طارق فهمى ستشجع هذه النزعة العسكرية رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو على ترجمة أقواله لأفعال حقيقية متعلقة بالإقليم والمنطقة العربية من خلال المطالبة بإسرائيل الكبرى تتزايد التهديدات للدول المضيفة لقيادات حركة حماس، حيث أكد الهجوم على قطر قدرة الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ مثل تلك العمليات وانتهاك سيادة بعض الدول ارتباطاً بمحدودية ردود الأفعال على المستوى الدولى أو الإقليمى، مع الوضع فى الاعتبار تحسب إسرائيل من تنفيذ مثل هذه العمليات فى بعض دول المنطقة الكبرى (مصر -تركيا). كما تتزايد حالة عدم الاستقرار الإقليمى كنتيجة لاستمرار إسرائيل فى استخدام قدراتها العسكرية واستعراض القوة، فى ظل مساعيها لإعادة تشكيل المنطقة وفقاً لمنظورها، مع محاولة احتمالات توظيف هذا السياق الجيوسياسى المتوتر لتنفيذ مخططات التهجير القسرى لمواطنى غزة والدفع نحو تزايد سباق التسلح فى المنطقة خاصة بعض دول الخليج (الإمارات، السعودية) والتى قد تزيد من طلبها على أنظمة دفاعية إضافية مثل رادارات بعيدة المدى، مقاتلات الجيل الخامس، وقدرات سيبرانية لرصد أنشطة جوية غير تقليدية وكذلك تزايد الضغوط على ميزانيات دول المنطقة للعمل على سد ثغرات الدفاعات الجوية وتحقيق الردع الجوي، فى ظل الموقف الأمريكى الداعم للأهداف العسكرية والأمنية الإسرائيلية دون أى خطوط حمراء. ومن المحتمل تزايد احتمالات استهداف المصالح الإسرائيلية / الأمريكية بالمنطقة ارتباطاً بتجاوز إسرائيل بدعم أمريكى للخطوط الحمراء فى الخليج، الأمر الذى قد يؤدى إلى توظيف وتحريك بعض العناصر والتنظيمات لاستهداف تلك المصالح، والمرجح أن يؤدى الهجوم الإسرائيلى على قطر إلى تزايد حالة التماسك والتضامن الخليجى البيني، وإعادة تفكير قيادات حماس فى طبيعة انتشار قياداتها وتمركزهم فى قطر بشكل خاص، حيث يُتوقع أن تتجه القيادات إلى ملاذات آمنة بديلة، بعيدة نسبياً عن منطقة الشرق الأوسط، لأن التحركات العسكرية الإسرائيلية فى المنطقة خلال الفترة الأخيرة أظهرت أن إسرائيل لديها يد عسكرية طولى تغطى المنطقة بأسرها. على الجانب الاسرائيلى من المتوقع اتجاه المعارضة الإسرائيلية لدعم حكومة نتنياهو فى قراره، ما يؤكد على هشاشة موقف المعارضة وأنها فى توقيت محدد وعند الاقدام على أى قرار يتعلق بإشكالية الامن فإن إسرائيل تتفق بصورة كاملة وتتوحد خلف قيادة الحكومة ومن ثم فإن التعويل على دور المعارضة فى أى تغيير غير وارد. وستشجع هذه النزعة العسكرية رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو على ترجمة أقواله لأفعال حقيقية متعلقة بالإقليم والمنطقة العربية من خلال المطالبة بإسرائيل الكبرى والتوسع فى الامتدادات الاستراتيجية لإسرائيل وعدم التقوقع فى محيطها الجغرافى الراهن، ومن خلال دعم الرئيس الأمريكى ذاته الذى يرى ان حدود إسرائيل محدودة، حيث يشير الوضع الراهن داخل حركة حماس وبعد توجيه الضربة الإسرائيلية فى قطر الى ان المكتب السياسى لحركة حماس سيواجه مأزقا سياسيا حقيقيا فى التعامل خاصة مع تباين المواقف السياسية لأعضاء المكتب فى الخارج. مع التأكيد ان هناك رؤى ومقاربات مختلفة بين أعضاء المكتب السياسى بشأن ابرام اتفاق ووقف اطلاق النار وفقا لما هو مطروح، فهناك تشدد داخل المكتب يقوده نزار عوض الله وخليل الحية والذى يتسم بالتشدد والتصلب فى المواقف ويرى ان إتمام أى صفقة يجب ان ينطلق من الخروج الإسرائيلى من قطاع غزة مع وقف اطلاق النار والمضى قدما فى مسار صفقة نهائية وقد تغير هذا الموقف لبعض أعضاء المكتب من طرح رؤية مرحلية وتدريجية لإطالة امد تواجد الحركة فى المشهد وبين القبول بالحل وفق منطق الحزمة الواحدة، وهناك تيار آخر يعبر عنه كل من خالد مشعل ومحمد درويش وكلاهما يؤديان للاتجاه الى التهدئة الجزئية والقبول بحلول وسط وإعادة بناء حركة حماس من الداخل والاقاليم مع التجاوب الراهن مع اية دعوات لوقف اطلاق النار مقابل إعادة تموضع القوات الإسرائيلية. ستدفع التطورات الراهنة داخل المكتب السياسى لحركة حماس الى احتمالات دخول أطراف اخرى ومنها ايرانوتركيا وربما أيضا قطر ومصر بدرجة او بأخرى للعب دور جديد تحت غطاءات مختلفة وإن كان أعضاء المكتب السياسى وخاصة خالد مشعل تحديدا سيكون له دور مركزى فى أى دور محتمل لإعادة الأوضاع فى الحركة فى الداخل والخارج على اعتبار ان مشعل سيكون المرشح الرئيسى لتحول الحركة الى مسار آخر فى اطار المتغيرات الجديدة واحتمال تحول الحركة الى حزب سياسى او قوة سياسية فصائلية والقبول بتجميد سلاح حركة حماس وغيرها من الأمور. وستحرص حركة حماس بالداخل والخارج وفى الأقاليم والضفة على توحيد الخطاب السياسى والإعلامى مجددا مع التأكيد على رفض أية مفاوضات جادة على الأقل الى حين انتهاء العمل العسكرى وأن بعض أعضاء المكتب الخارجى سيعملون على التحرك قبل إتمام احتلال القطاع بالكامل واستثمار ما قد يطرح فى الفترة المقبلة للتهدئة والعودة للمفاوضات وعدم إعطاء الفرصة لإتمام ذلك للجانب الإسرائيلي. وأمريكيا من غير المرجح أن تُلحق أحداث الشرق الأوسط ضررًا كبيرًا بفرص ترامب السياسية فى الداخل، حيث تُجرى حملته على الجريمة وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد. ولكن الهجوم الذى شنته إسرائيل فى الدوحة قد يكون مدمراً لصورته الذاتية كرجل قوى يمتلك القوة الصارمة ويخشى منه فى الخارج، ذلك لأن الضربة انتهكت بشكل صارخ سيادة حليف حيوى للولايات المتحدة، يضم أكبر قاعدة أمريكية فى الشرق الأوسط، وكان يتفاوض مع حماس بناءً على طلب البيت الأبيض على خطة توقع ترامب أن تُسفر عن اتفاق قريبًا.