هذا النهر هبة من الله تعالى لمصر ومن أراد المساس به فليحذر غضبة المصريين من أجل نيلهم العظيم. ارتبط نهر النيل بالحياة وارتبط المصريون بنهرهم العظيم وقد تكون حكاية عروس النيل التى يُلقيها المصريون عروسا للنيل كل عام حكاية لا تُصدق لكنها تشير إلى حب المصريين للنيل وإجلالهم له ومنحه عروسا كل عام، وفى النوبة يستحم العروس بماء النيل، وقد حضرتُ حفل زفاف لأحد الأصدقاء النوبيين أقيم بمراكب شراعية على سطح النيل، كانت المراكب تبحر فى النيل وسط أغان جميلة عذبة الأصوات وجميلة الإيقاع والجميع يرددون مع المطرب وقد تحوّلوا إلى مطربين بالفطرة، والأجمل أن شباب القرى المجاورة يجامل بعضهم بعضا بإبحار قوارب القرى الأخرى مشاركة للعروسين وأهلهما فى الغناء فوق النيل، كانت المياه قريبة جدا والقارب البسيط يتهادى فوق الماء ويهتز يمينا ويسارا لوقْع أقدام الشباب فى الغناء الجاد وترداد الغناء من القوارب الأخرى والزغاريد «الزغاريت» كما يقول أهل الصعيد والنوبة؛ هذا الثراء الثقافى والتنوع الجميل يجعل مصر من أجمل بقاع التنوع الثقافى وأدهشه؛ والأجمل مشاركة السياح فى حفل الزفاف، ومن يقرأ رواية الشمندورة للكاتب الكبير محمد خليل قاسم يجد هذا التقديس للنيل وقد توارثوا هذا من أجدادهم.. كان نهر النيل قبل بناء السد العالى يفيض على الحقول لكنه الآن وقد ألجمه السد العالى توقف عن الفيضان لكنه لم يتوقف عن العطاء، هذا النهر هبة من الله تعالى لمصر ومن أراد المساس به فليحذر غضبة المصريين من أجل نيلهم العظيم، وإذا غضب المصريون فويل للمغضوب عليهم. افتقاد تناقل الخبرة فى معظم دوائرنا الحكومية لم يتم تعيين موظف واحد منذ أكثر من عشرة أعوام، فى هذه الفترة مات من قد مات من الموظفين وأُحيل بعضهم إلى التقاعد، ومكْمن الخطورة أنه لا يوجد صف ثانٍ لهؤلاء المتقاعدين بل حلّ محلَّهم مؤقّتون يعملون عاما إلا شهرا أو شهريْن ويأتى غيرهم فى عام آخر، فكيف ستنتقل خبرةُ شيوخ المهنة إلى الجيل التالى الذى أوشك على التقاعد أيضا، على الجهاز الإدارى أن يفكر فى حلول سريعة تضمن توارث الخبرة من جيل الكبار الذى أحيل أو على وشك الإحالة للتقاعد إلى جيل تالٍ، لأن شباب العمل المؤقّت يتنقل من عمل لآخر ويعرف أنه عمل مُؤقت وسيتركه عما قريب فلا يأبه كثيرا بشغف المعرفة، والتعمّق فيه؛ فحبذا لو تمّ تعيين موظّفَيْن دائميْن فى كل قسم أو إدارة ليصبحوا مسئولين عن تناقل الخبرة إليهم من كبارهم والتوقيع على «العُهَد» التى لا تجد من يُوَقّع عليها.. حبذا لو فكر المسئولون فى إيجاد حل قبل أن يبدأ المؤقّتون من جديد دون خبرة فقد تنهار بعض المؤسسات عندما يمضى الحُكماء الكبار ويأتى الصغار المؤقّتون دون دراية.. ربما نجد حلا. مدينة الزهور يا محافظ قنا يبدو أن الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا لم يسمع عن مدينة الزهور فى قنا، وهى مدينة أعضاء هيئة التدريس بجامعة جنوب الوادى الذين أنفقوا مدخراتهم فى شراء الأرض وإقامة المبانى مؤملين أن ينعموا بمدينة كاملة المرافق وقريبة من الجامعة لكن هذه الأحلام تبخرت مع نقص شديد فى كل الخدمات، فالمياه تأتى لتُقطع ولا صرف صحى بها ولم يصل إليها الغاز الطبيعى ولا مواصلات عامة تصل إليها إضافة إلى شوارع لم تُسفلت بعد رغم مُضيّ أكثر من ثلاثين عاما تقريبا على إنشائها؛ فهل هذا يُعد مكافأة لأعضاء هيئة التدريس أم عقابا لهم؟ وحتى يذهب السيد المحافظ إليها فإنى سأدلّه عليها إنها مدينة تقع خلف مبنى المقر الرئيس للجامعة وكلياتها. لعله يحل مشكلة عدم توصيل الصرف الصحى للمدينة حماية للبيئة من التلوث وللحفاظ على الصحة العامة ومنع انتشار الأمراض، وربما يأمر برصف شوارعها وإيصال الغاز الطبيعى إليها، واعتبرها يا سيادة المحافظ من القرى الأشد احتياجا لاحترام أساتذة الجامعة وتوفير حياة كريمة لهم فهم أحق بها وأهلها. مواقف مع الحكومة الإلكترونية هل حدث معك موقف أحكيه لك، تقف أمام موظف ما لصرف راتب أو تحويلة فيطلب منك الموظف بطاقتك الشخصية فتعطيه إياها فيتفحصها ويتفحص وجهك وبابتسامة يطلب منك أن تذهب لتصوّرها له فى الكُشْك البرّاني؟، وعندما تقول له صوّرها فى ماكينة التصوير التى تقع خلفك فيعتذر الماكينة عطلانة، وبينما تهمّ أنت اتقاء للمشاكل بالذهاب للكُشك الذى ستعرف أنه ملكه تجد زميلته تتهادى وتصوّر لواحد تعرفه بطاقته على الماكينة القابعة خلف الموظف المذكور، هنا تنسى أنها حكومة إلكترونية.. موقفٌ آخر: حتى يشرع المواطن فى بناء بيته لا بد من استخراج رخصة بناء، ولذا عليه أن يسدد مبلغا فى التأمينات وعندما ذهب المهندس المنوط الإشراف على البناء قال له الموظفون بإدارة تأمينات قنا: لن تسدد أنت بل على صاحب الرخصة أن يأتى شخصيا وهذه تعليمات الإدارة العليا.. هل يستحق الأمر أن يأتى المواطن بنفسه لكى يسدد لهم أموالا لن يستفيد منها لكنها تذهب لخزانة الدولة، وكان أحرى فى ظل حكومة إلكترونية أن يسددها المواطن إلكترونيا دون التعامل مع أى موظف؟ ولماذا التعقيد على الناس؟ هل من إجابة لدى إدارة التأمينات العليا التى توجب حضور الشخص أمام الموظف حتى يوقّع أمامه؟.. موقفٌ آخر: عندما أردتُ استخراج تصريح سفرٍ لابنى لأنه دون ثمانية عشر عاما أصرّ الموظفون أن آتى أنا وابنى إلى القاهرة ومعنا الأوراق والشهادات حتى يستخرجوا التصريح ويضطر الناس أن يسافروا من جميع المحافظات إلى إدارة بالعباسية بالقاهرة حتى يستخرجوا التصريح الذى كان من الممكن أن يستخرج من أية إدارة أحوال شخصية فى مركزه أو فى محافظته دون تحمل السفر والإقامة بالقاهرة.. وأنتم تعرفون تكلفة هذا وذاك إضافة إلى العناء النفسى والبدني؟ موقف ثالث يأتى كشّاف الكهرباء لكى يقرأ العدّاد ثم يمضى ويرسل لك الفاتورة وتذهب للسداد.. هل من طريقة آلية لمعرفة كم الاستهلاك دون المرور على الشقق والبيوت وهذا متوفر فى دول مجاورة؟ موقف رابع عندما تذهب إلى توثيق أية أوراق أو شهادات يقول لك المسئول: عُد مرة أخرى حتى تستوفى التوقيعات والأختام من الإدارة العليا ويعود المواطن فى ظهيرة الحر القاسى لكى يمر على هؤلاء وأولئك للتوقيع والتختيم وقد لا يتم الأمر فى يوم واحد ويضطر للعودة فى اليوم التالى.. لماذا لا تستخرج الأوراق من إدارتها كاملة التوقيعات ومستوفية أختامها؟ ما أطلبه ليس مستحيلا ولكنه مطبق فى معظم بلدان الدنيا التى لا تعلن أنها حكومة إلكترونية.. فما رأى حكومتنا الإلكترونية؟ يسّروا ولا تعسّروا. عتبات سعد القليعى كم مرة وقفت وتأملت عتبة بيتك؟ ولماذا يصر أهل العروسة أن يحملها العريس ليلة الزفاف أمام عتبة الدار، ولماذا نصر على الصغير أن يخطو على العتبة وكأننا نشهد له أنه سيخرج من الجُوّانى إلى البرّانى حيث الشارع والحياة بكل ما فيها من خير وشر؛ صديقى الشاعر سعد القليعى توقف أمام نفسه مشبها إياها بعتبة بيت فقال: كعَتبة بيت ،لا ف يوم شكيت ولا حد منكم انتبه لما بكيت كعتبة بيت يتداس عليّا أو يخطّوني عجزّت لمّا مخاوفى حاوطوني فاتعروا من شكلى وغطّوني لا رُحت حين راحوا المراح ولا جيت كعتبة بيت أنا الغفير اللى فنى عمره بيحرس باب ويبشّر المنتظِر ساعة رجوع من غاب ويدادى حبو الصغار ويسنّد الشّياب وف لمة الأحباب أنا وحدى بّره الباب لا شاهدت لمة أُنْسُهُم ولا ريت كعتبة بيت كعتبة بيت فى النهايات تتجلى البدايات سيكون شيئا رائعا أن نلتقي.