منتخب المغرب للشباب فاز بكأس العالم التي خرج منها منتخب «نبيه» بعد هزيمتين وفوز وحيد، أصبح منتخب المغرب أول منتخب عربي يرفع الكأس العالمية. لم يكن الفوز صدفة، بل نتيجة تخطيط طويل واستثمار حقيقى في الفئات السنية والأكاديميات والمواهب، وأيضا لم يكن خروج منتخب نبيه صدفة، بل نتيجة عدم تخطيط وسبوبات في الأكاديميات وإكراميات فى تعيين مديري المنتخبات التى تتم حسب اللون وليس للكفاءة، وأيضا نتيجة اختيار أبناء المدربين فى المنتخبات لأن القاعدة تقول ابن المدرب لازم يكون لاعب شاطر! أزمة الرياضة فى مصر ليست فى الموهبة، بل فى الإدارة وغياب التخطيط والبنية الداعمة التي تضع الشخص المناسب فى المكان المناسب، هذه الأزمة ليست فى كرة القدم فقط وإنما فى كل الألعاب المصرية بداية من مدارس الناشئين، التى لا يتم البحث فيها عن المواهب الحقيقية وإنما يتم الاختيار بناءً على قدرة ولى الأمر على تحمل نفقات «البرايفت» والهدايا والمجاملات للمدرب، وهذه الظاهرة فى كل نوادى مصر بلا أى استثناء ومن تحت «الترابيزة». وفي الوقت الذى كان منتخب المغرب يرفع فيه كأس العالم في شيلي شهدت بعثة منتخب تنس الطاولة أزمة حين اشتبك اللاعب عمر عصر مع زميله محمود أشرف «نجل» رئيس الاتحاد خلال المباراة النهائية فى بطولة أفريقيا، وسط تصريحات صادمة من عمر عصر الذى أكد أن منتخب مصر لتنس الطاولة يشارك دون طبيب أو مدرب لياقة، فى مشهد يعكس ضعف التنظيم والإعداد داخل المنتخبات المصرية. ما بين تتويج المغرب العالمي وفوضى الإدارة المصرية، يتأكد أن الفارق ليس في اللاعبين بل فى إدارة الرياضة المصرية.. المغرب خطط فحصد، ومصر ما زالت تكرر أخطاءها. المطلوب اليوم إصلاح شامل للمنظومة الرياضية المصرية، يبدأ من القاعدة لا من القمة، وتغيير ثقافة الإدارة من المجاملة إلى الاحتراف، فالأبطال لا يُصنعون بالصدف، بل بالإدارة والرؤية والإصرار.