بعد ساعتين من قرار إسرائيل بإغلاق كل المعابر ومنع دخول المساعدات إلى غزة، تراجع نتنياهو عن القرار، وابتلع بن غفير وسيموتريتش وغيرهما من أصوات التطرف الإسرائيلى، تصريحاتهم عن العودة للحرب واستدامة الاحتلال. وفى نفس الوقت كان الرئيس الأمريكى يؤكد أن وقف إطلاق النار مازال سارياً، ويؤكد أن «حماس» ملتزمة بالاتفاق وأنها ليست متورطة فى أى انتهاكات لوقف إطلاق النار، قد تكون جاءت من جماعات متمردة داخل حماس!! فشلت محاولة نتنياهو هذه المرة لقطع الطريق على تنفيذ التزامات إسرائيل بموجب الاتفاق الأخير. كانت هناك جهود كبيرة من الوسطاء، وكان هناك حرص أمريكى حتى الآن على المُضىّ فى تنفيذ الخطة التى تحمل اسم ترامب، وكان هناك أيضاً وعى العالم بأن على كل الأطراف أن تدرك أنه لا مجال لعودة حرب الإبادة بأى حالٍ من الأحوال، لأن ذلك سوف يكون كارثة تتعدى آثارها المنطقة لتهدد سلام العالم بأكمله!! فشلت محاولة نتنياهو، لكنها تكشف للجميع أن هذا الوضع الهش لا يمكن أن يستمر، وأن المُضىّ للأمام يستلزم الدخول سريعاً فى المرحلة التالية، وعدم ترك النصوص الغامضة فى الاتفاق ليستفيد منها من يريد الهروب من استحقاقات السلام(!!) وضوح الطريق سوف يختصر المسافات ويحافظ على الحشد الدولى الذى يُجبر الجميع على الوفاء بالتزاماتهم، ويُوقف محاولات التعطيل ومؤامرات الإفشال. وضوح الطريق يعنى قبل كل شىء الإقرار بأن هناك احتلالاً إسرائيلياً لابد أن ينتهى، وأن الانسحاب الإسرائيلى الكامل من غزة هو بداية الحل، وأن هذا الحل لابد أن ينبنى على قاعدة أساسية هى أن غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وأن كل الخطوات ينبغى أن تكون على طريق حل الدولتين، وليس انتقاصاً منه أو تآمراً جديداً عليه!! فشلت محاولة نتنياهو الأخيرة، لكنها تؤكد أيضاً الحاجة إلى وضع الاتفاق النهائى لخطة إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية تحت مظلة الشرعية الدولية، وتحصينه بقرار دولى مُلزم من مجلس الأمن يُغلق الطريق أمام كل محاولات العربدة الإسرائيلية، ويضعها تحت طائلة القانون الدولى، ولا يترك القرار بشأنها فى يد أى طرف، بل فى يد عالمٍ بأكمله يُدين الإبادة الجماعية، ويرفض الاحتلال العنصرى، وينتصر للحق الفلسطينى.. ولو متأخراً!!