خريطة السياحة العالمية، ووضعت مصر في مقدمة أهم المقاصد السياحية جذبًا للزوار من كل أنحاء العالم، ورغم كل هذه الإنجازات، فإن دعم الرئيس اللامحدود، للبحث عن مزيد من الاكتشافات الأثرية، يؤكد أن مصر على موعد جديد ومستمر لإبهار العالم بحضارة الأجداد التي جاءت قبل أن يأتى التاريخ. ◄ من المومياوات الملكية لطريق الكباش.. رسائل سلام من قلب التاريخ ◄ آثار تتحدث ومتاحف تروي قصة أمة لا تموت ◄ خبراء: الرئيس قدّم نموذجًا فريدًا في حماية التاريخ ■ افتتاح طريق الكباش اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بحضارة الأجداد، جعل وزارة السياحة والآثار تعمل ليل نهار، على تطوير المعالم الأثرية، والبحث عن اكتشافات جديدة، وإنشاء معالم أخرى، وتنظيم احتفاليات كبرى، بما يتماشى مع رؤية الجمهورية الجديدة. ■ المتحف القومي للحضارة قد يكون المتحف المصري الكبير، أكبر وأهم الإنجازات الأثرية التى شهدتها مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، غير أن هناك العديد من الأحداث الأثرية الكبرى التي تمت في عهد السيسي، كان أبرزها تنظيم الاحتفال الخالد بمناسبة افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية، ونقل 22 مومياء ملكية من مكان عرضها بالمتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضهم الدائم بالمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، حيث حضر الرئيس السيسي حفل الافتتاح واستقبل المومياوات الملكية، فى مشهد تاريخى أبهر جميع دول العالم، وأظهر قدرة الدولة المصرية على تنظيم فعاليات كبيرة وضخمة تساهم بشكل كبير في الترويج للسياحة الثقافية المصرية، وهو ما تسعى إليه الدولة المصرية لتحقيق إنجازات ملموسة فى هذا القطاع المهم، حيث تحتوى قاعة العرض الرئيسى للمتحف على العديد من القطع المميزة، ويستطيع الزائر أن يحصل على فكرة متكاملة عن الحضارة المصرية وأهم إنجازاتها عبر عصورها المُختلفة بداية من عصور ما قبل التاريخ ومرورًا بالعصور الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية ووصولًا للعصر الحديث والمُعاصر، إضافة لما توارثه المصريون من ثقافة تقليدية أو ما يُعرف بالموروث الشعبي. ◄ اقرأ أيضًا | طبيب بلندن يكشف رسالة د. مجدي يعقوب بعد افتتاح المتحف ■ موكب الممياوات الملكية ◄ قاعة المومياوات يوجد أيضًا بالمتحف قاعة المومياوات الملكية، التى تقع على مساحة 2810 أمتار مربعة، مُصممة على شكل مقبرة ملكية، وتأخذ الشكل الخارجى لمقابر وادى الملوك بالأقصر، واختارت اللجنة العلمية أن يصبح لونها أسود، وداخل القاعة يتم عرض كل تابوت، بجانب المومياء الخاصة به، كما يُعرض بجانب بعض مومياوات الملوك جزء من الكنوز المُكتشفة فى مقبرة كلٍ منهم، إضافة لعرض تطور فكرة «الدفن» فى الحضارة المصرية القديمة، وطرق التحنيط واختلافها بداية من لف الجثة وتحنيطها. كما أعادت مصر افتتاح طريق الكباش، الذى أنشئ قبل 5 آلاف عام لتسير مواكب الملوك المُقدسة عليه، ورغم إهمال الطريق خلال عقود مضت، إلا أن الرؤية الثاقبة للقيادة الحالية، كان لها وجهة نظر أخرى لتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية معًا، فبدأ التخطيط لافتتاح أكبر متحف مفتوح في العالم فى مدينة الأقصر «طريق الكباش»، وهو الطريق الذى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر بطول 2700 متر، حيث تواكب افتتاحه مع ذكرى زواج المعبود آمون مع المعبودة آمونت، ويضم أكثر من 1000 كبش. ولأول مرة فى عهد الرئيس السيسي، يتم افتتاح أكثر من متحف فى إطار خطة السياحة لجذب أنظار العالم إلى مصر، وكان من أبرزها «متحف شرم الشيخ متحف كفر الشيخ متحف مطار القاهرة متحف المركبات الملكية المتحف القومى للحضارة المصرية». ◄ صون الآثار الرئيس السيسي قدم نموذجًا فريدًا فى صون آثار مصر رغم التحديات، هكذا يؤكد الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، مُشيرًا إلى أن الرئيس وضع القطعة الأخيرة التى تحمل اسم «مصر» فى النموذج المُصغر للمتحف، الذى تتكوّن أجزاؤه من أسماء الدول المشاركة فى الافتتاح، مُعلنًا بذلك الافتتاح الرسمى لهذا الصرح الحضارى العالمى فى حضور 79 وفدًا رسميًا، من بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات والحضور الكرام من الشخصيات العامة والعلماء ورجال الأعمال ونقلها 450 مراسلا يمثلون 180 وسيلة إعلامية عالمية. وأكد ريحان أن إنجازات الآثار تجسدت فى قطاعات عديدة من اكتشافات غير مسبوقة وافتتاح مواقع جديدة ومتاحف جديدة واسترداد 29 ألف قطعة أثرية ومعارض آثار تجوب عواصم العالم، مُشددًا على أنه فى الفترة من 2014 حتى الآن، تُجرى مُتابعة مُستمرة لكل المزادات العلنية وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة بالتعاون مع وزارتى الخارجية والداخلية وعدة جهات معنية تم فى سرية تامة الوصول للهدف المنشود باسترداد مصر هذا الكم الهائل من الآثار بشكل غير مسبوق. ◄ دعاية كبرى الدكتور أحمد عامر الخبير الأثرى والمُتخصص فى علم المصريات، يُشير إلى إنجازات عديدة تحققت على أرض الواقع فى قطاع الآثار، حيث تم إنشاء المتاحف الجديدة مثل متحف شرم الشيخ وكفرالشيخ والغردقة ومتحف سوهاج القومى ومتحف الحضارة ومتحف العاصمة، وتطوير متاحف تعرضت للتلف بفعل الإرهاب، مثل متحف الفن الإسلامى ومتحف ملوى، وتطوير ميدان التحرير، محط أنظار سياح العالم، بتكلفة 150 مليون جنيه، وأخيرًا افتتاح الرئيس السيسي المتحف الكبير. ولفت عامر إلى أن الدولة تبنت حدثين تاريخيين أسهما فى عودة الولع بالحضارة المصرية داخليًا وخارجيًا، وهما نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري إلى متحف الحضارة، وافتتاح طريق المواكب «الكباش»، فى احتفالية شهدتها كل وسائل الإعلام العالمية، وأشعرت المواطن المصرى بقيمة حضارته، ونشأ الشغف والحب بين الشباب للحضارة المصرية الذى انعكس على نشاطهم فى وسائل التواصل الاجتماعي.