«السلاح لا يزال على طاولة النقاش».. خليل الحية: نقبل القوات الأممية لمراقبة الحدود    سلوت: خسارة ليفربول أمام برينتفورد هى الأسوأ هذا الموسم    بسبب إعلان ريجان، ترامب يعلن زيادة الرسوم الجمركية على كندا بنسبة 10%    مباحثات «سودانية- أمريكية» .. ومعارك محتدمة في «الفاشر»    عبد الجليل ساخرًا: بيزيرا أفضل لاعب في الدوري أمام المحلة وانبي فقط    محمد الغزاوي: فخور بالانضمام لقائمة الخطيب.. وشعار المرحلة المقبلة "التنمية والاستثمار"    بتروجت يكشف كواليس عودة حامد حمدان لمباريات الفريق وموقفه من الزمالك    مصرع شخص وإصابة 5 آخرين إثر حادث تصادم سيارتين فى إمبابة    صابر الرباعي يشعل مسرح الأوبرا بأمسية طربية في ختام مهرجان الموسيقى العربية (صور)    الصحة: مصرع شخصين وإصابة 41 آخرين في حادث مروري على طريق (القاهرة - السويس)    لتفادي النوبات القلبية.. علامات الذبحة الصدرية المبكرة    مدرب إيجل نوار: الأهلي كان قويا رغم الطرد    وزير الرياضة: سنساعد الزمالك وفقا للوائح والقوانين.. وقد نمنحه قطعة بديلة لأرض أكتوبر    أشرف صبحي: هدفنا الوصول لنهائي كأس أمم إفريقيا    هيئة سلامة الغذاء تُكرّم 10 مصانع لدخولها القائمة البيضاء لتصدير التمور    الصحة: نقل مصابي حادث طريق "القاهرة - السويس" إلى مستشفيات بدر الجامعي والشروق    مصرع شاب وإصابة شقيقه فى حادث تصادم سيارة نقل بدارجة نارية بالمنوفية    مصرع شخص في حريق شقة سكنية بالعياط    الانتخابات.. تحية للأغلبية وكشفٌ لواقع المعارضة    بعد الظهور في حفل "وطن السلام"، محمد سلام يعلن عن مسلسله الجديد    الاحتفاء بالكاتب سعيد الشحات في أولى فعاليات منتدى أدباء وكتاب القليوبية الثقافى    وزيرة التضامن تتابع إجراءات تسليم الأطفال لأسر بديلة كافلة    استعدادات مكثفة لافتتاح «المتحف المصرى الكبير».. والحكومة: السبت المقبل إجازة رسمية    غادة عبد الرحيم تدعو وزارة التعليم لتبني حقيبة "سوبر مامي" لدعم أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه    أكثروا من الألياف.. نصائح فعالة لعلاج شراهة تناول الطعام    السر في فيتامين B12.. أبرز أسباب الإرهاق المستمر والخمول    محمد عبد الجليل: قطاع الناشئين بالأهلى أكبر من وليد سليمان    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم بعطلة الصاغة الأحد 26 أكتوبر 2025    أسعار الموز (بلدي و مستود) والتفاح بالأسواق اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    أحمد الجنايني يغازل زوجته منة شلبي: بالنسبة للعالم نجمة.. وبالنسبة لي كل شيء (صور)    عليك الموازنة بين الحزم والمرونة.. حظ برج العقرب اليوم 26 أكتوبر    بنغازي تتلألأ بانطلاق المهرجان الثقافي الدولي للفنون والإبداع تحت شعار "من بنغازي... الإبداع يوحدنا والإعمار يجمعنا"    مفاجأة.. اعتذار الدكتور محمد ربيع ناصر مالك جامعة الدلتا عن الترشح بالقائمة الوطنية ممثلًا عن حزب الجبهة بالدقهلية    صلاح يسجل أمام برينتفورد وليفربول يخسر للمرة الرابعة تواليا في الدوري الإنجليزي    «الداخلية» تكشف ملابسات اعتداء قائد سيارة على سائق أجرة بمدينة نصر    معاينة حادث طريق السويس: تهشم كامل ل10 سيارات و«تريلا» السبب.. وضبط السائق المتورط    «افتحوا نوافذ السيارات».. تحذير عاجل بشأن حالة الطقس: 5 ساعات حرِجة    عمرو أديب: مُهمة التدخل للبحث عن جثث الرهائن فى غزة تظهر قوة مصر وحكمتها    الطفل آدم وهدان: فخور بوقوفى أمام الرئيس ومحمد سلام شخص متواضع    رئيس جامعة المنيا يشارك الاحتفالية العالمية «مصر وطن السلام» بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية    ترامب: لن ألتقي بوتين ما لم أتأكد من وجود اتفاق بشأن أوكرانيا    ترامب يؤكد استعداده لخفض الرسوم الجمركية على البرازيل فى ظل الظروف المناسبة    انقلاب سيارة نقل محملة بالفحم على طريق حدائق أكتوبر    الهلال الأحمر الفلسطينى: أكثر من 15 ألف حالة مرضية بحاجة للعلاج خارج قطاع غزة    بالصور.. محافظ الجيزة يشارك في افتتاح معرض الوادي الجديد الزراعي الثاني    يوسف زيدان: قصة أبرهة الحبشي غير دقيقة.. واستخدام الفيل لهدم الكعبة تصور غير عملي    الأزهر للفتوى: الاعتداء على كبير السن قولًا أو فعلًا جريمة فى ميزان الدين والقيم    امتحانات أكتوبر.. تعليم القاهرة تشدد على الالتزام بالنماذج الامتحانية المعدة من قِبل الموجهين    خالد الجندي: لو تدبرنا إعجاز القرآن لانشغلنا بالخير عن الخلاف    6 صور ترصد تفاصيل حفل وطن السلام بحضور الرئيس السيسي    غدا..مؤتمر جماهيري للجبهة الوطنية بالبحيرة دعمًا لشعراوي وعماد الدين حسين في انتخابات النواب    جلسة خاصة بمؤتمر الإيمان والنظام تسلط الضوء على رجاء وثبات المسيحيين في الشرق الأوسط    فتح باب التقديم للأجانب بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم    الصناعة: طرح 1128 قطعة أرض صناعية مرفقة بمساحة 6.2 مليون متر    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    مصر توقع على إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة السيبرانية    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    اليوم.. جورج إلومبي يتسلم رئاسة «افريكسم بنك» رسميا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتابة دستور الجهاز السرى لتكوين ميليشيات «الإخوان» جاء بطلب «البنا»
أسرار «التنظيم الخاص» للجماعة الإرهابية
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 23 - 10 - 2025

ظهرت حركتا «حسم» و«لواء الثورة».. وتمكن العنف من التنظيم وخاطب الشارع بوسائل متنوعة وتلقى دعماً خارجيا
«البنا» كان معجبًا للغاية ببنية وفكرة التنظيمات الشيوعية، والفاشية، ومستعداً لتكرارها
التنظيم بذراعه العسكرية أغرى الاستعمار الجديد بتوظيفه وتشكيل خطر على الوطن
منذ تأسيسه فى أربعينيات القرن الماضى، ظل «التنظيم الخاص» داخل جماعة الإخوان المسلمين لغزًا غامضًا، لا يُكشف إلا فى لحظات الدم والانفجار. لم يكن مجرد جهاز سرى، بل كان عقلًا استراتيجيًا يخطط ويضرب ثم يختفى، تاركًا خلفه علامات استفهام لا تنتهى. واليوم، وبعد مرور أكثر من سبعة عقود، يعود هذا التنظيم من جديد، لكن تحت أسماء مختلفة، وبأساليب أكثر تطورًا، وأهداف أكثر دموية.
فى كتابه الجديد «عودة التنظيم الخاص.. القصة الكاملة لحسم وأخواتها»، يقدم الباحث أحمد سلطان قراءة جريئة فى تاريخ هذا الجهاز، ويكشف كيف أعادت الجماعة إنتاجه بعد سقوط حكمها فى 2013، لكن سقوطها لم يكن نهاية المطاف، بل كان بداية لمرحلة جديدة من العنف، أكثر احترافًا وأشد تنظيمًا. فظهرت «حسم» كتنظيم مُسلح يستخدم التكنولوجيا والتكتيك العسكرى، ويستهدف شخصياتٍ أمنية وسياسية، فى مشهد يعيد للأذهان عمليات التنظيم الخاص فى منتصف القرن الماضى.
اقرأ أيضًا| الإخوان.. صُنّاع الكذب |الجماعة الإرهابية تبدل وجوهها حسب المصلحة منذ بداية نشأتها
يعتمد الكتاب على شهادات نادرة ووثائق مُسربة، تكشف كيف تم التخطيط لعمليات اغتيال وتفجير، وكيف يتم تجنيد شباب تحت شعارات دينية، وتحويلهم إلى أدوات قتل.
لعقود طويلة انشغل الناس بالنقاش والجدل حول عسكرة «جماعة الإخوان»، رغم أنه بديهى وتطوير تلقائى من رد الفعل بعد ثورة 52.. فالجماعة أصلاً تستند إلى عقيدة جهادية بصرف النظر عن التفسيرات المتنوعة للجهاد، ويستحيل أن يغيب عنها هذه العسكرة المتنامية، والمتسعة بمرور الزمن.. وهنا لا يهم التسميات وتغييراتها وتلونها.. لتُولد «حركة حسم» من رحم تنظيم دينى مندفع بسرعة نحو السياسة، وتطلعات السيطرة سواء بنعومة أو خشونة.. وقد اختلط النوعان طبعاً خلال وبعد ثورة يناير، وعمل الذراع العسكرى بكامل طاقته، ولم يكن قابلاً للجدل أو التردد. وامتد تلقائياً إلى الطاقة الكاملة فى السياسة، فقرر لأول مرة أن يصبح على رأس السلطة التتفيذية، والتشريعية بل سعى إلى إكمال الحلقة بالجيش والداخلية والقضاء. لكن الجينات الحضارية للمصريين سجلت يقظة أسطورية فتحركت فى اتجاه إنهاء المشروع برمته.
يسرد الكتاب علاقة الإخوان بالسلطة. بداية من العهد الناصرى مروراً بالسادات وحسنى مبارك، لكنه لم يتوسع فى تفاصيل العلاقة وتفاعلاتها، وكيف أنها منحت التنظيم مرونة بل منحته الأمل الكبير فى توطين نفسه فى النظام قبل أن يقفز عليه. فقد استمد قوته أولاً من التأسيس الدينى، لأن الدين هو أسرع وسيلة انتقال إلى عقول البشر..على خلاف تنظيمات وأحزاب أخرى تنطلق من فكر سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى وتكافح سنوات لكى تنتشر فى الشارع ولا تستطيع، لأن المتلقى العادى لا تصعقه فكرة الاختيار مثلاً بين الاشتراكية والرأسمالية ولا حتى الحرية ولا حقوق الإنسان بقدر ما ينزل الدين عليه كالصاعقة ليحتل كل مكوناته العقلية والعاطفية.
كان «الإخوان» بسبب العلاقة المتباينة من رئيس لآخر يستمدون منها الأمل فى التجزر والوصول إلى أهدافهم.. فمن كان يتحالف معهم كما حدث قبل ثورة 52 منحهم الأمل فى مشاركة مباشرة أو غير مباشرة فى الحكم.. ومن قاومهم استمدوا منه الأمل فى أن يقاوموه ويغيروا من اتجاهاته أو يغيروه نفسه ليعيد البيئة السابقة المتوافقة معه، إلى أن جاءت جولة الحسم التى نعيش أجواءها حالياً.. إذن ما غاب عن الكتاب هو التوسع فى أبعاد تغول التنظيم.
لكن يظل الكتاب شديد الأهمية للغاية، لأنه يقدم دراسة حالة تركز العدسة كاملة على مكونات الحركات المُسلحة وخاصة «حسم» مربوطة بالتنظيم الأم، وهى دراسة مطلوبة لكل الجهات المعنية بسلامة المواطنة وتعظيم عقيدة الدولة التى يعيش تحت سقفها كل تنويعات المجتمع الدينية والثقافية والاجتماعية والفكرية.
مناطق حيوية
ويبقى أن نعرض المناطق الحيوية فى هذا الكتاب المهم الذى يفصص مكونات وخلفيات وتطور حركة حسم كنموذج يمكن تطبيقه على كل الحركات المُسلحة بكافة تنويعاتها. لأن استخدام السلاح ليس حكراً أو حصراً على نوعية واحدة من الفكر العنيف أو المتطرف سواء فى الدين أو السياسة أو الأفكار الإنسانية ذات الأبعاد الخيالية المنفلتة. فاستخدام السلاح للقتل بدون حروب مشروعة للدفاع عن الأوطان هو فى حد ذاته إرهاب.
اقرأ أيضًا| الكافرون بالوطن| الإخوان.. جماعة ترفض الدولة وتستهدف تمزيق الوحدة
ورغم أن السرد تطرق باستفاضة إلى عبور التنظيم بملحقاته العسكرية إلى الخارج بنفس الهيكلة المحلية، إلا أنه لم يذكر كيف أن هذا الامتداد الدولى جلب على مصر أخطر أصناف ووسائل التدخل الخارجى فى شئونها. لأن التنظيم بشعبيته وبذراعه العسكرية أغرى الاستعمار الجديد باللعب بورقته والتهديد به وسرد الحالات التى شكلت خطراً على الوطن بشكل عام من خلال الترويج بفزاعة التنظيم أو التهديد به لتمرير سياساتٍ ومواقف حتى بلغ ذروته فى تغيير النظام فى 2011.
«مصحف ومسدس»
اتخذ المؤلف منهجاً مرتباً وتصاعدياً من النشأة إلى تمام النمو وتفرعاته وصعوده وهبوطه. من خلال باب أول يخص جذور النشأة وجدلية الاختيار بين الاستمرار كحركة دعوية فقط وبين دمجها بالسياسة ثم السلاح بالإشارة إلى عنوان فرعى «مصحف ومسدس» وعلاقة حسن البنا بالجهاز السرى وقدر التفاهم والتنسيق بينهما، ثم تطرق إلى مكونات تأسيس الجهاز السرى من بنية هيكلية وقيادة عليا وهيئة أركان وهيئة جنود وآلية التجنيد.. ثم سرد أهم العمليات التى قام بها التنظيم الخاص وتعامل الروايات التاريخية معها..
وانتقل الكتاب إلى مرحلة نمو جديدة واتساع الانتشار والتأثير ومحورية دخول سيد قطب فى ترسيخ عسكرة التنظيم.. وما تخلل ذلك من أحداث كبيرة أدت لتحولات أكبر فى انخراط التنظيم فى نسيج المجتمع، وأبرز التحولات بالطبع كان اغتيال البنا وإعدام سيد قطب بعد معركة كبيرة مع زعيم شعبى شديد التأثير وشديد القبضة المتمكنة من عقول وقلوب المصريين وهو جمال عبد الناصر.. ولم يشر الكتاب إلى أنها المرة الأولى تقريباً التى ينتصر فيها فكر وطنى بمفرداتٍ عامة على فكر دينى ويهزمه فى الشارع.. الأمر الذى حاول التنظيم تعويضه بمزيد من الحدة والعسكرة.
رحيل المؤسسين
وينتقل إلى مرحلة مغايرة تماماً بعد رحيل الرواد والمؤسسين وتولى قيادات ليست على مستوى زعامة وعقلية البنا وقطب، وكيف جلس الهضيبى على المقعد الخطير كقائد ومُنظر وحاكم لمرحلة شديدة التعقيد والحساسية.. وأورد الكتاب فصول الخلافات بين الهضيبى والتنظيم السرى فى الوقت الذى سعى فيه إلى الاحتفاظ بالحرس القديم ونظامه الإدارى وآلياته.
لكن فى نهاية الأمر لم يكن رحيل البنا وقطب مجرد حدث وتحول عادى، لأنه كما أورد الكتاب استقالة القيادة العليا وتغيرت الهيكلة، ووصل الصراع مع عبد الناصر إلى الذروة وإلى اليأس من استعادة العلاقة المتوازنة الأمر الذى دفع التنظيم إلى إطلاق يد العمل السرى للقيام بتنفيذ أعلى سقف من المغامرة، وهى محاولة اغتيال عبد الناصر، وما ترتب على فشلها من بدء مواجهة حاسمة مع «الإخوان» وتوجيه أول ضربة واسعة وكبيرة والسعى إلى حصار نفوذها وشعبيتها وتوغلها فى مؤسسات الدولة والشارع بوجه عام.
وهذا تطلب من التنظيم إعادة برمجة سياسته وتم تأسيس بنية جديدة تمزج بين تحديث الفكر وتنمية القدرة العسكرية وإدخال أفكار سيد قطب كمنهج أساسى فى التربية الفكرية لأنصاره أو حتى للعامة.. وكان العنوان الكبير لهذه المرحلة هو التحول فى العقل الاستراتيجى للإخوان ليكون خاضعاً للتنظيم السرى.
اجتياز الحدود
أما أخطر أطوار نمو التنظيم سياسياً وأمنياً فهو ما تعلق باجتيازه الحدود ونقل فكره وهيكلته وبنيته بالنص إلى الخارج.. هذه النقلة النوعية التى حولته إلى تنظيم عالمى جلب على مصر تأثيراً أسوأ على استقرار البلد وهدوء حدوده وتأمين سلامه الاجتماعى والسياسى.. وتقريباً وكما هى عادة الدين يسهل أن تستقبله أى بيئة رغم الانتشار اللافت أيضاً لأحزاب علمانية وحركات ثورية لا دينية كان من أبرزها مثلاً حزب البعث.
وأورد الكتاب فى هذا الشأن تفاصيل الانتشار العربى للتنظيم بفروعه الدينية والسياسية والعسكرية، وتلقائياً امتد إلى دول أخرى غير عربية ثم احتمى ببعض النظم الغربية مستفيداً بنظمها التحررية والديموقراطية. والتحم الداخل بالخارج كقوة ضغط شاملة على الدولة لكن دون تحقيق انتصار حاسم، أو تغيير جوهرى، لأن الفكر الثورى العلمانى ما زال يحتفظ بحائط صد شديد الصلابة... إلى أن حلت ثورة يناير 2011 فكان ذروة دراما التنظيم الذى عثر بالصدفة على كنز تاريخى لم يكن ممكناً تجنب اصطياده.
وهو الباب الثانى الذى شمل قفز التنظيم على الثورة وحمايتها أمنياً، ثم القفز على السلطة بكل مكوناتها والبقاء فيها عاماً كاملاً إلى أن حل عام 2013 الذى غير كل شىء وعرض التنظيم لصاعقة تقلع الجذور والفروع.
وهنا يسرد الكاتب مرحلة النمو الثالثة للتنظيم الخاص، وما شمله من عنف ما بين عامى 2013 و2015.. ثم اهتزاز البنية التنظيمية بعد فض اعتصام رابعة وظهور العناصر الأكثر تشدداً والموصوفين بالصقور، وتطورت المواجهة إلى العلنية المُطلقة بالتهديد والوعيد والملاحقة والهروب للداخل والخارج والقبض على أعداد كبيرة ودخولهم السجن. ثم انعكاس ذلك على الوضع الأمنى فى سيناء وانطلاق معركة كبيرة للقضاء على الإرهاب.. وما تخلل ذلك من فقدان العديد من شهداء الجيش والشرطة.
اقرأ أيضًا| شاهد زور |الإخوان زيفوا التاريخ وكتاباتهم خطر على الأجيال القادمة
ولادة «حسم»
ومن رحم هذه المواجهة ظهرت حركة «حسم» وحركة لواء الثورة.. وتمكن العنف من التنظيم وخاطب الشارع بوسائل متنوعة وتلقى دعماً من أنظمة خارجية... ويسرد الكتاب توابع هذه المرحلة العنيفة بما أدت إليه من انشقاق داخل التنظيم نفسه محلياً وخارجياً، ثم تفاعل العلاقة بين التنظيم والتنظيمات الدموية الخارجية مثل: القاعدة وداعش..
بداية ونهاية
جاءت مقدمة الكتاب كإشارات إلى ما يتلوها من تفاصيل منذ النشأة فى الثلاثينيات كجمعية دعوية اجتماعية خالصة على يد حسن البنا دون الاقتراب من أية ميول سياسية.. وأيضاً دون يقين من الناس بهذا الفصل بين الدين والسياسة. وبعد عشر سنوات تحولت إلى العمل السياسى والعسكرى حين نجحت فى استكمال هياكلها الإدارية، وتأسيس النظام الخاص كجهاز سرى مُسلح.. ما لبث أن دخل مرحلته الذهبية فى أربعينيات القرن الماضى حتى صار جيشاً مُدرباً ومُسلحاً على مستوى عالٍ من الإعداد وفقاً لرؤية البناء الجهادى.. هذا تم لتأمين التنظيم الأم واستقراره وحمايته والإقرار بفكر العمل المسلح المُتوارث بعد ذلك بين الأجيال. إلى أن أعُيد هيكلته لمزيد من القوة والتمكن ما بين عامى 1954 و1965.. ثم ما لبث أن انكشف، لتصبح المواجهة مع الدولة ذات طابع مغاير، حيث أصدر الرئيس الأسبق أنور السادات عفواً رئاسياً عن رموز التنظيم ليضرب بهم زخم الحالة الناصرية المناوئة له.
وفى هذه الفترة وما تلاها اتبع «الإخوان» طريقة برجماتية بحتة فأعلنت رفضها للعنف ظاهرياً.. وروج مرشدها عمر التلمسانى لرفض العمل العنيف، فى حين بقيت تحرض عليه وتؤكد على فكرة العنف المُؤجل إلى حين توافر الظروف المناسبة.. وفى هذا الشأن كان العمل السرى مخفياً، ومغلقاً بقيادة المرشد السرى حلمى عبد المجيد الذى رسم إطار الفكر والتنظيم، بحيث يضمن النقاء الأيديولوجى القائم على فكرة المفاصلة مع المجتمع المُستقاة من تنظيرات سيد قطب.
الذروة فى 2013
ومن 2013 وبعد عزل الرئيس محمد مرسى كان للنظام الخاص أدوار مُكثفة بلغت الذروة، هى «حالة جهادية» اعتنقها التنظيم بعد عزل مرسى لتسجل حالة تفاعل مؤثرة فى الواقع السياسى والاجتماعى.. ويشير الكتاب إلى أن الحركات المُسلحة تستمد قوتها من عدم فهمنا لها وعدم إدراكنا للظروف والسياقات، والتحولات التى مرت بها. ومن هنا تأتى أهمية الكتاب وأهمية التعريف بتنظيم «الإخوان» استناداً إلى شهادات حية، ووثائق وتفاصيل وأيضاً التلميح للمسارات المستقبلية.
عنف مُؤجل
يعود الكتاب ليشرح تطور العلاقة بين حسن البنا والجهاز السرى.. وأشار إلى البداية التى انطلقت فى بيت استأجره البنا فى الإسماعيلية ليعيش هناك إلى جوار عمله بمدرسة ابتدائية. وكيف كان سعيداً عندما زاره ستة أشخاص مُعجبين ومؤمنين بأفكاره ولم يضيعوا الوقت وقرروا البيعة، والقسم، وأعلنوا ميلاد «الإخوان» المسلمين، وتسجيلها كجمعية خيرية تتبع وزارة الشئون الاجتماعية، لكن فى ضمير المؤسسين كان لابد من أهداف أخرى تفوق ما سُجلت الجمعية من أجله وهى نواة المجاهدة، أو الجهاد لإعادة الخلافة الإسلامية.
فى فبراير 1939 قال المؤسس «هل فى عزم «الإخوان المسلمين» استخدام القوة فى تحقيق أغراضهم والوصول إلى غاياتهم.. إن «الإخوان» سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدى غيرها وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة».. وقبل هذا القول كان البنا قد أعلن فى المؤتمر الخامس للحركة استمر 10 ساعات عن انتهاء حقبة، وبدء حقبة جديدة هى حقبة النظام الخاص كإطار موضوعى، وعملى وحدٍ تاريخى فاصل نحو العنف المُؤجل حسب الظروف.. والانتقال من الدعوة العامة إلى الدعوة الخاصة، ومن دعوة الكلام إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال، ومن مخاطبة العامة إلى مخاطبة القادة، والزعماء والوزراء.. وفى هذا المؤتمر الخامس كانت مخاطبة المجتمع مباشرة وصريحة وعلنية بأن «الإخوان» سيطلبون ولا مجال للمراوغة فى مطالبهم وإلا سنكون حرباً على من يعترض.
الشيوعية والفاشية
«البنا» كان مُعجباً للغاية ببنية وفكرة التنظيمات الشيوعية، والفاشية، ومستعداً للأخذ منها ما يخص العمل السرى والعسكرى على أن تختلف الطريقة فى إضفاء خصوصية الجانب الروحى.
كان هناك خمسة أسماء اختارهم البنا لتأسيس العمل المُسلح عام 1940. وهم: «صالح عشماوى وحسين كمال الدين وحامد شريت ومحمود عبد الحليم وعبد العزيز أحمد»، وأكد على أهمية السرية المُطلقة بحيث لا يعرف أحد شيئاً حتى من أعضاء التنظيم، وأصبح الاسم المُعتمد هو «الجهاز السري» على أن يكون تابعاً مباشرة للمرشد العام.. وطلب البنا كتابة دستوره المعروف ب «قانون تكوين الجيش الإخواني».
التشويق فى التجنيد
ولم يخلُ السرد من نصوص حية مُشوقة خاصة فى وصفه لتجنيد الأعضاء.. وكان مشهد البيعة التى جمعت محمود الصباغ ومصطفى مشهور وعبد الرحمن السندى فى غرفة مظلمة وحديث المبايعة «عديم الرؤية» حيث لا يظهر المتحدث المُغطى بالكامل من رأسه لقدميه وقد أخرج يديه من تحت الغطاء ووضعهما على المنضدة مع صمت الجميع وكأنه مشهد فى فيلم أكشن يعود بعدها الصوت قائلاً: إننا نأخذ البيعة على الجهاد حتى ننتصر، أو نهلك مع الالتزام بالسرية والكتمان اللذين هما شعار النظام الخاص.. وما أن انتهى المتحدث من كلامه حتى أخرج من جيبيه مصحفاً ومسدساً ووضعهما على المنضدة وطلب من الصباغ أن يتحسسهما.. وبدون تردد وضع الصباغ يده اليمنى على المصحف والمسدس وردد خلف وكيل المرشد البيعة.. وخلال سنواتٍ قليلة تدرج الصباغ حتى أصبح عضواً بمجلس قيادة التنظيم ليشرف على تدريبه وتسليحه.
«حسم» وذروة العنف
شهدت السنوات العشر الأخيرة ذروة العنف والميلاد الحقيقى العملياتى ل «حسم» لأن الأوضاع العامة وعملية التحول أخذت سقفاً يحدد مصير الجماعة برمته وسط استقطاب عالٍ استخدمت فيه كل ما يُتاح من أدوات صراع. لأن ثورة 2011 بدلت جلدها وتغيرت مفردات بداياتها بما عانته من عدم وجود قيادة تضع أجندة مُرتبة.. وتستطيع أن تحاور الدولة والمجتمع، فكانت المحصلة ركوب التنظيم للموكب كله وما صاحب ذلك أيضاً من تحولاتٍ سياسية عميقة فى توجهاته وطموحاته التى نزعت إلى السيطرة الكاملة بعد تردد قصير، واختلافاتٍ فى وجهات النظر ما لبث أن تم حسمها بسرعة على أساس أنها فرصة ذهبية نادرة ربما لن تتكرر للجلوس على العرش..
ويحدد الكتاب البداية من 14 أغسطس 2014 الموافق للذكرى الأولى لفض اعتصامى رابعة والنهضة، حيث أعلنت حركة المقاومة الشعبية عن نفسها للمرة الأولى ببيان تأسيسى تم نشره على منصة «فيس بوك» تحمل اسم كتائب المقاومة الشعبية وتكوين مجموعات ردع عسكرية فى محافظة القاهرة تحت اسم «مجموعة محمد حلمي_القاهرة»..
وتبنت المقاومة الشعبية الأسلوب العنقودى فى بناء خلاياها المُسلحة وانتهجت أسلوب العمل اللامركزى.. وبدأ النشاط الفعلى الفعال فى يناير 2015 بالتزامن مع الإعلان عن حركة العقاب الثورى وإطلاق موجة عنف جديدة.
عنف ميدانى
العنف الميدانى بدأ بأعمال بسيطة غير مُعقدة باستخدام عبوات ناسفة.. وكان أهمها: اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات.. وتبع ذلك هجوم على سيارة شرطة مع ترويج إعلامى كنوع من إظهار نفسها كورقة ضغط.
وفى 25 يناير 2015 أعلنت حركة «العقاب الثوري» عن نفسها عبر مقطع فيديو فى منصات التواصل الاجتماعى «تويتر»، وظهر فى الفيديو مُسلحان يحملان أسلحة نارية وهما ملثمان ويرتديان قفازات سوداء اللون، وتحدث أحدهما عن تدشين جديد للعمل الثورى الجاد والحقيقى متجاوزة ادعاء سلمية الثورة إلى لغة القوة أمام السلطة.. وتم تكرار هذه التشكيلات فى15 محافظة مع تأسيس فرقة الفدائيين والمكونة من ألف عنصر بهدف إسقاط نظام الحكم فى مصر. وتلقائياً تطور استخدام الأسلحة من خفيفة وعبوات ناسفة إلى قنابل.. وتركز العنف على الفيوم بالتحديد التى منها تم ميلاد حركة سواعد مصر «حسم» والتى زعمت أنها قتلت 157 فرداً من قوات الأمن..
الخلاف الحقيقى
ويشير الكتاب إلى أنه مع نهاية 2015 تراجع نشاط التنظيمات المُسلحة نتيجة للجهود الأمنية المتواصلة لتفكيك الحركات الإرهابية، إضافة إلى تصاعد الشقاق والانقسام داخل جماعة الإخوان خاصة بين جبهة محمود عزت وجبهة محمد كمال. وعندما نفذت «العقاب الثوري» فى يناير 2016 تفجير شقة بحى الهرم مليئة بالعبوات الناسفة كان ذلك مؤشراً لنوع من التداخل بين حركة العقاب الثورى وتنظيم داعش فى مصر، لأن «داعش» أعلنت تبنيها للتفجير عبر بيان من ذراعها الإعلامية.. ولم تتخذ حركة العقاب الثورى موقفاً من داعش أو تنظيم ولاية سيناء الفرع المحلى لداعش رغم الخلافات العقائدية بينهما.. ومع نجاحات الأمن المصرى.. يشير الكتاب إلى فشل عملياتى استراتيجى أصاب الحركات المُسلحة..
الأمر الذى استدعى مراجعة هياكلها وأسلوبها وتنوعها وامتدادها للخارج.. والأخطر أنه تم تعميم مناهج تربوية خاصة على الأسر الإخوانية تؤكد على العمل المُسلح والإعداد البدنى له ببرامج أسبوعية كما ركزت على فكرة الجهاد الفردى، أو الذئاب المتفردة بنموذج سليمان الحلبى..
توسعت التنظيمات المُسلحة جغرافياً فى مجال التدريب وتنويع الخبرات، فأقامت معسكرات فى الصحراء داخل وخارج مصر مع الاستعانة أكثر بعناصر خارجية... وفى أبريل 2016 أبلغت القيادة عناصر العمل المُسلح رسمياً بتغيير اسم حركة العقاب الثورى إلى حركة «سواعد مصر» «حسم» وتشكيل هيكل تنظيمى جديد.
وكان أول عمل كبير لها اغتيال الرائد محمود عبد الحميد وهو فى طريقه مع مساعديه من المنزل إلى عمله بمركز شرطة طامية بمحافظة الفيوم.. وأعلنت حركة حسم مسئوليتها عن العملية وتدشين مرحلة جديدة من العمل المُسلح..
ويشير الكتاب إلى أن الأحداث أكدت أن الحركة تمتلك تنظيماً عسكرياً كبيراً ومُعقداً من الناحية التنظيمية، وبتكتيكاتٍ أعنف. واستمر الهجوم على أفراد الشرطة عن طريق «حسم» و«لواء الثورة»..
وثبت أن الانقسام داخل تنظيم الإخوان لم يؤثر على العمل المُسلح بل هو يتطور ويتنوع.. إلا أن أجهزة الأمن استوعبت هذا التطور وحاصرته وحرمته من أية تأثيرات استراتيجية سياسية أو عسكرية..
ومن هنا بدأت مراجعة العمل المُسلح داخل الجماعة، ولأول مرة يظهر الخلاف الحقيقى بين جبهة ترى الاستمرار فى فكرة العنف المُؤجل وجبهة ترى ضرورة اتباع العنف العاجل. وهو الخلاف الذى تعمق ليمتد إلى ما بين استراتيجية الحرس القديم والفكر المتجدد.. إلى أن وصل الأمر إلى قناعة وهى أن العنف لن يُركِع الدولة المصرية على ركبتيها ولا يمكن لتنظيم أو جماعة أن يكون بديلاً للدولة ولا أعضاؤه بديلاً عن الشعب..
جهادية جديدة
كان للتنظيم حالة جهادية خاصة تجمع كل عناصر التأثير جماهيرياً، وإعلامياً، وتنظيمياً، وعسكرياً، بل حتى وضعت نشيداً يدعم الرغبة فى الانتقام.. وإضافة إلى ذلك تعميق الشحن العاطفى باستدعاء الرمزية التاريخية لقضية فلسطين.. وكان تركيز الخطاب على الشباب والمراهقين وهم من أسموهم حسب الكتاب جيل المحنة الإخوانى.. ولذلك لم يبخل التنظيم بإدخال الموسيقى والأغانى بصورتها الشعبوية مثل المهرجانات وأيضاً أغانى الحراك العسكرى وأناشيد كتائب القسام.. وبناء على ذلك لم يعد العمل العسكرى مجرد تنفيذ لخطط عامة من القيادة العليا، بل أصبح أيضاً ظاهرة فردية بدوافع شخصية وهى مرحلة تطور اتسعت به دائرة العنف.
المستقبل المُسلح
ويختتم الكتاب السرد المتميز بالمسارات المستقبلية للحركات المُسلحة، ويبرز هنا تباين بين من ساروا على نهج المؤسس الذين يقدمون أنفسهم كوريث شرعى للفكر «الإخواني» الأصيل الذى يلقى قبولاً واسعاً فى أوساط أعضاء الحركة النظاميين.. وبين الجانب الحركى الذى تأثر بتجربة حركة حماس الفلسطينية التى كما يقول الكتاب تجربة مُلهمة للحركات الإخوانية المُسلحة كونها نجحت فى التكيف والاستمرار والوصول لمرحلة الفاعلية القصوى رغم التحديات، والمخاطر الوجودية التى واجهتها.. ثم يعود الكتاب لمرحلة الكمون الاستراتيجى التى دخلته حركتا «حسم» و«لواء الثورة» عقب تفكيك الأمن لشبكات وخلايا عديدة تابعة لهما حتى عام 2019.. وإن ظلتا حاضرتين عبر الفضاء الافتراضى بالتحريض والحشد.
4 مسارات
وينتهى الكتاب إلى تحديد 4 مسارات مستقبلية.. المسار الأول هو التكيف، وإنجاح عملية الهيكلة الجديدة واستقطاب عناصر جديدة.. والمسار الثانى الانضمام لتنظيم القاعدة المتماثل فى الفكر الحركى مع الحركات «المسلحة الإخوانية» فضلاً عن إعجاب شباب الإخوان بفكر القاعدة ومُنظريها الاستراتيجيين مثل: أبو مصعب السورى وعبد الله عزام الفلسطينى.. وهذا قد يتعارض نظرياً مع رأى القيادات التاريخية المتحفظة نسبياً على القاعدة.. علاوة على حالة الفشل العملياتى التى تعيشها أفرع تنظيم القاعدة فى ليبيا القريبة من مصر وأيضاً سوريا واليمن، وما تلقته من ضربات أمنية مصرية وعربية ومن بينها: القبض على هشام عشماوى فى مدينة درنا الليبية فى أكتوبر 2018 وإعدامه بعد عامين.
والمسار الثالث هو الانشقاق والانضمام لبقايا تنظيم داعش.. ويذكر الكتاب: يتسم الخطاب الإعلامى لتنظيم داعش وفرعه المحلى ولاية سيناء بتبنى موقف عدائى مع جماعة الإخوان وإسباغ وصف المرتدين عليها.. ورغم ذلك يبقى لداعش بريق فى أعين عدد من الشباب الإخوانى، وإن كان أقل من تنظيم القاعدة بسبب تشدده فى خطابه.. والمسار الرابع هو الكمون والانتظار فى حالة استمرار فشل حركات الإخوان المُسلحة، وانتظار فرصة مناسبة للعودة والعمل من جديد وهو يتلامس مع فكرة العنف المُؤجل.. وهو تقريباً ما نلمحه حالياً من استمرار حالة الكمون.
ويخلص الكتاب فى نهايته إلى أن تلك الحركات المُسلحة لن تشكل تهديداً وجودياً للدولة المصرية فى الوقت الراهن أو على المدى القريب، لكنها ستبقى تمثل تهديداً أمنياً بعيد المدى قد يماثل أو يفوق التهديد الذى شكله تنظيم داعش «ولاية سيناء» وستبقى متمسكة بأيديولوجيا العنف الذى لن ينتهى ما لم تتفكك الأفكار التى أسست له.
المؤلف:
احمد سلطان باحث فى الشئون الإقليمية والدولية يركز على قضايا الأمن والدفاع والاستخبارات ومكافحة الإرهاب.
الكتاب:
«عودة التنظيم الخاص. القصة الكاملة لحسم وأخواتها».
المؤلف:
احمد سلطان
الناشر:
العربى للنشر والتوزيع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.