واضح أن هناك حرصًا من كل الأطراف على عدم إضاعة الوقت، والبدء فى أسرع وقت فى تنفيذ المرحلة الأولى من المقترح الأمريكى بشأن غزة. المفاوضات التى تبدأ اليوم فى شرم الشيخ للتوافق على التفاصيل التنفيذية لتبادل الأسرى والرهائن وتحديد خطوط الانسحاب الإسرائيلى وضوابط وقف إطلاق النار لن تستمر طويلاً إذا سارت الأمور بصورة طبيعية، ولا شك أن جهدًا كبيرًا بذله الوسطاء فى الأيام الماضية (مع واشنطن أساسًا) لتمهيد الطريق نحو التزام صارم بعدم وضع العراقيل ولتوفير الضمانات باحترام ما تم الاتفاق عليه وعدم تكرار ما شهدناه مرارًا من انقلاب نتنياهو على كل خطوة تسير نحو إنهاء الحرب وتوقف الإبادة.. وهو ما يخشاه الإسرائيليون أنفسهم وبنسبة تصل إلى 82٪ وفق استطلاع رأى جرى أخيرًا(!!) ولعل هذا ما دفع الرئيس الأمريكى إلى إجراء عدة مقابلات مع الجانب الإسرائىلى لكى يقول للإسرائيليين: لقد كان على نتنياهو أن يوافق ليس لديه خيار آخر معى!! الأصعب بالتأكيد سيكون فى المرحلة التالية والتى تتعلق بمستقبل القطاع الذى لا يمكن أن ينفصل عن مستقبل القضية الفلسطينية بأكملها، والذى لا يمكن تقريره إلا بإرادة وطنية فلسطينية يدعمها الوطن العربى بأكمله والأمة الإسلامية وكل شعوب العالم التى تقف بصلابة مع الحق الفلسطينى فى تقرير المصير وتحرير الوطن وبناء الدولة المستقلة الموحدة وعاصمتها القدس. القاهرة ستجمع الفصائل الوطنية الفلسطينية فى لقاء مصيرى وفى ظل ظروف تستوجب أن يجتمع الكل فى جبهة موحدة تقود العمل الفلسطينى فى المرحلة الصعبة وتكون صفًا واحدًا يقود استحقاقات تحرير غزة وإعادة بنائها كجزء عزيز من دولة فلسطين الموحدة والمستقلة. نحن أمام رحلة هى الأصعب لشعب فلسطين، لكنها أيضًا هى الأقرب لإنجاز خطوة تاريخية فى الطريق لهزيمة المشروع الصهيونى. العالم كله مع الحق الفلسطينى والكيان الصهيونى محاصر ومعزول وهو يعرف جيدًا أن معركته الحقيقية لم تكن مع «حماس» بل مع الشعب الفلسطينى بأكمله ومع الحقيقة التى تقول إنه مجرد احتلال عنصرى لابد أن ينتهى، وفاشية صهيونية لابد أن تسقط.. لكن ذلك لن يكون إلا بأن تتحمل كل القوى الفلسطينية المسئولية، وأن يكون الجميع على قدر التضحيات التى قدمها شعب فلسطين العظيم. القاهرة ستجمع كل الفصائل فى لقاء مصيرى. فلنأمل أن يكون الجميع قد استوعب الدرس، وأن القضية هى فلسطين وليست هذا الفصيل أو هذه الجماعة !!