اهتزت جدران قاعة توزيع جوائز الدورة 82 لمهرجان فينيسيا السينمائى بتصفيق مدو لمدة 24 دقيقة عند فوز فيلم « صوت هند رجب» بجائزة الأسد الفضى، ولم يتوقف التصفيق المغموس بالحماس والدموع عندما ظهر علم فلسطين لحظة استلام المخرجة التونسية كوثر بن هنية للجائزة، كلماتها هزت القلوب عندما قالت «لا يمكن للسينما أن تُعيد الطفلة هند إلى الحياة وتمحو الفظائع التى عاشتها، لكنها قادرة على حفظ صوتها لسنين قادمة لأن قصتها هى مأساة شعب يعانى من إبادة جماعية ترتكبها الصهيونية المتطرفة المجرمة التى تتصرف بثقة إفلاتها من العقاب، وسيظل صوت هند يتردد حتى تتحقق المساءلة والعدالة» . لم تهتز جدران مهرجان فينسيا فقط بالتصفيق والدموع لمأساة الطفلة هند ذات الأعوام الخمسة التى صوب عليها الجيش الإسرائيلى 355 رصاصة وهى محاصرة داخل سيارة خالها الذى استشهد و5 من أسرته برصاصات الخسة فى حى الزيتون بغزة، ظلت هند تصرخ عبر الهاتف لإنقاذها حتى أسكتت الصهيونية البغيضة صوت استغاثتها البريئة الممزوجة بالرعب والهلع والفزع فى واحدة من أبشع الجرائم التى حولت غزة لمحرقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، وعثر على هند وعائلتها وقد اخترق الرصاص كل مكان فى أجسادهم الطاهرة! أعتقد ان صرخات هند قبل استشهادها كانت موجهة بالدرجة الأولى لضمير ساكن «بيت الشر الأسود» ، وضمير بعض قادة القارة العجوز الذين اعماهم التعصب للصهيونية البغيضة، وفشلت مظاهرات شعوبهم فى تحريك ضمائرهم المسلوبة منهم وهم يشاهدون المجازر التى استشهد فيها أكثر من 70 ألف فلسطينى بالقتل والتجويع ومخطط التهجير القسرى، غير المدفونين تحت الركام والمصابين، لقد نجح الفيلم الذى سانده من نجوم هوليوود «براد بيت، وخواكين فينيكس، ورونى مارا» الذين انضموا لطاقمه كمنتجين منفذين، وفرض الفيلم الوجع الفلسطينى على طاولة السينما العالمية لإعادة الدور الأخلاقى للمهرجانات الفنية.