وسط انشغال القلوب بالشهوات والماديات، وفي زحام الحياة، كثيرٌ من يقعوا في الذنوب، ويبتعدوا عن الطريق المستقيم، لكن عظمة هذا الدين، ورحمة هذا الربّ الكريم، أنه لا يُغلق الباب في وجه من أخطأ، بل يمدّ له يده، ويناديه: "ارجع"، التوبة ليست دليل ضعف، بل هي قمة القوة، وعلامة صدق، وميلاد جديد لقلب كاد أن يموت ، فكيف نغفل عن باب فتحه الله لنا؟ وكيف نؤخر توبة قد تكون نجاة في لحظة لا عودة بعدها؟ من جانبه قال الداعية دكتور عمرو محرم، أنه في زمن كثرت فيه الذنوب وقلّ فيه التفكّر، يبقى باب التوبة مفتوحًا لكل من أخطأ، فالله سبحانه لا يملّ من المغفرة، بل يدعو عباده ليل نهار إلى الرجوع، مهما عظمت ذنوبهم أو كثرت زلاتهم كما قال الله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم". اقرأ أيضا :دينا أبو الخير: تكرار الذنب لا يمنع التوبة.. والله يغفر ما دام العبد تائبًا بصدق كما أضاف الداعية عمرو محرم عن التوبة تعريفها ولماذا نتوب وشروطها: ما هي التوبة؟ التوبة لغةً الرجوع ،وشرعًا: الرجوع من الذنب إلى الطاعة، وهي ندم صادق على المعصية، مع عزم على عدم العودة، وترك للذنب فورًا. لماذا نتوب؟ لأننا نُخطئ، والقلوب تصدأ، والتوبة تجليها ،ولأن الذنوب تحرمنا من البركة في العمر والرزق. ولأن الله يحب التوّابين "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" ،و الموت يأتي فجأة، والتوبة أمان قبل الندم. نماذج من التائبين قاتل المئة نفس، الذي غفر الله له بعدما تاب توبة صادقة. والصحابي مالك بن دينار، الذي كان من الغافلين، فلما ماتت ابنته الصغيرة تاب وغيّر حياته، وأصبح من الصالحين. تائبون في زمننا ممن هداهم الله بعد سنوات من المعاصي، وأصبحوا دعاة وناصحين. اقرأ أيضا :أمينة الفتوى توضح كيفية التوبة من الخوض في أعراض الناس رسالة وعظية فلا تؤجل التوبة لا تقل: "سأتوب غدًا"... فكم من أناس قالوها ولم يُمهَلوا! واعلم أن الله يفرح بتوبتك أكثر مما تفرح أنت بقبولها، ففي الحديث"لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم إذا وجد ضالته بفلاة" . اقرأ أيضا :المفتي: أناشد الجميع بالاستجابة لنداءات الله المتكررة بالتوبة له سبحانه باب التوبة لا يُغلق إلا بموتك، وكل لحظة تمرّ وأنت مصرّ على الذنب، هي خسارة ،وكل لحظة ندم وبكاء وعودة، هي نجاة ،فاختر طريقك الآن، ولا تنظر خلفك، فالله غفور ودود، وأقرب إليك من نفسك ،"وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" شروط التوبة الإقلاع عن الذنب فورًا ، والندم على ما فات ،و العزم على عدم العودة إليه. وإذا تعلّق الذنب بحقّ إنسان، فلا بد من إرجاع الحق أو طلب المسامحة.