انتهى معرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية فى دورته السابعة قبل أيام قلائل، لكن أثره لم ينته بهذه السرعة بعد أن جنى جميع المشاركين ثمرات يانعة لمشاركتهم الفعالة، وحصادًا وافرًا من العلاقات قبل المبيعات، ونجاحًا سيستمر معهم لأعوام مقبلة عديدة، وستبقى مشاهد المعرض عالقة فى الأذهان وتحديدًا المميزون ممن يشاركون لأول مرة، الذين سنلقى على بعض منهم شيئًا من «الضوء المستحق» فى هذا التقرير. اقرأ أيضًا| الشرقية تشارك ب 3 حرف يدوية في معرض «أيادي مصر» من بين الأجنحة التى خطفت الأنظار، جناح محمد أبو المجد من الكرنك بالأقصر ويعرض لوحات فنية خشبية مستوحاة من الفن الأقصرى وحياة الصعيد، وأعمال يدوية وأدوات مطبخ من الخشب الطبيعى «بفضل الله جميع أعمالنا لاقت إقبالًا مميزًا جدًا ونلنا تشجيع الجميع، الأعمال تركز على حياة أهل الصعيد وعاداتهم فى العمل والأفراح والمناسبات الدينية وغيرها، لذلك كانت متميزة جدًا ولفتت انتباه الأجانب بشكل خاص من زوار المعرض، سننتظر بفارغ الصبر موعد المعرض المقبل، نظرًا لأن مبيعات فترة المعرض تضاهى مبيعاتنا على مدار السنة تقريبا». وأوضح أبو المجد «للأخبار» أنه من عشاق نحت الخشب وتلقى دورات تدريبية فى «مكتبة مصر العامة بالأقصر» وهو ما ساعده على تنمية موهبته وصقلها، مشيرا إلى أنه يعمل كمحترف منذ حوالى 7 سنين لكنه يشارك لأول مرة فى المعرض، وحول نوع الأخشاب المستخدمة فى أعماله يقول «كلها من محيط الأقصر مثل أشجار الدوم وخشب الموسكي». وفى زاوية أخرى من المعرض التقينا «عمر صالح» الذى يعرض إكسسوارات وحلى نحاسية مستوحاة من التراث، ويشارك للمرة الأولى كعارض، لكنه كان يواظب على حضور المعرض كزائر، ويقول إنه لم يتخيل تحقيق هذا النجاح الكبير والانتشار السريع بين الجمهور، رغم أنه بدأ مشروعه منذ عامين فقط، مشيرًا إلى أنه يسعى لدمج التقنيات التقليدية فى تشكيل النحاس مع لمسة عصرية، مع الإبقاء على التراث والهوية المصرية فى تصاميمه. وتابع قائلًا «أردت أن أظهر أن تراثنا يمكن أن يلبس بأناقة فى الحياة اليومية، وليس مجرد قطعة تعرض فى متحف، لأن النحاس مادة أصيلة، لكننا نجدد طريقة تقديمه لتناسب ذوق الجيل الجديد»، مشيدًا بتنظم المعرض هذا العام، وطريقة الدعاية المختلفة، والتصميم الجديد الذى جذب عددًا كبيرًا من المهتمين بالمنتجات اليدوية والتراثية إلى المعرض. أما المهندسة «نوشا يحيى» فتشارك بلوحات فنية جميلة مرسومة بمهارة كبيرة على أقمشة قطنية متنوعة الاستخدامات تستخدم كغطاء رأس «اشاربات أو حجاب حريمى»، أو شيلان نسائى، وتقول للأخبار إنها تقود مجموعة من الفتيات تحت إشراف «المجلس القومى للمرأة» بعد أن يحصلن على دورات متخصصة فى الرسم على القماش هى تقوم بتدريسها، ثم تختار بعناية المتميزات منهن ليكملن العمل الاحترافى، مشيرة إلى أن فترة التدريب تبدأ بأسبوع واحد لكنها تستغرق أحيانًا سنوات لتحصل على الثقة الكاملة، وتقدم المتدربة بعدها منتجًا «احترافيًا» يصلح للبيع بقيمة تناسبه. اقرأ أيضًا| منتجات مصرية تجوب العالم.. معرض حرف يدوية بالقاهرة للحفاظ على التراث وتشترك المهندسة نوشا فى المعرض من خلال براند «ساندا براش فابريكس» وهو يلخص مضمون المنتجات بالإنجليزية «براش» للرسم و»فابريكس» للأقمشة. فى المقابل، تشارك دولت سعد الدين، للمرة الأولى بتحف خشبية متقنة الصنع، تعكس فنون الأرابيسك والنقش على الخشب بأساليب مختلفة، وقد تميزت أعمالها بالدقة فى التفاصيل واستخدام الأخشاب الطبيعية.. وقالت «الخشب يحمل روحًا، وحين ننقش عليه قصص تراثنا، فكأننا نبعث هذه القصص للحياة مجددًا، ويعد معرض تراثنا منحنى الفرصة التى كنت أحلم بها لأضع عملى أمام الجمهور وأستمع لردود أفعالهم»، واعتبرت أن ما حققته من مبيعات خلال فترة المعرض يضاهى شهورًا كبيرة. ويحرص جهاز تنمية المشروعات التابع لرئاسة مجلس الوزراء، على فتح آفاق تسويقية كبيرة لمنتجات أصحاب الحرف فى ملتقى تسويقى كبير مثل معرض تراثنا، ومساعدتهم على الانتشار فى السوق المحلى واجتذاب المزيد من العملاء والزبائن لمثل هذه الحرف التراثية، وتعزيز قدرتها فى النفاذ إلى الأسواق الخارجية خاصة أن المعرض يجذب عددًا كبيرًا وملحوظًا من الجمهور الزائر من البلاد العربية والإقليمية. كما يقدم الجهاز لأصحاب المشروعات الحرفية أو الراغبين فى بدء مشروعاتهم التراثية الخاصة تمويلات متنوعة من خلال فروع الجهاز المنتشرة فى المحافظات، متيحًا تمويلات وخدمات غير مالية وتسويقية لقطاع الحرف اليدوية والتراثية تخطت المليار جنيه منذ 2014 حتى الآن مما ساعد على وصول منتجات هذا القطاع إلى درجة عالية من الجودة والتميز يشهد عليها معرض تراثنا هذا العام.