عواصم - وكالات الأنباء: طالب الجيش السودانى وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية بتوثيق جرائم مليشيا «الدعم السريع» الإرهابية فى الفاشر، وتوصيل صوت الضحايا، وعدم التزام الصمت فيما يرتكب من فظائع فى حق الأبرياء. وقال الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة السودانية العميد الركن عاصم عوض، فى بيان أمس: «لن تهنأ المليشيا الإرهابية بما اغتصبته، فكل شبر من أرض الوطن له رجال يدافعون عنه حتى آخر رمق.. القوات المسلحة السودانية ستظل ثابتة لا تلين، صامدة لا تنكسر، متمسكة بعقيدتها الوطنية الراسخة، ولن تساوم أبدًا فى الدفاع عن سيادة الوطن ووحدته». يأتى ذلك بعد تأكيد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السودانى، أن القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية وجميع القوى المساندة لها قادرة على تحقيق «النصر تلو النصر». وقال البرهان فى كلمة تليفزيونية مسجلة، مساء أول أمس، إن هذه القوات أثبتت من خلال تجاربها الأخيرة فى هذه الحرب قدرتها على «قلب الطاولة فى كل مرة»، مؤكدًا العزم على استعادة كل شبر من الأراضى التى وصفها بأنها دُنست من قبل «الخونة المرتزقة» وإعادتها إلى حضن الوطن. وتوعد بمحاسبة جميع المجرمين الذين يستهدفون الشعب السودانى، مشددًا على أن القوات المسلحة عازمة على المضى قدمًا حتى تطهير كامل الأراضى السودانية من كل دنس ورجس، والقضاء على من وصفهم ب «المرتزقة القتلة المأجورين». واتهمت القوة المشتركة الحليفة للجيش، قوات الدعم السريع أمس ب«إعدام أكثر من ألفى مدنى أعزل منذ الأحد الماضى فى مدينة الفاشر فى غرب السودان»، مضيفة فى بيان أن «الدعم السريع ارتكبت جرائم فظيعة بحق مدنيين أبرياء فى مدينة الفاشر، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن». بدوره أدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى محمود على يوسف أمس «الفظاعات وجرائم الحرب» التى تحدثت عنها تقارير من مدينة الفاشر السودانية، معربًا فى بيان على منصة «إكس» عن القلق البالغ حيال العنف المتصاعد والفظاعات التى تتحدث عنها تقارير من المدينة. ودان «جرائم الحرب المفترضة وعمليات قتل المدنيين التى تستهدف جماعات عرقية». كان مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان حذر قبل يومين من أن مدينة الفاشر السودانية فى «وضع حرج للغاية»، مع تزايد خطر الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع الإتنية بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها عليها. وقال فولكر تورك فى بيان إن «خطر وقوع انتهاكات وفظائع واسعة النطاق بدوافع إتنية فى الفاشر يتزايد يوما بعد يوم»، داعيًا إلى تحرك عاجل وملموس لضمان حماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة للراغبين فى الفرار إلى مناطق أكثر أمنًا. وأفاد مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان بأن مكتبه تلقى تقارير عن عمليات إعدام ميدانى بحق مدنيين حاولوا الفرار، مع وجود أدلة تشير إلى دوافع إتنية. وتحدث عن محتوى عدة مقاطع فيديو تظهر «عشرات الرجال العزل مقتولين بالرصاص أو ممددين على الأرض»، محاطين بعناصر من قوات الدعم السريع يتهمونهم بالقتال فى صفوف الجيش السوداني. كما أشار تورك إلى معلومات تفيد باعتقال مئات الأشخاص أثناء محاولتهم الفرار، بينهم صحفي، محذرًا من أنه «بالنظر إلى الحقائق الماضية فى شمال دارفور، فإن خطر العنف الجنسي، وخصوصا ضد النساء والفتيات، مرتفع جدًا».