«.. لم يجدوا أفضل من اسم القدس لذلك الفيلق العسكرى الذى تدرجه أمريكا فى قائمة المنظمات الإرهابية، وتعجبت من تلك الازدواجية العجيبة..» الأربعاء: كنت أتابع أحد التقاريرالإخبارية، حول اغتيال إسماعيل قاآنى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني، وهو ما ثبت بعد ذلك أنه مجرد شائعة، وتتالت الأخبار بعد ذلك، توقفت عما قالته وكالة تسنيم الإيرانية أن تلك الشائعات من صنع الموساد الإسرائيلي، أنا مهتم بفيلق القدس منذ زمن، لأنه أحد الأذرع الهامة للحرس الثورى الإيرانى باعتباره قوة القتال الرئيسية خارج إيران، والمسئول الأول عنه هو المرشد الإيرانى نفسه، ما أريد لفت الأنظار إليه أنهم فى طهران، لم يجدوا أفضل من اسم القدس لذلك الفيلق العسكري، الذى تدرجه أمريكا فى قائمة المنظمات الإرهابية، وتعجبت من تلك الازدواجية العجيبة، فهدفه المعلن منذ إنشائه وقت الحرب الإيرانيةالعراقية، هو تحرير الأراضى الإسلامية وفى مقدمتها القدس الشريف، ولم نر منه سوى الدمار الذى صنعه ذلك الفيلق فى كل مكان تواجد فيه، فى العراق ولبنان وسوريا وأفغانستان واليمن، الغريب أن اسمه فيلق القدس، وكتب أئمة الشيعة الاثنا عشرية المعاصرة، لا تعترف أصلاً بوجود المسجد الأقصى على الأرض، وفى كتبهم الأساسية وبالتحديد «بحار الأنوار» للمجلسي، أن المسجد الأقصى الذى ورد ذكره فى سورة الإسراء ليس على الأرض، ولكن فى السماء الرابعة، ومن هنا كانت دهشتى من أى محلل ينتظر أى خير وسلام وتعايش مع أو بين الدولتين الدينيتين فى المنطقة بحكم الدستور والممارسة.. فتدبروا! لا عزاء لجماعة كارهى السادات! الأحد : لم أتخيل أبداً تلك المناقشات الساخنة التى دارت حول الزعيم الراحل محمد أنور السادات على مواقع التواصل، أو ردود الفعل على اليوميات التى كتبتها نهاية الشهر الماضي، تحت عنوان: « يا ولدي.. هذا عمك السادات»، بداية فمن حق كل «عاقل» أن تكون له وجهة نظره فى حقبة السادات، وغيره من الرؤساء الذين قادوا مصر فى مراحلها المختلفة، ولكن ليس من حق أى إنسان أن يوجه لأى منهم الاتهامات بغير سبب منطقى ولا معقولية، كما أنه ليس من العقل أبداً أن تطالب المحللين بمراعاة الظروف الإقليمية والدولية التى قادت للهزيمة فى 1967، وتتغافل عنها فى انتصار 1973، الذى أبهر العالم، ودرسته الأكاديميات العسكرية، صعب جداً أن تتابع المساعى الحثيثة لكل دول العالم من أجل العودة لحل الدولتين، وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، وترصد الانتشار السرطانى للمستوطنات الإسرائيلية، والمجازر شبه اليومية للشعب الفلسطيني، ثم لا ترفع القبعة للرئيس أنور السادات، وقد سار فى مفاوضات السلام بمبدأ مصر وفلسطين معاً، ومازلت أتذكر مشاهد نقلها التليفزيون لوقائع مؤتمر ميناهاوس، ورغم أننى من الذين لا يقبلون بمصطلح الفرص الضائعة للسلام، لأن الطرف الثانى كيان استعمارى مجرم وبلا أخلاق، ولا يحترم أى اتفاق، والكلام يطول فى هذه المنطقة ولكن له مناسبة أخرى، ما يهمنى هنا هو تسليط الضوء على جماعة كارهى السادات، واعتقد أنهم قليل، ولكننى لم أكن أدرى أن بعضهم مجنون يعمى التعصب عيونه ويشل عقله إذا حدث وسمع اسمه، تماماً مثل مشجعى كرة القدم، لدرجة أننى فوجئت بأحد أساتذة العلوم السياسية المخضرمين، وهو يعاتبنى لأننى ترحمت على الرئيس أنور السادات، وقال لى بالنص: «ربنا عادل.. كيف يرحم من تسبب فى ضياع أمة........... إلى آخر كلامه»، ونسى الرجل بسبب فيضان الكراهية بداخله أن الله رحمن ورحيم، وأنه ليس الله ليقوم بتوزيع الرحمة على من يشاء، أشعر بخوف كبير من جماعات التكفير السياسي، فعيونها لا ترى سوى السواد والضباب، والتشاؤم والتهوين من كل إنجاز، لا فرق بينهم وبين جماعات التكفير الديني، فكلاهما لديه أجندة وقودها الغضب والجهل والتعصب، ونحتاج فعلياً لتحركات جادة على كثير من المستويات، تحمى أولادنا وأحفادنا، وتحكى لهم التاريخ دون تحريف أو تشويه أو مصالح، ورحم الله الرئيس السادات، ومازال للحديث عنه بقية.. فتدبروا! أهلاً.. ب «المطبات»! الثلاثاء: عدت إلى بيتى فى ضاحية منشية البكرى بعد إجازة صيفية خريفية طويلة، لم أقم بها منذ عقود، وفوجئت بأخبار سارة كبيرة، أول خبر إنشاء مطبين صناعيين فى الاتجاهين بشارع المقريزى بحى مصر الجديدة، ولا تدرون مقدار فرحتي، خاصة وأننى شاهدت وسمعت عن العديد من حوادث الطريق، وكان بينهم الشقيق الأصغر لصديق ابنى الذى صدمه ميكروباص، وتابعت حالته حتى فارق الحياة بعد عشرين يوماً فى العناية المركزة، ومن الأخبار السعيدة عمل إشارة مرور وحيدة فى شارع الخليفة المأمون، وأنا شخصياً كنت شاهد عيان على أربعة حوادث فى ذلك الشارع، وبسبب خوفى الشديد، أركب التاكسى لمجرد العبور للناحية الأخرى من الشارع، وأفعل نفس الشيء عند عبور شوارع عبد العزيز فهمى وعثمان بن عفان، فقد اتسع عرضها لست حارات، وكأنها طريق حر للسفر، وليس داخل مناطق سكنية، عموماً أمامى إجازة قريبة أخرى خلال أيام، أتمنى أن تستقبلنى الأخبار السعيدة عند عودتى بالمزيد من المطبات.. فتدبروا! المربى الفاضل.. خرج ولم يعد! الجمعة: الدماغ واحدة فى التعليم المصري، لا فرق بين المدرسة فى التعليم الحكومى أو غيره، مهما ارتفعت قيمة الرسوم الدراسية، ويجب أن نعترف أن الجانب التربوى فى مدارسنا بعافية، ومن الطبيعى أن تجد مدرساً، وربما مديرة مدرسة تضع طفلاً فى رأسها، وبعيداً عن الأسماء، فقد حدث فى مدرسة محترمة وصاحبة اسم كبير، أنه تم نقل تلميذ عمره لا يزيد على تسع سنوات من فصله، وطبعاً أنتم تعرفون المأساة التى حدثت للطفل، لأنه ابتعد عن أصدقائه، وكلنا يعلم قيمة الأصدقاء فى تلك المرحلة السنية، وعندما سألت أمه عن السبب قالوا لها لسبب سلوكي، وتبين فى النهاية أن السلوك السييء هو شعره الطويل، فى حين أن صاحب المدرسة نفسه أو أى مدرسة أخرى قد يكون شعره أطول، وربما كان من «أهل التوكة»، تأثرت بالحكاية ليس لأن السبب هايف، ولكن لأن الطفل فقد والده فجأة مؤخراً، وفى أمس الحاجة لأصحابه، لا أكتب من أجل عودته لفصله، لأن النصيحة المخلصة للأم هى نقل ابنها من المدرسة، لأن إدارتها أخذت موقف المتحدى للأم والطفل، وبالطبع سيكون الطفل هو الخاسر الأكبر من تلك المهزلة، ما يهمنى هو أن نعمل فوراً على عودة الوظيفة التربوية للمدارس، وقد جاء زمن كنا نسمى فيه المدرس والمدرسة، بلقب المربى الفاضل والمربية الفاضلة، ثم جاء وقت نعيشه حالياً، خرج فيه ذلك المدرس ولم يعد، وتعددت فيه ألقاب المدرس ما بين وحش الكيمياء، وأخطبوط التاريخ، ودراكولا الفيزياء، يا سادة الأخلاق ليست مادة ولكن قدوة، والتربية واجب وليست إحساناً من المدارس للتلاميذ وأولياء الأمور.. فتدبروا! «خالد حجاج.. عبد الرحمن» السبت: لا أحب أبداً رثاء الأحباب، فلا توجد كلمة يمكن أن تفيهم حقهم، ولكن هذه المرة كانت مختلفة، فقد شعرت بالفقد الشديد، عندما وصلنى خبر رحيل زميلى وأخى الكبير الأستاذ خالد حجاج مدير تحرير جريدة الأخبار، كنت أطلق عليه اسم عبدالرحمن، وأحتسبه من عباد الرحمن، أحباب الله وأصفيائه، وكأن سورة الفرقان كانت تعدد صفات خالد حجاج، فهو من عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً بلا خيلاء وغرور، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، ولم يشهد يوماً بالزور، وإذا مروا باللغو مروا كراماً، وهكذا كان سلوكه إذا حدث وصادف اللغو بكل مكوناته فى لغة العرب، مثل الباطل والكلام القبيح والباطل والنميمة، ومن هنا كان اسمه عندى «خالد حجاج عبد الرحمن»، والاسم الأخير «عبد الرحمن»، لم يكن لقبه، ولكنه تعبير عن صفاته، كواحد من أهل الجنة بإذن الله، الذين يجزون الغرفة بما صبروا، وعندما يدخلون الجنة من بابها يلقون التحية والسلام من ملائكتها، فلك يا أخى السلام، وعليك السلام والرحمة.. وحتى نلتقى يا «خالد حجاج عبد الرحمن».. فتدبروا. كلام توك توك: أكبر فى عينى عشان أشوفك! إليها: وعيبك أن عيبك لا يعاب..