يوم تاريخى وأمل يستحق أن نتشبث به، حين تتجه عيون العالم كله اليوم الأحد 12 أكتوبر إلى شرم الشيخ الكل يعيش أوقاتًا من الترقب الحذر، التفاؤل والتمنى.. القلق هنا على أرض مصر سيتم توقيع الاتفاق التاريخى «بمعنى الكلمة» بين إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار فى غزة فورًا، والموافقة على خطة الرئيس ترامب لتحقيق السلام الشامل، عبر خطوات ومراحل متتالية، حسب البنود الواحد والعشرين للخطة. الحدث كبير، يفتح طاقة أمل فى النفق المظلم الذى يعيشه سكان غزة الأبرياء، الذين عانوا ولا يزالون كل أنواع الظلم والقهر والوحشية فى حرب الإبادة، التى تشنها إسرائيل هناك بلا رحمة ولا احترام لمبادئ ومواثيق دولية منذ عامين. حضور الرئيس ترامب إلى مصر بدعوة من الرئيس السيسى لتوقيع الاتفاقية خطوة مهمة، تركيز الرئيس الأمريكى على التوصل لحلول واقعية لقضية فلسطين التى تشهدها الأجيال، جيلا تلو الآخر منذ عام 1948 وحتى 2025 فرصة تستحق أن نتشبث بها، ولا نفلتها. مصر دائمًا وأبدا ستكون مركز البعث الجديد للقضية الفلسطينية. مصر التى تصدت بكل قوة لمحاولات تهجير سكان قطاع غزة، رفضت كل الإغراءات، كما وقفت بشجاعة فى وجه كل التهديدات لكى لا يتم هذا، وتفرغ القضية من محتواها وجوهرها. واليوم يتغير موقف العالم تجاه تلك القضية، عشرات الدول الأوروبية تعلن اعترافها بدولة فلسطين، تضامنًا مع حقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه. الرئيس ترامب يعتبرها قضيته الأساسية، تلك القضية التى تجاوز عمرها ال 77 عاما دون حل، أو تسوية تضمن السلام الشامل والعادل بين الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. يريد ترامب أن يصبح هو الرئيس الذى أنهى واحدًا من أصعب وأطول الصراعات فى تاريخ العالم الحديث، يريد أن يفوز بجائزة نوبل العام القادم بعد أن يحقق هذا الإنجاز التاريخى. أعود إلى مصر وقائدها الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يستحق التهنئة والتقدير والاحترام على إدارته لهذا الملف الشائك بمنتهى الاحترافية، والوطنية، والقوة. تقديم المساعدات لشعب غزة الذى أنهكته الحرب دون توقف، الإصرار على وصول المساعدات عبر معبر رفح رغم كل الصعوبات والعراقيل، التى تضعها إسرائيل. علاج الأطفال والمصابين فى المستشفيات المصرية، العمل السياسى المستمر الدؤوب لشرح الحقائق، وإظهارها أمام العالم كله. اليوم تحتفل مصر بهذا الإنجاز التاريخى لقائدها وشعبها. ونجاحها فى إقناع العالم بموقفها تجاه القضية الفلسطينية، وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى قال عنها الرئيس السادات «إنها تملك 99% من أوراق اللعبة». اليوم من حقنا فعلًا أن نفرح، ونفتخر.