نحن نمر على الإنجازات مرور المشمئزين وننظر إلى أصحاب النجاحات نظرة عابرة.. بينما المتعثرين الفشلة فلهم معنا وقفة تارة بالتبرير وأخرى بالتهوين من تأثير ما يفعلون. في عدد من الرياضات نواجه إخفاقات متكررة وأحداث مؤسفة فى اتحادات عديدة ولكن الكلام عنها فى الإعلام وصور تصريحات مسئوليها قبل لاعبيها فى المواقع والصحف وعلى الشاشات يغطون إخفاقاتهم بعبارات من عينة (ليس فى الإمكان أبدع مما كان)، و(الظروف كانت ضدنا واحنا اللى نواجه ظلم التحكيم وحدنا)!! أما من وصلوا إلى القمة واعتادوا أن يتربعوا عليها ويكونوا أبطال العالم فإن الاحتفال بهم والتمجيد لعطائهم يتراجع من بطولة إلى أخرى كمن اعتاد النعمة. قبل 48 ساعة كان هناك إنجاز تاريخى يضاف إلى سجل تاريخ الرياضة المصرية.. بطولة العالم في الخماسي الحديث. نعم.. نحن لدينا بطل العالم فى هذه الرياضة الخماسية التى تتطلب من بطلها التفوق في العدو والرماية والسباحة والمبارزة وكانت الفروسية حتى آخر ألعاب أولمبية فأصبحت اجتياز الحواجز.. على نفس مسار أحمد الجندى صاحب ذهبية أولمبياد باريس في هذه الرياضة الشاملة حصل البطل المصري معتز وائل على ذهبية العالم في البطولة التي أقيمت في لتوانيا.. ليس هذا فقط فالمركز الأول فى بطولة العالم للسيدات كان من نصيب المصرية فريدة خليل.. فإذا عرفت أن فريدة عمرها 14 عاماً فقط تستطيع أن تقدر المعجزة التي يحققها القائمون على رياضة الخماسي. ومع التفوق العالمي الكبير ينسى الرأي العام في مصر هذا النصر بعد ساعات من تحقيقه وربما لا يسمع عنه الكثيرون. لينضم معتز وفريدة إلى قائمة الأساطير غير المشهورين .