أكد وزير الدفاع الكولومبي بيدرو سانشيز أن بلاده "ملتزمة تماما" مكافحة الاتجار بالمخدرات، فيما تدرس الولاياتالمتحدة وقف برنامج تعاون مع بلاده لفشلها في الحد من تهريب الكوكايين. وستقرر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحلول 15 سبتمبر/ أيلول ما إذا كانت ستسحب كولومبيا من قائمة حلفاء الولاياتالمتحدة في الحرب ضد المخدرات. ويضع ذلك على المحك نحو نصف مليار دولار من التمويل الأميركي المخصص لمحاربة عصابات المخدرات والفصائل المسلحة اليسارية التي توفر تمويلها من الاتجار بالكوكايين. يأتي ذلك في خضم تعزيزات عسكرية أمريكية كبيرة في منطقة البحر الكاريبي في سياق الحرب التي أعلنها ترامب على الكارتيلات وشهدت قصف القوات الأمريكية قاربًا يشتبه بأنه انطلق من فنزويلا محملا بالمخدرات وعلى متنه 11 شخصًا. وقال وزير الدفاع الكولومبي في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن برنامج العمل ضد المخدرات مع الولاياتالمتحدة هو "رمز للتعاون والتحالف والثقة" بين واشنطن وبوجوتا. وصرّح خلال جولة لبرنامج القضاء على زراعة نبتة الكوكا على الحدود الكولومبية مع الإكوادور الجمعة، بأن المساعدات العسكرية الأمريكية ضرورية لكولومبيا لأنها تتيح "العمل بقوة أكبر" ضد الاتجار بالمخدرات. وأضاف أن إقصاء كولومبيا من البرنامج يعني "انتصارا للفاعلين غير الشرعيين وخسارة للدول". منذ توليه السلطة عام 2022، دعا الرئيس الكولومبي اليساري جوستافو بيترو إلى إحداث تحول نموذجي في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على المخدرات والتي يعتبرها فاشلة، وحضّ على معالجة المشاكل الاجتماعية التي تغذي الاتجار بالمخدرات. لكن منذ عام 2022، زادت زراعة الكوكا بنحو 70%، وفق تقديرات الحكومة الكولومبية والأمم المتحدة. وأكد سانشيز أن الحكومة "تفعل كل ما في وسعها" لمكافحة المخدرات. وشدد أن لها "التزاما تاما" على هذا الصعيد. سيكون إنهاء التعاون الأميركي بمثابة ضربة قوية لكولومبيا، حيث تعرض الجيش والشرطة لسلسلة من الهجمات المميتة التي شنتها جماعات مسلحة. ففي 21 آب/أغسطس، قضى 12 شرطيا عندما أسقط مسلحون منشقون عن جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) المنحلة، مروحية للشرطة أثناء عملية لتدمير مزارع كوكا في شمال غرب البلاد. وفي اليوم نفسه، انفجرت شاحنة مفخخة في شارع مزدحم قرب مدرسة للطيران العسكري في مدينة كالي، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص. ولفت وزير الدفاع الكولومبي الى إن تصعيد العنف جاء نتيجة لحملة الحكومة على تجارة المخدرات التي شبهها ب"السرطان". وأضاف بيدرو سانشيز "عندما تحارب السرطان وتطبق العلاج الكيميائي يحدث رد فعل". وأعرب العديد من المسؤولين الكولومبيين عن قلقهم من أن تصدر الولاياتالمتحدة قرارا بوقف التعاون مع بلدهم، خصوصا في أعقاب الخلاف الحاد بين ترامب وبيترو في يناير/ كانون الثاني بشأن ترحيل المهاجرين غير النظاميين. وأرسلت كولومبيا طائرات لإعادة المهاجرين إلى وطنهم بعد أن هدد ترامب بفرض عقوبات على الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.