فى مصر عندنا نُسخة جديدة من الجواز مش اللى ربنا قال عليها دى النسخة العرفية الشعبية المعدلة، إصدار القرى والمحافظات المصرية ومُحدثة كل سنة. النُسخة دى بتبدأ مش بخطوبة، لا دى بتبدأ بقائمة مشتريات، وأبو العروسة بيفتح الكشكول يقول غسالتين حاضر تلاجتين حاضر شاشتين حاضر يا مولانا، وخزين لأم العريس كمان ليه لأ دى حماتنا ولازم نفرحها. وطبعا ما ننساش صينية العشا اللى لازم تتعمل للعروسة، ونُسخة طبق الأصل منها لحماتها عشان مفيش زعل، والجديد بقى عشان الموضة تبقى كاملة، إن العروسة تجهز للعريس هدومه كمان، هدوم بيت وهدوم خروج وهدوم للمناسبات، وكأننا بنجوز طفل أولى ابتدائى مش راجل بيتجوز. والناس بتقول بكل ثقة إحنا بنجوز على سنة الله ورسوله، طب اسمحولى أقولكم لا يا جماعة إنتوا بتتجوزوا على سنة العيلة والعُرف وأم العريس وخالتها، لكن سُنة الله ورسوله دى بريئة من اللى بيحصل ده براءة الذئب من دم يوسف. الشرع بيقول إن الراجل هو اللى بيجهز بيته، والست مش مطالبة لا تشترى تلاجة ولا تدفع من مرتبها ولا تمول حياته، لكن إحنا عدلنا الشرع عشان يناسب ظروف المجتمع، يعنى بدل الرجال قوامون على النساء، بقت النساء قوامات على البيت، والعريس كمالة عدد. والمصيبة إننا بقينا بنتعير وسط الدول العربية الشقيقة، بيقولوا الست المصرية هى اللى بتجهز بيتها وبتصرف مرتبها كله عليه، وأحيانًا كمان بتعول جوزها وولادها وأسرتها بالكامل، يعنى الست المصرية بقت بتشتغل برا البيت وجوه البيت وتدفع وتتحمل ووقت الجد محدش شايف تعبها. وفى الآخر، لما المأذون ييجى يقول الجملة الشهيرة زوجتك نفسى على سُنة الله ورسوله، أبص حواليا وأقول لا يا مولانا دول متجوزين على سُنة أم العريس ودفتر النوتة، مش على سُنة الله ولا رسوله. الجواز فى مصر بقى اختبار تحمل مش مشروع حياة، مش مهم الحب ولا الاحترام، المهم التلاجة تبقى نوفروست والغسالة أوتوماتيك، وعقبال ما نرجع للجواز اللى ربنا قال عليه مش اللى العُرف اخترعه. أما قبل، فاللى عايز يتجوز على سُنة الله ورسوله، يبدأ من نفسه الأول يعرف يعنى إيه عدل ويعنى إيه كرامة ويعنى إيه مودة ورحمة، ساعتها بس ممكن نصدق إن الجواز فى مصر لسه بخير.