أخشى أن يكون خلو الخطة من تحديد توقيتات تنفيذ بنودها ثغرة تستغلها إسرائيل لعدم تنفيذ التزاماتها الأمر الوحيد الذى له توقيت فى خطة ترامب لوقف الحرب فى غزة هو الذى يتعلق بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين فى القطاع.. فقد حدد ترامب 72 ساعة فقط من وقف إطلاق النار للإفراج عنهم كلهم أحياء أو أمواتًا.. بينما كل الأمور الأخرى التى تتضمنها الخطة لم يحدد لها توقيتًا، حتى الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين فى سجون إسرائيل الذين تحدثت الخطة عن الإفراج عنهم لم تحدد لهم توقيتًا!. لقد تضمنت الخطة انسحابًا تدريجيًا لقوات الاحتلال فى غزة ولم تحدد مواعيد هذا الانسحاب التدريجى وهل يستغرق أسابيع أو أشهر أو سنوات.. ولذلك خرج نتانياهو ليقول إن انسحاب قوات الاحتلال سيكون محدودًا وإن هذه القوات ستبقى فى أراضى القطاع حتى يتم تسليم حماس لسلاحها كله وتدمير الأنفاق والبنية التحتية لتصنيع السلاح فى قطاع غزة. كما تضمنت الخطة تواجد قوات دولية وعربية فى القطاع لضمان الأمن دون تحديد للدول التى ستشارك بقوات لها فى القطاع ومن سيتحمل تكلفتها وهل سوف تتواجد فى وجود القوات الإسرائيلية بالقطاع، والأهم وهو ما يعنينا هنا لم تحدد الخطة موعد تواجد هذه القوات الدولية والعربية فى القطاع وهل يتم فى وجود القوات الإسرائيلية أم بعد أن تتم انسحاپها غير المحدد له توقيت؟. وذات الأمر ينطبق على بدء أعمار قطاع غزة، فلا توقيت له بينما الخطة المصرية التى تبنتها القمة العربية والإسلامية تحدد البدء فيه فور الوقف الدائم لإطلاق النار من خلال برنامج زمنى محدد بدايته عمل للتعافى المبكر.. وربما كان إصرار نتانياهو على بقاء القوات الإسرائيلية فى القطاع سببًا لعدم تحديد موعد لبدء اعمار غزة فى خطة ترامب. كذلك لم يتم تحديد موعد تشكيل الهيئة الدولية التى ستحكم أهالى غزة رغم أن ترامب يرأسها ويحتكر ضم أعضاء ورؤساء لها، مع أنه كما أعد خطته كان يمكنه أن يحدد توقيتًا لهذه الخطوة التى تبدو غريبة وتبدو أنها بمثابة فرض وصاية أمريكية على غزة وأهلها. وهكذا كل ما تضمنته خطة ترامب لم يحدد توقيت تنفيذه باستثناء البند الخاص بالإفراج عن كل المحتجزين الإسرائيليين فى غزة.. وهذا يتيح لإسرائيل التملص من تنفيذ التزاماتها القليلة فى الخطة وتحديدًا الالتزام بالانسحاب من غزة.. فهى يمكنها أن تبقى قواتها فى القطاع لأطول وقت، وهذا قاله نتانياهو فى تصريحاته فى المؤتمر الصحفى المشترك. كما قد يطول انتظار أهل غزة لتنفيذ تعافى مبكّر كمقدمة لإعادة الإعمار لأنه لم يحدد موعدًا لها،.. وقد يحدث ذلك الأمر فى تدفق المساعدات الإغاثية الكاملة التى تتضمن أدوات للإعمار خاصة لمرافق المياه والصرف الصحى والمستشفيات... ولذلك أخشى أن يكون خلو الخطة من تحديد توقيتات تنفيذ بنودها ثغرة تستغلها إسرائيل لعدم تنفيذ التزاماتها.. أما تحديد موعد فقط وعاجل للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين فهو يشى بأن من صاغ تلك الخطة هذا هو كل ما يهمه ويستهدفه، ويعترف بهذا ترامب ونتانياهو!.. أما باقى بنود الخطة فلا اهتمام كافٍ وحقيقى بها من أصحابها لأنها تتعلق بانسحاب قوات الاحتلال من غزة وإعادة إعمارالقطاع، وأيضًا بدء مسار سياسى لإقامة الدولة الفلسطينية، أى تخص حقوق الفلسطينيين التى تحاول إسرائيل سلبهم إياها. والسؤال الآن هل عدم تحديد توقيتات لتنفيذ بنود خطة ترامب كان متعمدًا من قبل من صاغوها؟!.. والإجابة هذا أمر محتمل لأن البند الوحيد الذى كان تنفيذه له توقيت عاجل هو البند الخاص بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين فى غزة، خاصة وأن نتانياهو انبرى يقدم تفسيره الخاص لما تضمنته الخطة من بنود ويضع توقيتاته هو لتنفيذها، بل أنه ألغى بند مسار الدولة الفلسطينية وأيده ترامب فى ذلك!.