لم تشأ سنة 2025 أن تودعنا دون أن تمنحنا لحظات من الفرح الحقيقى أحداث تعيد إلينا اليقين أننا شعب رائع، وأمة عريقة، ودولة تستحق أن ينظر إليها دائما بعين التقدير والاعتبار. شهد شهر أكتوبر، شهر النصر والعزة، عدة أخبار مفرحة، فوز الدكتور خالد العنانى بمنصب رفيع المستوى طالما سعينا للحصول عليه أصبح بكل فخر المدير العام لمنظمة اليونسكو بعدها توالت الأخبار المبهجة، تأهل المنتخب الوطنى للمشاركة فى مباريات كأس العالم عام 2026، صدور التقارير الاقتصادية العالمية متضمنة تقييما أعلى لمصر من حيث تقدم وتحسن وضعها الاقتصادى يعنى بشاير الخير اجتمعت، وجعلتنا نعيش كمصريين مشاعر رائعة افتقدناها منذ فترة طويلة. إرهاصات لخير قادم، إحساس بقيمتنا كدولة لها أهميتها وثقلها فى محيطها وعلى مستوى العالم. ثم يأتى الحدث الكبير الذى كانت مصر صانعته وراعيته، مؤتمر السلام بشرم الشيخ نجاح الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إقناع رئيس الولاياتالأمريكية دونالد ترامب بالحضور شخصيا لتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار فى غزة بصراحة «ضربة معلم» لبى الرئيس ترامب دعوة الرئيس السيسى، وعندها تسابق قادة ورؤساء دول العالم على إبداء الرغبة فى حضور هذا الحدث العالمى الكبير. استضافت مصر مؤتمر السلام فى شرم الشيخ، بذلت مجهودا هائلا فى الإعداد لكل تفاصيله المعلنة وغير المعلنة، ظهرت أمام العالم كله كدولة ذات ثقل، تُحرك الأحداث، ولا تنتظرها تأكد الجميع أن مصر هى رمانة الميزان فى المنطقة العربية، وأن دورها فى أى تسوية أو نزاع أساسى ولا يمكن تجاهله أو التقليل منه بأى حال من الأحوال. لقد نجح الرئيس عبد الفتاح السيسى فى استعادة هذا الدور بحكمة، واستراتيجية مدروسة وسطعت صورة مصر أمام العالم كله بوضوح باعتبارها أرضا للسلام، وقوة سياسية أساسية فى معادلة حل الصراعات الإقليمية المستعصية على الحل. لقد بذلت مصر على مدى تاريخها -ولا تزال- تضحيات وجهودا مخلصة انتصارا للقضية الفلسطينية، ودفاعا عن حق الشعب الفلسطينى فى وطن قومى من خلال حل الدولتين وما حدث فى شرم الشيخ الأسبوع الماضى أضاء شعاع الأمل فى آخر النفق المظلم. دعونا نأمل فى الوصول إلى حل عادل شامل لتلك القضية الموجعة، الصعبة لا شك أن الطريق لا يزال طويلا لتحقيق ذلك، لكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وقد بدأت الخطوة الأولى فى شرم الشيخ بوقف إطلاق النار فى غزة بعد توقيع الاتفاقية وبنودها الواحدة والعشرين، المهم أن نرى خطة واضحة، لها جدول زمنى محدد حتى لو تطلب تنفيذها سنوات من العمل الجاد، لا بد من التحرك السريع للبدء فى المرحلة الثانية، ثم الثالثة، والرابعة.