◄ صمود القاهرة أحبط مخطط نتنياهو وترامب لتهجير سكان غزة ◄ المخطط يهدف لتحويل أنقاض غزة لمشروع سياحي لا تزال مصر العقبة الوحيدة التى تقف صامدة أمام المخطط الإسرائيلي الأمريكي لتهجير أهالي غزة إلى سيناء، ذلك الحلم الذي التقت فيه إرادة السفاح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ورغبة تاجر العقارات دونالد ترامب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكلٍ منهما أهدافه وطموحاته التى لن تتحقق إلا على أنقاض غزة وفوق أشلاء عشرات الآلاف من سكانها. كان يسعى للهروب من محاولات إسقاط ائتلاف حكومته، وهو ما كان يهدده بالإحالة إلى المحاكمة بتهم تتعلق بالفساد، وسنحت له الفرصة بعد تنفيذ حركة حماس عملية طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر 2023، التى هاجمت فيها المستوطنات الإسرائيلية فى منطقة غلاف غزة، وقتل وأسر بعض الإسرائيليين، لتبدأ حرب الإبادة ضد سكان قطاع غزة، وفى نفس الوقت ينقذ حكومته من السقوط، وهنا أيضا لمعت عينا تاجر العقارات ترامب، فوجد الفرصة سانحة لاقتناص صفقة عقارية جديدة تحقق له مكاسب مادية كبيرة تزيد رصيده من مليارات الدولارات، حتى لو كان ذلك على حساب تدمير غزة، وقتل عشرات الآلاف من سكانها، وتشريد الأحياء وتهجيرهم إلى مصر والأردن، وقد وصف ترامب غزة بأنها فرصة عقارية رائعة، كما أبدى اهتماما متكررا بتحويل القطاع إلى منطقة استثمارية ذات طابع سياحى فاخر بشرط السيطرة الأمريكية الكاملة على القطاع لتحقيق هذه الرؤية. نظرة ترامب إلى غزة لا تختلف كثيرا عن صفقة استحواذه قبل سنوات عديدة على فندق كومودور الشهير وتجديده وتحويله إلى فندق جراند حياة الفخم، الذى يعد أحد رموز التحول الذى حدث بمنطقة وسط ضاحية مانهاتن ولاية نيويورك، التى تحولت من منطقة تأثرت بالأزمة الاقتصادية الأمريكية إلى أحد أكثر الأماكن ثراءً فى العالم، وخلال صفقة الاستحواذ استطاع ترامب - بمنطق التاجر الشاطر - الحصول على إعفاءات ضريبية ضخمة من ولاية نيويورك كجزء من الصفقة، التى جعلته اسما كبيرا فى عالم العقارات فى الولاية، ليبدأ تكوين امبراطورية اقتصادية تضم استثمارات ضخمة فى العقارات والفنادق والمنتجعات والترفيه. مشروع ترامب - «ريفييرا الشرق الأوسط» - يعتمد فى الأساس على تهجير سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة، وتحويل القطاع إلى منطقة سياحية واستثمارية فاخرة، وهو المشروع الذى أعده البروفيسور جوزيف بيلزمان أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن، الذى تقدر تكلفته بنحو 100 مليار دولار، وقدّمه لفريق ترامب الانتخابى العام الماضى من خلال مركز التميز للدراسات الاقتصادية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويتضمن المشروع 3 محاور رئيسية وهى السياحة والزراعة والتكنولوجيا، بعد إخلاء قطاع غزة بالكامل من السكان تمهيدا لإعادة تشكيله عمرانيا واقتصاديا، كما يتضمن المشروع إعادة تدوير ركام الأبنية المدمرة لاستخدامها في مشاريع بنية تحتية لاحقة، بما فى ذلك الأنفاق والمنشآت العمودية التى كانت تستخدمها فصائل المقاومة الفلسطينية، مع إعادة تخطيط القطاع جغرافيا لتحويل الساحل الغربى المطل على البحر الأبيض المتوسط إلى وجهة سياحية تضم فنادق ومرافق فاخرة، على أن يتضمن الجانب الشرقى أبراجا سكنية تصل إلى 30 طابقا، واستغلال المناطق الوسطى فى القطاع لزراعة المحاصيل الحديثة والبيوت المحمية. وفي لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض فى 4 فبراير الماضى طرح ترامب مقترحا يقضى بنقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، تحت غطاء ما وصفه بالدوافع الإنسانية، وأن خطته تهدف إلى إنقاذ الفلسطينيين من جحيم غزة ونقلهم إلى حياة أكثر رفاهية واستقرارا، بعيدا عن الدمار الواسع الناتج عن الهجمات الإسرائيلية، ليحيى ترامب مقترح زوج ابنته ومستشاره السابق جاريد كوشنر الذى قدمه العام الماضى، الذى اعتبر الصراع الفلسطينى الإسرائيلى مجرد نزاع عقارى، وأن العقارات التى تطل على البحر فى غزة تُعتبر فرصة اقتصادية ضخمة إذا أعيد إعمارها بشكل مناسب. فالرئيس عبدالفتاح السيسي رفض مرارا وتكرارا أى محاولة لتهجير سكان غزة، كما أعدت مصر خطة إعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه، كما تتواصل اللقاءات والمحادثات والمشاورات التى يعقدها الرئيس السيسي مع قادة الدول من أجل شرح الموقف المصرى الداعم والمساند للشعب الفلسطينى، ورفض أى محاولة لتهجيره خارج أرضه، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالى غزة، وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها «القدسالشرقية»، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ووقف الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة. كما كرر الرئيس السيسي كثيرا دعوته لقادة دول العالم للاعتراف الفورى بدولة فلسطين، باعتباره السبيل الوحيد من أجل الحفاظ على حل الدولتين.. وقد وجدت هذه الدعوة استجابة دولية كبيرة بدأت بإعلان بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها رسميا بالدولة الفلسطينية، كما سبق أن أعلن الرئيس الفرنسى فرانسوا ماكرون عن نية فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطسينية عقب استقبال الرئيس السيسى له خلال زيارته لمصر منذ بضعة أشهر.. وهو ما التزم به ماكرون وأعلنه أول أمس الإثنين خلال مؤتمر حل الدولتين بنيويورك وهو ما تم التأكيد عليه خلال الاتصال الهاتفى الذى تلقاه منذ أيام الرئيس السيسى من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وخلال المكالمة جدد الرئيس السيسي ترحيبه بإعلان فرنسا اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل مساهمة إيجابية فى تحقيق السلام العادل والشامل فى الشرق الأوسط، وداعياً الدول التى لم تعترف بعد بفلسطين إلى اتخاذ خطوات مماثلة، دعماً للمسار الدولى نحو إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار.