استعدادات مكثفة تشهدها مصر لإطلاق وسيلة نقل سياحية ثورية من نوعها، ستغيّر شكل التجول في المدن السياحية الشهيرة.. فالحافلة البرمائية الجديدة، التي ستبدأ تشغيلها التجريبي قبل نهاية عام 2025، ستتيح للسائحين الانتقال بسلاسة من شوارع القاهرة المزدحمة إلى مياه نهر النيل الهادئة في تجربة فريدة تجمع بين البر والنهر في رحلة واحدة. وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الدولة لتحديث البنية التحتية للنقل السياحي وتعزيز مفاهيم السياحة المستدامة والمبتكرة. اقرأ أيضا: «السياحة والآثار» تشارك في معرض TTG Travel Experience 2025 الدولي بإيطاليا نموذج من الحافلات البرمائية التي تستخدم في بعض الدول نقلة نوعية في النقل السياحي المشروع يأتي ثمرة تعاون بين وزارتي النقل والسياحة والآثار وهيئة النقل النهري وعدد من الشركاء من القطاع الخاص. وستبدأ الخدمة في مدن القاهرة والأقصر وأسوان لتمنح الزوار فرصة استكشاف المعالم التاريخية والثقافية من البر ومن النهر دون الحاجة إلى تغيير وسيلة المواصلات. وقال مفيد صلاح، رئيس هيئة النقل النهري، إن الحافلة البرمائية تمثل أكثر من مجرد وسيلة نقل جديدة، بل هي طريقة جديدة لاكتشاف مصر، مشيرًا إلى أنها ستكون تجربة آمنة، ممتعة وصديقة للبيئة. اقرأ أيضا: شريف فتحي يعرض رؤية مصر لتنمية السياحة أمام الاتحاد الألماني في برلين نموذج من الحافلات البرمائية التي تستخدم في بعض الدول من الشارع إلى النهر... في لحظات الميزة الأبرز في الحافلة الجديدة هي قدرتها على الانتقال الفوري من الطريق إلى الماء عبر ممرات انتقال خاصة يجري تنفيذها على ضفاف النيل. كما جُهزت المركبة بأحدث تقنيات الأمان وتخضع حاليًا لاختبارات مكثفة لضمان جاهزيتها قبل الإطلاق الرسمي. ولا تقتصر أهمية المشروع على البعد الترفيهي فحسب، بل يحمل أيضًا رمزية حضارية، إذ يعيد وصل السياحة الحديثة بجذور الحضارة المصرية التي نشأت على ضفاف النيل. اقرأ أيضا: بين سحر التاريخ والمغامرة.. رحلات البالون تكتب فصلاً جديدًا في سياحة مصر نموذج من الحافلات البرمائية التي تستخدم في بعض الدول سياحة مستدامة وتجربة أكثر كفاءة وتُعد الحافلة البرمائية خطوة جديدة نحو دمج النقل الأخضر بالسياحة الثقافية، حيث يؤكد الخبير السياحي عمرو صدقي أن المشروع "تحرك استراتيجي يثري التجربة السياحية ويقلل من البصمة الكربونية"، لافتًا إلى أن الدمج بين الرحلات البرية والنهريّة سيجعل التنقل أكثر سلاسة ويوفر وقت السائحين. اقرأ أيضا: سياحة خضراء وتبادل ثقافي.. مصر والصين تعيدان رسم المشهد السياحي العالمي تطوير النقل النهري ودعم الاقتصاد ويأتي المشروع ضمن خطة أوسع لتطوير منظومة النقل النهري في مصر، التي شهدت استثمارات تتجاوز 4 مليارات جنيه خلال السنوات الأخيرة. وارتفع عدد الوحدات النهرية العاملة من 289 وحدة عام 2014 إلى 400 وحدة عام 2023، وتنقل سنويًا نحو 18 مليون راكب و7 ملايين طن بضائع، مع خطة لزيادتها إلى 520 وحدة بحلول 2030. تقليل الزحام والانبعاثات ويثمل الاعتماد على النقل النهري خيارًا مستدامًا واقتصاديًا يسهم في خفض الزحام وتكاليف الوقود والانبعاثات الكربونية، ما يجعله وسيلة مثالية لمدن سياحية مثل القاهرة والأقصر وأسوان. نموذج من الحافلات البرمائية التي تستخدم في بعض الدول تجربة استثنائية تعيد تعريف السياحة المصرية يمثل المشروع أكثر من مجرد وسيلة نقل مبتكرة، فهو تجربة متكاملة تربط بين التاريخ والطبيعة وتمنح السائحين منظورًا جديدًا لاكتشاف مصر من البر والنهر في آن واحد. ومع اقتراب موعد الإطلاق الرسمي للحافلة البرمائية، يترقب خبراء السياحة والسفر حول العالم هذه الخطوة التي من شأنها أن تضع مصر في مقدمة الدول الرائدة في الربط بين النقل المستدام والسياحة الثقافية.